خط مياه بديل لـ«أنابيب الموت» في ميمس

أنجز «مجلس الجنوب» مشروع خط مياه شفة جديد لبلدة ميمس، كبديل لما يسمى في المنطقة بـ«أنابيب الموت» القديمة، التي تغذي البلدة بالمياه من نبع عين فجور. ويبدأ الضخ عبر الخط المستحدث، خلال شهر، على أمل أن تغدو معها مياه البلدة، خالية من الفيروسات والميكروبات الخطرة، التي أوقعت بين سكانها (نحو 2300 نسمة)، أكثر من مئة حالة سرطانية، قضى منهم 26 خلال أقل من 10 سنوات، حيث لا يزال عدد آخر من المرضى، بانتظار مصيرهم المحتوم، في ظل فشل مختلف العلاجات البيولوجية والكيميائية الطويلة، التي يخضعون لها في مستشفيات العاصمة بيروت على بعد 125 كيلومترا من القرية.
خط الجر الجديد لمياه الشفة، بلغ طوله نحو 9000 متر، بقطر 4 إنشات، وسماكته 4,5 ميلليمترات. وقد اختيرت القساطل المستعملة مناصفة بين الحديد والبلاستيك، لتكون من أجود الأنواع الصحية، وبحسب المواصفات العالمية، التي تضمن جودة المياه، وتكفل وصول المياه نقية وصافية من النبع إلى خزان التوزيع. كما أنجز إلى جانب خط القساطل، طريق مواز لتسهيل عملية الصيانة. وقد استفاد من تلك الطريق أكثر من 80 مزارعا، طالبوا وزارة الأشغال بتعبيده.
بلدية ميمس كانت قد أوكلت إلى فريق طبي متخصص التفتيش عن الأسباب التي وضعت البلدة في دائرة الأخطار السرطانية، إذ تسجل حالات عديدة قاتلة سنويا، سببها الأورام الخبيثة، لتجمع جميع التقارير المخبرية، على تلوث مياه نبع عين فجور الذي يغذي البلدة بمياه الشفة، منذ الخمسينيات، بفيروسات سرطانية قاتلة، تسببها القساطل القديمة المستعملة في جر المياه، حيث باتت مهترئة وتصدر عنها مادة خطرة تعرف باسم «إسبستوس» وهي محرمة دوليا.
رئيس البلدية غسان أبو حمدان قال: ان انتشار السرطان بهذا الشكل المخيف في البلدة، «سببته القساطل القديمة التي تدخل في صناعتها مادة خطرة تدعى الإسبستوس، وهي كناية عن مجموعة طبيعية من المعادن، المكونة من بلّورات متميعة من أملاح السليكا». وهي عبارة عن ألياف لا ترى بالعين المجردة، وتكون لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان، لتظهر أعراض المرض بعد فترة تتراوح بين 15 و20 سنة. ولفت أبو حمدان إلى أن «البحوث العلمية أثبتت أن مادة الاسبستوس شديدة الخطورة وتسبب الأمراض السرطانية في كل أجزاء الجسم، وبخاصة الجهاز التنفسي، وهو ما أكدته الوكالة الدولية لبحوث السرطان».
وأضاف: «لقد تجاوبت معنا مختلف الجهات المعنية من صحية وغيرها، وكان لنا لقاء مع وزير الصحة علي حسن خليل، الذي أبدى كل اهتمام بوضع البلدة الصحي. وأجرى بدوره اتصالا مع رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، الذي أخذ قراراً سريعاً وعاجلا لتبديل شبكة المياه التي تغذي البلدة، بحيث أرسل فريقا هندسيا وضع التصاميم والخرائط الضرورية تمهيدا للتنفيذ، الذي أنجز لاحقاً على وجه السرعة، لنضع الشبكة الجديدة في العمل قريبا. وهكذا نكون قد رفعنا عن بلدتنا جانبا رئيسيا من هذا الضرر المميت الذي نكد عيش الأهالي وخطف أرواح العشرات من خيرة شباب بلدتنا».
  

السابق
ضبط المخالفات في صور: رفـع الغطـاء عـن المرتكبين
التالي
هل يقع الشيعة في أخطار الموارنة والسنّة فيتسبّبون بحرب