العرقوب يرزح تحت ثقل 1500 عائلة سورية نازحة

يتدفق النازحون السوريون الى منطقة العرقوب في شكل غير مسبوق، فاق القدرة على استيعابه كما في معظم مناطق لبنان. وفي حين يدخل البعض المنطقة عبر طرق شرعية، تدخل الاغلبية من خلال طرق غير شرعية، عبر مرتفعات جبل الشيخ والاودية والتلال الوعرة المحفوفة بالمخاطر، الا ان بلدية شبعا عمدت الى تسجيل كل الحالات السورية النازحة واصدار بطاقة لكل عائلة بهدف تنظيم هذا النزوح العشوائي من بيت جن السورية، ومؤخرا من القنيطرة، في محاولة لحصر وجوده وتقديم المساعدات للنازحين، وابلاغ الدولة اللبنانية به من خلال قائمقام حاصبيا وليد الغفير الذي يرفع تقاريره للسلطات الرسمية اللبنانية بأعداد النازحين الى المنطقة.

وقال رئيس جمعية اشراق النور الخيرية الشيخ محمد الزغبي ان “هناك اكثر من 1500 عائلة سورية نازحة الى منطقة العرقوب، المعدل الوسطي للعائلة ما بين 7 الى 8 افراد، ففي حاصبيا ومحيطها 380 عائلة، وفي العرقوب 720 عائلة وفي شبعا وحدها 400 عائلة، وبات عددهم يوازي عدد المقيمين، ما يؤدي الى التداخل الاجتماعي ونشوء مشكلة اجتماعية من حيث ان البيوت امتلأت بهم ولم يعد هناك اماكن او بيوت سكنية شاغرة في المنطقة، فضلا عما يتطلبه هؤلاء من خدمات على مستويات الماء والكهرباء والصرف الصحي”.

ونفى الزغبي وجود سلاح بأيدي السوريين النازحين الى العرقوب، الا انه يؤكد ان بعض هؤلاء أخذوا العمل من امام الاهالي المقيمين لان عددهم يوازي عدد السكان، وحذر من انفجار اجتماعي اذا لم يتم تدارك الامور.

اما بشأن المساعدات التي يتلقاها النازحون السوريون، فقال الزغبي “نقدم فرشة وبطانيات لكل شخص، ولوازم مطبخية للعائلة، وحصة غذائية اسبوعيا تكفي ل 8 افراد وحليب للاطفال ومواد تنظيف، ونقوم مرة اسبوعيا من خلال عيادة طبية نقالة، بمعاينتهم من الناحية الصحية وتقديم الادوية اللازمة لهم مجانا، مؤكدا اننا نتلقى المساعدات المادية من تبرعات داخلية ومن دولتي قطر والامارات العربية لهذا الامر تحديدا، مشيرا الى دور اغاثي من الجماعة الاسلامية في المنطقة وبلدية شبعا واتحاد بلديات العرقوب ايضا”.

من جهته، قال “رئيس بلدية شبعا ورئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب “لدينا احصائية بالنازحين السوريين تخطت ال 7 الاف شخص في منطقة العرقوب، ففي شبعا وحدها ما يقارب ال 4 الاف شخص والباقي يتوزعون في كفرشوبا والهبارية وكفرحمام والماري، كل المنازل اقفلت ولم نعد نحتمل لان المطلوب تخطى قدرة البلدية والاتحاد، فمنذ سنة ونصف دفعنا نصف مليون دولار ثمنا للمازوت للمولدات الكهربائية في شبعا، لم نعد قادرين على تحمل الاعباء والدولة لا تقدم لنا شيئا، كما اننا بتنا نعاني ضغطا على شبكتي الكهرباء والمياه وعلى شبكة الصرف الصحي”.

اما ابن بلدة شبعا النائب قاسم هاشم فقال “ازدياد اعباء اللاجئين السوريين هو بسبب عدم تأمين احتياجاتهم من قبل الدولة اللبنانية وهناك استهتار من المجتمع الدولي بهم ومن الدول العربية التي تعمل على تأزيم الوضع في سوريا بشكل سلبي بدل ان تتدخل انسانيا، امكانات لبنان محدودة وهيئات المجتمع المدني والجمعيات تقوم مقام الدولة الغائبة عن القيام بواجبها، المؤسسات العربية والدولية لا تقوم الا بتأجيج الحرب في سوريا، مؤكدا ان الامور ستصل الى حد لا يمكن تحمله على مستوى الكثافة السكانية للاجئين السوريين وسيكون له انعكاسات على الواقع الاجتماعي ومنافسة ومزاحمة اليد العاملة اللبنانية”.

وأضاف “هذا النزوح انعكس بقاعا وشمالا من كل النواحي لكن في الجنوب والعرقوب لا وجود له الا من خلال منافسة اليد العاملة اللبنانية”.

وفاق عدد النازحين السوريين الى مناطق الجنوب ال 150 الفت فضلا عن 70 الف فلسطيني موزعين على المخيمات الفلسطينية في عين الحلوة والمية ومية ومخيمات صور وبقية المخيمات الفلسطينية، ونصبت الخيم في عين الحلوة لاستيعابهم.

اما توزع النازحين السوريين جنوبا هو كما يلي 6000 عائلة في صيدا ومحيطها اي ما يعادل ال 40 الف نازح، 20 الفا في النبطية ومنطقتها وصولا الى اقليم التفاح، 20 الفا في بنت جبيل، 4 الاف في مرجعيون ومنطقتها، ما يعادل ال 8 الاف في العرقوب وشبعا، 14 الفا في صور ومنطقتها، 20 الفا في منطقة الزهراني، وحوالي الفين في قرى شرق صيدا وجزين والريحان.

وتشكلت في كل منطقة خلية ازمة لادارة شؤون النازحين الخدماتية والامنية يتولى رئاستها المحافظ او القائمقام وتضم ممثلين عن القوى الامنية والعسكرية والجمعيات والبلديات والمؤسسات المحلية والدولية. وطلب من كل بلدية اعداد احصائية بعدد النازحين السوريين وتسليم نسخة عنها للمحافظ ولكل جهاز امني او عسكري لحصر تواجد النازحين واماكن انتشارهم في كل منطقة لاسباب امنية وخدماتية، والعمل الذي يقومون به وما اذا كان يؤثر على عمل السكان المحليين، وضرورة اعطاء الافضلية للعامل اللبناني.

السابق
هاغل:الجيش الأميركي جاهز للتحرك فورا إذا أمر أوباما بتوجيه ضربه لسوريا
التالي
تدابير أمنية للجيش في صيدا