سرّ الضربة وأسرار التفاوض

اشارت "السفير" الى ان لا مفاجأة في كل ما حصل مؤخراً. لا الضربة الإسرائيلية، ولا تصريح رئيس "الائتلاف" السوري المعارض معاذ الخطيب بشأن التفاوض، ولا انتهاء مؤتمر جنيف للمعارضة بالدعوة الى مفاوضات مع النظام السوري. ما يحصل تحت الطاولات مختلف تماماً عن ظواهر الأمور.
ليضع المرء نفسه مكان بنيامين نتنياهو قليلا: بماذا سيفكر. ثمة صفقة روسية – أميركية يجري التمهيد لها قبل اللقاء المقبل بين الرئيسين أوباما وبوتين. هذا أول لقاء سيجمعهما بعد أن عادا قويين كل الى رئاسة بلاده. لا يمكن أن ينتهي اللقاء بخلاف. لا بدّ من تمهيد الأرض لعدد من الحلول لأزمات العالم. في طليعة ذلك ثلاثة أمور تتعلق بالمنطقة، إيران وسوريا والسلام في الشرق الأوسط. لا بد إذا من ضربة وقائية.
الرسالة الإسرائيلية تأتي بعد توتر كبير بين نتنياهو وأوباما. هل يخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي فعلاً سقوط السلاح الكيميائي في أيدي الجهاديين أو في يد "حزب الله"؟ أم انه يريد إحراج الجميع، وخصوصا أميركا، حيال أي احتمال تفاوضي مع إيران؟ يريد الاثنين معاً. من الصعب التفكير بغير ذلك في الوقت الراهن. تدرك إسرائيل أن الأجواء العربية الرسمية المناهضة للنظام السوري تسمح لها بالاعتداء على دولة، كانت حتى الأمس القريب تُعتبر «قلب العروبة النابض» (هي أساسا لم تحسب يوما حسابا للنظام العربي حين كانت تعتدي على أية دولة عربية). ولكنها تعرف أيضا أن سوريا وحلفاءها لن يترددوا في الردّ وبقسوة، لو توسعت في عملياتها. «هذا خط أحمر»، قالها الإيرانيون غير مرة، وسبقهم الى ذلك أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله حين توعّد هذه المرة بالدخول إلى فلسطين المحتلة. أما إذا كانت أميركا قد وكلت أمر إنهاء الوضع السوري إلى إسرائيل، فإن ذلك يعني أن المنطقة أمام انفجار سيمتد من دمشق الى لبنان، ويمرّ بالخليج ليصل الى إيران. هل يريد أوباما وبوتين هكذا سيناريو؟ بالطبع لا

السابق
هيغ: ندعم مبادرة معاذ الخطيب
التالي
رئيس “الاتحاد الديموقراطي”الكردي السوري :مطلبنا الإدارة الذاتية