النهار: الانسداد في الأزمة الحكومية الى ذروته مع اخفاق كل الطروحات

كتبت “النهار ” تقول: أتاحت زيارة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي لبيروت امس، للمسؤولين اللبنانيين الاطلاع على تعقيدات المناخ الاقليمي المتصل بالازمة السورية عن قرب من خلال المساعي التي يبذلها الابرهيمي لتأمين ظروف انعقاد مؤتمر جنيف – 2، فيما تبلّغ الممثل الاممي العربي بدوره الموقف اللبناني المبدئي من إمكان مشاركة لبنان في المؤتمر.
واوضحت مصادر رسمية لـ”النهار”، ان الابرهيمي لم يحمل الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اي دعوة للمشاركة في المؤتمر، كما لم يجزم نهائياً بموعد انعقاد المؤتمر، نظراً الى مضيه في مزيد من المشاورات واللقاءات من أجل بلورة صورة واضحة عن هذا الموعد النهائي، والاتفاق مع المعنيين على آلية توجيه الدعوات اليه وتحديد الجهات والدول التي ستدعى اليه.
وقالت المصادر، ان بت موعد المؤتمر وآلية توجيه الدعوات اليه يتوقف الى حد كبير كما فهم من الإبرهيمي على اجتماع سيعقد الثلثاء المقبل في جنيف ويضم الممثل الخاص المشترك والجانبين الاميركي والروسي، ومن ثم يجري التشاور مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لتقرير الخطوات النهائية.
وأشارت الى ان ثمة اتجاهين محتملين سيتبين من خلالهما ما اذا كان لبنان سيدعى الى المؤتمر، وهما اما اعتماد حصر الدعوات بدول الجوار السوري تجنبا لدعوة ايران والسعودية اذا تبينت صعوبة اقناع المملكة العربية السعودية بالحضور، واما ايجاد اطار موسع آخر للدعوات تبعا لنتائج الجولة التي يقوم بها الابرهيمي وكذلك نتائج مساع ديبلوماسية اخرى يبذلها أفرقاء آخرون من ابرزها زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية.
واذ اكد الابرهيمي في محادثاته مع الجانب اللبناني رغبة عدد من الدول في عقد المؤتمر والمشاركة فيه تحدث عن عقبات وشروط يضعها الاطراف المتنازعون في سوريا يعمل على تذليلها. وأوضحت ان الابرهيمي سمع لغة رسمية متجانسة حيال موضوع مشاركة لبنان في المؤتمر، اذ أيدها الرئيس سليمان وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من حيث المبدأ على ان يتخذ القرار النهائي والرسمي بعد توجيه الدعوات في حال دعوة لبنان اليه.
وأفادت ان سليمان اعرب مجددا عن تأييده الحل السياسي في سوريا قائلاً: “نحن نادينا بذلك منذ اندلاع الازمة في سوريا ورفضنا الحل العسكري”، لافتا الى ان الحل السياسي “ينعكس ايجابا على لبنان ويخفف اعباء النازحين السوريين اليه ويمكّن هؤلاء من العودة الى ديارهم”.
وعلمت “النهار” ان الرئيس بري شدد لدى لقائه الابرهيمي على ضرورة التقارب السعودي – الايراني الذي يساعد في تسهيل انعقاد المؤتمر وخروجه بنتائج ايجابية لانهاء الازمة السورية، كما شدد على ضرورة دعوة لبنان الى المؤتمر وأهمية معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان. وبدوره ابلغ الرئيس ميقاتي الابرهيمي تأييد لبنان انعقاد المؤتمر وانه سيتخذ قراره بالمشاركة او عدمها في ضوء توجيه الدعوة اليه، مؤكداً وجوب ان يحضر لبنان اي اجتماع يناقش مستقبل سوريا “لاننا من اكثر الدول تأثرا بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات”.

سليمان: التحييد
في هذا السياق، حرص الرئيس سليمان في حديث الى “النهار” على التركيز على سياسة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمة السورية كما نص عليه “اعلان بعبدا”، مؤكدا ان ذلك لا يعني ان لبنان ينأى بنفسه عن سوريا. وقال ان “النأي بالنفس ليس سياستنا بل تحييد لبنان وفق اعلان بعبدا (…) بما يعني اننا نعتمد تحييد لبنان عن التداعيات السلبية لهذه الازمة وهو ما سرنا بموجبه في المواقف التي اتخذناها من مؤتمرات ذات صلة بالازمة السورية”، في إشارة الى مؤتمرات شارك فيها لبنان واخرى لم يحضرها. واضاف: “نحن لا ننأى بأنفسنا عن مؤتمرات جامعة لكل الاطراف ولكن النأي بالنفس يكون مع القرار الذي يتخذ في هذه المؤتمرات فاما علينا ان نكون معه او ضده او ان هناك حلا ثالثا هو النأي بالنفس كخيار لتأمين تحييد لبنان”.
كما حرص على تبديد اللغط بين التحييد والحياد، قائلاً إن اعلان بعبدا لا يلحظ حياد لبنان “الذي يحتاج الى مؤتمر تأسيسي (…) لكن التحييد هو خطوة نحو الحياد”. ص 2
وعلمت “النهار” ان الاتصالات لا تزال جارية بين رئاسة الجمهورية والمملكة العربية السعودية منذ تأجيل زيارة الرئيس سليمان للمملكة في نهاية ايلول الماضي للاتفاق على موعد جديد ملائم للجانبين ولكن الموعد النهائي لهذه الزيارة لم يحدد بعد.

الانسداد الحكومي
الى ذلك، بدا الانسداد في أفق الازمة الحكومية في ذروته اذ قالت مصادر معنية “النهار”، ان ايا من الاحتمالات والصيغ التي يجري تداولها لم يصل الى اي نتيجة ايجابية وخصوصا بعدما تسبب الموقف الاخير للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله بردود متصلبة من قوى 14 آذار، مما اعاد الازمة الى نقطة الصفر على مشارف طي مأزق تشكيل الحكومة الجديدة الشهر السابع.
وتفيد المعلومات ان تيار “المستقبل” لا يرى بديلا من استجابة مطلبه خروج “حزب الله” من سوريا والتزامه اعلان بعبدا من اجل تشكيل حكومة سياسية بصرف النظر عن الجدل حول توزيع الحصص، والا فإن البديل هو الذهاب الى تشكيل حكومة حيادية يتفق كل من 8 و14 آذار على ترشيح الشخصيات التي ستضمها، وفي غير هذه الحال فليمضِ فريق 8 آذار بقيادة “حزب الله” الى تشكيل حكومة اللون الواحد اذا كان ضامنا الاكثرية المؤيدة لها.

قضية علي عيد
على صعيد آخر، قالت مصادر مواكبة للتحقيق في قضية تفجير المسجدين في طرابلس لـ”النهار” ان مسار استدعاء الامين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد للادلاء بافادته سيتضمن بعد امتناع الاخير عن تلبية طلب شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تكرار الدعوة ثم اصدار بلاغ بحث وتحر في حال عدم العثور عليه لتبليغه الى ان يحال الملف بحاله الحاضرة على القضاء وختم التحقيق الاولي على ان يتخذ القضاء القرار المناسب وهو اصدار مذكرة توقيف في حال استمرار عيد في الامتناع عن استجابة الدعوات للادلاء بافادته.
وقال المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ”النهار” ان ما أثاره مسؤول العلاقات السياسية في الحزب رفعت علي عيد حول معرفته بشخص يدعى حيّان رمضان الذي ورد اسمه في سياق قضية التفجيرين هو لـ”ذر الرماد في العيون”، مشيرا الى انه التقى رمضان مرة واحدة بصفته رجل دين علوي زاره قبل خمسة اعوام للتوسط لاحد معارفه من اجل تطويعه في قوى الامن الداخلي ولم يلتقه مذذاك.

السابق
«كابتن ماجد»..هل يعود من جديد؟
التالي
السفير : “جنيف 2 لن يعقد إذا رفضته المعارضة السورية