شيرمان في إسرائيل: نختبر الرئيس الإيراني

أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قلقه من المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة الدول الست. وجاء هذا القلق على خلفية زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية ورئيسة وفد المفاوضات الأميركي مع إيران ويندي شيرمان، التي أبلغت المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون تخصيب يورانيوم ليست هناك فرصة للاتفاق مع إيران.

وتحدث نتنياهو أمام الحكومة في جلستها الأسبوعية أمس، قائلاً إنه «قلق» من المفاوضات الجارية بين الـ«5+1» وإيران، قائلاً «إنني أنظر بقلق لواقع أن إيران تؤمن عملياً أنها ستجسد مخططاتها بأن تغدو دولة حافة نووية مع قدرات تخصيب لا يمسها أحد، وقدرات تطوير صواريخ عابرة للقارات تواصل العمل بها من دون إزعاج».
وأضاف أن «الدمج بين تخصيب اليورانيوم، السلاح والقدرة على الإطلاق، يعني أن إيران تنال كل شيء ولكنها لا تكاد تعطي شيئاً. محظور أن تخلد التسوية النهائية هذا الوضع».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي «وجوب تجريد إيران من قدرات إنتاج السلاح النووي أو إطلاقه. وهذا الأمر لم يتحقق بعد، كما أنه لن يتحقق من دون إصرار من جانب القوى العظمى. وآمل أن تصر هذه الدول بشكل صلب على المطالب الحقيقية من أجل منع إيران من التحول إلى دولة حافة نووية». واتسم حديث نتنياهو عن القلق بأهمية خاصة، نظراً لوصول شيرمان إلى إسرائيل لإطلاع المسؤولين فيها حول تطورات المفاوضات. وقد وصلت شيرمان إلى إسرائيل من فيينا يوم الجمعة الماضي، بعد ثلاثة أيام قضتها في التفاوض مع الوفد الإيراني.
وفور وصولها، اجتمعت شيرمان مع وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتس، ومستشار الأمن القومي يوسي كوهين. كما اجتمعت، في إطار الديبلوماسية العلنية، مع عدد من الصحافيين الإسرائيليين، حيث شددت أمامهم على أنه في إطار التسوية النهائية مع إيران سوف يتم السماح لطهران بالاحتفاظ على أراضيها بخطة تخصيب يورانيوم «لأغراض عملية» ولكنها ستكون «مقلصة، محدودة، مكبوحة وتحت الرقابة».
وأضافت أنه «إذا لم يكن هذا هو الحال فإنه لن يكون هناك اتفاق». وبحسب كلامها، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء كانتا تودان أن يتوقف تخصيب إيران لليورانيوم تماماً، «لكن هذا التوقع غير منطقي». ومع ذلك، أشارت إلى أنه إذا لم يكن تخصيب اليورانيوم مقيداً، فلن يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الكبرى.
وأكدت شيرمان في حديثها مع الصحافيين، أن طرفي التفاوض «ملتزمان ومعنيان» بالتوصل إلى تسوية نهائية حول المشروع النووي حتى 20 تموز المقبل.
وأضافت أن الأمر مع ذلك قد يتطلب أسبوعاً إضافياً، ولكن «في كل حال، كل تمديد للمباحثات ينبغي أن ينال موافقة إيران والدول الست، حتى لا يحاول أي طرف المماطلة».
ويعتبر كلام شيرمان مع الصحافيين الإسرائيليين رسالة أميركية واضحة، ليس فقط لإسرائيل، وإنما أيضا للكونغرس، ضد فرض عقوبات جديدة.
وقالت «إننا لا ندخل إلى هذه المفاوضات مع إيران بنظارات وردية، وما زلنا لا نعرف إن كان بالوسع التوصل إلى حل ديبلوماسي»، مشددة على أنه رغم ذلك «الأمر حاسم لوفدنا في المفاوضات ولشركائنا، أن نحصل على الهامش والوقت من أجل محاولة التوصل إلى حل ديبلوماسي. إن المباحثات مع إيران ستكون شاقة جداً ولا يمكننا السماح لأنفسنا بأن تحدث أمور تجعلها أشد صعوبة».
وأشارت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أيضاً، إلى أن بلادها مهتمة بسماع رأي إسرائيل في الموضوع الإيراني، وأن تأخذ منها النصائح والملاحظات.
وقالت إنه «أحيانا نتفق وأحياناً نختلف، لكن يهمنا أن نسمع. وهناك معيار واحد للنجاح وهو ألا تكون لإيران قدرة لامتلاك سلاح نووي. والهدف هو أن يبقى المشروع النووي الإيراني سلمياً تماماً، ولذلك فإن كلمة السر هي التأكد، التأكد والمزيد من التأكد».
وأضافت شيرمان أن كل المواضيع التي تقلق الأسرة الدولية من مشروع إيران النووي وضعت على الطاولة في إطار مفاوضات التسوية الدائمة.
وقد سئلت عما إذا كان ذلك يتضمن مشروع إيران الصاروخي بعيد المدى، فردت «كل المواضيع المقلقة لنا ستوضع على الطاولة». وحول الشبهات بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للمشروع النووي الإيراني، وإن ستكون جزءاً من المفاوضات، فاعتبرت أن «قضية الأبعاد العسكرية يفترض أن تنال تعاملاً بشكل أو بآخر في المفاوضات. وكلما تتقدم إيران في المحادثات في هذا الشأن مع الوكالة الدولية للطاقة النووية كلما زادت فرص التوصل لاتفاق نهائي».
وخلصت شيرمان إلى أنه منذ بدء تنفيذ الاتفاق المرحلي، لا وجود لدلائل على انتهاك إيران لتعهداتها، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتنياهو سيبحثان بالعمق الشأن الإيراني في لقائهما في واشنطن بعد حوالي أسبوع.
وشددت شيرمان على أنه بالرغم من أن إيران ليست ديموقراطية، إلا أن فيها آراء مختلفة بشأن المفاوضات مع الغرب وبشأن المشروع النووي، مضيفة أنه «ينبغي لنا أن نفحص المدى الذي يمكن للرئيس (الإيراني حسن) روحاني السير فيه وكم يستطيع التنفيذ».

السابق
الرئاسة المصرية تكلف وزير الإسكان السابق تشكيل الحكومة
التالي
داليدا خليل: لم أتعرّض لحادث سير