الآتي اعظم مالم ينسحب حزب الله

اشرف ريفي

حذّر المدير العام السابق لقوى الامن الداخي اللواء اشرف ريفي من ان “الآتي اعظم” في لبنان ما لم يتخذ “حزب الله” القرار الشجاع “بالخروج من الصراع العسكري في سوريا” وما لم “نمدّ أيدينا الى بعضنا البعض”، معتبراً ان هاتين الخطوتين “توفران الحماية للبلد”.
هذا الموقف أطلقه ريفي في حديث الى “الراي” التي زارته في منزله المقابل لمسجد السلام حيث وقع احد الانفجارين اللذين ضربا طرابلس الجمعة الماضي، والذي تعرّض لأضرار كبيرة، وسط تقارير لم تستبعد ان يكون المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي هو المستهدَف من السيارة المفخخة.
وفي ما يأتي نص الحوار مع ريفي:
• بين المعلومات الصحافية والامنية تم الحديث عن استهداف مسجد السلام ومن ثم استهدافك شخصياً، كيف تعلّق على هذا الامر؟
– لبنان كله مستهدف وطرابلس مستهدفة والمساجد مستهدفة.
• حذرت سابقاً عندما كنت في موقعك الامني من خطر امني على لبنان، لماذا لم تؤخذ تحذيراتك على محمل الجد؟
– بكل بساطة كل فعل له رد فعل. حزب الله اتخذ قراراً بالدخول الى سورية حيث يقاتل عسكرياً وعليه توقع ان مَن يقاتله سيقاتله في المقابل، لذلك التوقعات كانت بضرورة ان يتوقع ردة فعل مقابلة.
• حكي عن يد واحدة تقف خلف التفجيرات في طرابلس والضاحية…
– لا، لم تصدر تحقيقات تؤكد بعد ان يداً واحدة تقف وراء التفجيرات. هذا افتراض، علينا انتظار التحقيقات لنعرف اذا كانت هناك يد واحدة ام اكثر من يد.
• ماذا عن الامن الذاتي في طرابلس؟
– هذا امر غير مطروح نهائياً ولن نسمح بالأمن الذاتي في طرابلس، نحن جزء من لبنان ونعتز بذلك وسنبقى جزءاً من لبنان. كان هناك رد فعل عند أناس لا يمثلون شيئاً على الارض وتحدثوا عن الامن الذاتي ولكن هذا امر مرفوض ولا يمثل طرابلس. هناك امن الدولة اللبنانية فقط لا غير. نحن نقف في وجه “حزب الله” لأنه يحاول إقامة دويلة في قلب الدولة. نحن نريد الدولة والدولة فقط لا غير. ومن غير المسموح لا بأمن ذاتي ولا بالامارة ولا اي شيء آخر. نحن جزء من الجمهورية اللبنانية.
• الرئيس سعد الحريري موجود في الخارج لدواعٍ امنية والخطر المتربص بك بات قريباً جداً، هل سيدفعك هذا الامر الى مغادرة البلاد؟
– لا ابداً فأنا امني لا سياسي وسأبقى في لبنان.
• لكنك مستهدف؟
– اعلم انني مستهدف، ومنذ 6 سنوات وانا مستهدف لكن عملي هو مواجهة المصاعب. الرئيس الحريري نحن نصحناه بمغادرة البلاد كي نحافظ عليه كرمز سياسي. لكن كأمنيين اذا غادرنا البلاد “العوض بسلامتك” حينها.
• عندما يجري الحديث عن “سوْرنة” او “عرْقنة” لبنان، يعني وجود طرفين متنازعين ومتقاتلين، هل هذا ينطبق على واقع الحال في لبنان؟
– لا، هناك فارق. ثمة فريق مسلح خارج اطار النظام والقانون وفريق آخر لا يملك السلاح، بل هناك سلاح فردي في ايدي بعض المواطنين من خارج اي اطار تنظيمي. لذلك ليست لعبة سلاح بل هي لعبة موقف في رأيي اكثر منها عملية سلاح. وأعوّل على المسؤولية الوطنية لدى اللبنانيين كي لا يتركوا الامور تتمادى. وسبق ان قلت ان المطلوب هو خطوتان: خروج “حزب الله” من الصراع العسكري السوري وان نمدّ ايدينا الى بعضنا البعض. وهاتان الخطوتان تحميان في رأيي البلد.
• ماذا عن اتهام “حزب الله” للمخابرات السعودية بالوقوف خلف تفجير الضاحية، كيف يكون المنفذ واحداً في المكانين كما يقال؟
– المنفذ ليس واحداً، لكن لا بد من انتظار التحقيقات. هذا الكلام بعيد عن الواقع. فالسعوديون لطالما كانوا يرعون البلد ايجابياً وليس لديهم لعبة عسكرية او امنية وهذا الكلام افتراء.
• بدأت الخيوط الاولى في جريمة الضاحية تُكتشف هل من الممكن ألا ينطبق هذا الامر على طرابلس وتُسجل التفجيرات باسم مجهول؟
– لا شك ان العمليات الارهابية ليست عمليات بسيطة وهي محترفة، وكشْفها يتطلب بحثاً طويل جداً وانما ربّنا بحكمته يقول انه ليست هناك جريمة كاملة. وبوجود جهاز امني محترف سنصل الى كشف هذه الجريمة.
• هل من الممكن ان نصل الى مكان تقف فيه الامور عند حد معيّن كما حصل مع مسألة المطلوبين في قضية الرئيس رفيق الحريري؟
– طالما عُرفوا “حيجوا” مهما كلف الامر، هناك عدالة ربنا وعدالة الارض كذلك الامر. عندما يُعرف المتهَم لا يمكنه الهروب وسيدفع ثمن دم الشهداء غالياً جداً.
• ماذا عن ترك مسرح الجريمة سائباً لوقت طويل في طرابلس؟
– لا احد ينتظر انه بكبسة زر ستأتي القوى الامنية، يتطلب الامر بعض الوقت للسيطرة على مسرح الجريمة. سابقاً لم تكن لدينا الخبرة واليوم باتت لدينا خبرة في الامر. ولكن الاهالي كانوا في حالة غضب كبير ولا سيما في محيط مسجد التقوى وتطلب الامر بعض الوقت.
• هل علمتم شيئاً عن التحقيقات؟
– انا خارج اطار التحقيقات وبات هناك اشخاص مسؤولون عنها.
• هل دخلنا في المجهول ام ليس بعد؟
– لا. دخلنا خطوات ليس في المجهول بل في الخطر المعلوم. ولذلك نحذر ونقول: ايها الاخوان لدينا خسائر معينة والوقت لم يتأخر لاتخاذ قرار شجاع يوفر حماية البلد من الآتي الذي نراه أعظم اذا لم يُتخذ هذا القرار.

السابق
«رائد فضاء» يروي «غرقه» في السماء!
التالي
بان كي مون: لا يمكننا تحمل أي تأخير إضافي