د.محمد علي مقلد: التسوية بتنازل ايران عن توسعها

محمد علي مقلد

   رأى عضو تجمع لبنان المدني الدكتور محمد علي مقلد أن نجاح التقارب السعودي اﻻيراني رهن بتخلي ايران عن طوحها التوسعي في المنطقة وخصوصا دورها في كل من لبنان وسوريا .
وقال في حديث لـ”جنوبية”: مما قرأنا فإن العاهل السعودي دعا الرئيس اﻻيراني الى مكة المكرمة ﻻداء فريضة الحج، وللالتقاء في مكان مشرف على المدينة، ولهذه الشكليات معنى سياسي. لكن المضمون هو اﻻهم ولكي يكون التقارب صادقا وناحجا يجب ان تتخلى ايران، ولو موقتا، عن مشروعها التوسعي والمتمثل بتصدير الثورة.
وتتخلى عن دعم نظام بشار اﻻسد، وعن مشروع حزب الله في لبنان. اذا توفرت هذه الشروط وحصل التقارب السعودي اﻻيراني الصادق فإن ما سيتغير ليس وجه المنطقة بل المشهد السياسي الدولي، ﻻن المعارك الكبرى في العالم مركزة كلها في منطقتنا.
ونحن نتمنى ان تتراجع ايران بالفعل وبشكل دائم، اﻻ ان التنازل الموقت من شأنه أن يحقق نتائج ايجابية على المنطقة ككل. وأضاف مقلد: أما عن اسباب هذا التطور على المستوى اﻻيراني فاعتقد ان ايران بحاجة ﻻلتقاط اﻻنفاس في هذه المرحلة بسبب ظروفها اﻻقتصادية، وهي بحاجة الى تسوية ما في ملفها النووي، ومن هنا الالتقاء مع اﻻميركيين الذي تبين ان كل ضجيجهم حول الملف النووي اﻻيراني منذ عشر سنوات كان مجرد ذريعة لفتح معركة مع طهران هدفها الحقيقي مواقع النفوذ في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان. وبما أن ايران ليست بحاجة الى التقنية النووية للاغراض العسكرية فإنه يمكن ايجاد تسوية بشأن النووي السلمي. وعن انعكاسات هذا التقارب على الساحات اﻻقليمية رأى مقلد انه سيساعد على تثبيت فترة من الهدوء اﻻقليمي. لكن في الموازاة يجب ان تعمل القوى المحلية في الدول المعنية مثل العراق ولبنان وسوريا على حل نزاعاتها. فإيران ﻻ تخلق المشاكل في هذا البلد او ذاك بل تستفيد من التناقضات المحلية لتتدخل وتدعم وهذا او ذاك من الفرقاء.
وبالنسبة للوضع السوري فإنه يتعلق اكثر بالتوازنات الدولية منه بالتقاربات اﻻقليمية. واليوم بعد تأجيل الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري، اﻻنظار تتجه الى مفاعيل التسوية التي حصلت بخصوص السلاح الكيميائي. وباعتقادي ان عدم حصول الضربة وفقا للسيناريو الذي تم حقق نتائج اكبر بكثير مما كانت الضربة ستحققه. اذ كان رهان الضربة ان تنهار معنويات ما تبقى من جيش اﻻسد نتيجة استهدافه بضربات موجعة، فيؤدي ذلك الى سقوط النظام .ولكن ذلك لم يكن مؤكدا.
فلو حصلت الضربة وبقي اﻻسد مع سلاحه الكيميائي لكنا في سيناريو أسوأ من الحالي. وما حصل ان النظام السوري خسر نتيجة الصفقة سلاحه اﻻستراتيجي الذي لم يستخدمه يوما ضد اسرائيل، وفي الوقت نفسه يواصل المواجهة مع المعارضة المسلحة التي ستكون امام استحقاق هام العام المقبل مع قرب موعد اﻻنتخابات الرئاسية.
ومن المرجح ان تستفيد المعارضة من اخراج السلاح الكيميائي من المعادلة. واذا توافر لها التسليح الملائم فانها قادرة على اﻻنتصار. على المستوى اللبناني فإن موازين القوى توحي بوجود اجواء حرب اهلية، لكن من دون انفجارها. ويجب ان يتعلم حزب الله انه ﻻ يستطيع حكم لبنان بالحرب. فالحروب اﻻهلية ﻻ تنتج اﻻ خاسرين، وﻻ احد يربح. ولن يستطيع حزب الله انجاح مشروعه اﻻ بالعمل السياسي، وبما ان اكثر من نصف الشعب اللبناني يرفض مشروعه فإنه مطالب بتغييره واﻻنخراط في مشروع الدولة اللبنانية. وهذا شرط من شروط نجاح التقارب السعودي اﻻيراني لبنانيا، اي توفير البيئة الداخلية المناسبة. وفي كل اﻻحوال نعتقد ان مشروع حزب الله يتمدد ويستمر بفعل المساعدات المالية الهائلة التي يتلقاها من ايران والتي تجعل موازنته موازنة دولة، وتؤمن له القدرة على شراء مناصريه وجمهوره بدفع الرواتب ومنح بعض المساعدات. فاذا توقف هذا الدعم سيضمر مشروع حزب الله بالتأكيد.

السابق
هكذا قد يهزم روحاني الحرس الثوري
التالي
لافروف: نظام الاسد قد يتفاوض مع معتدلين من المعارضة المسلحة