صيغة سحر سياسية عابثة

في أول خطاب القاه في بيت سكولوف (مقر الصحافة) تحدث يئير لبيد عن حق عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتقه. فالملابسات الخاصة ونتائج الانتخابات تضع امكانيتين فقط إما أن تقوم حكومة تحدث ثورة مدنية، او نتوجه بسرعة الى انتخابات جديدة.
يمكن للثورة ويجب ان تحدث في مجال ربط الاصوليين بالخدمة والعمل، وفي مجال التحول الليبرالي للاقتصاد والمجتمع. تحول يزيل الخانق الضريبي واللجان ويؤدي الى تسهيل اقتصادي على من يعمل بكد ولا يزال يعاني. غير أنه في الطريق الطريق الى الثورة يجب على لبيد وزملائة أن يتغلبوا على الشر الفلسطيني الذي يسممنا عبثا.
لسنوات طويلة ونحن أسرى مجموعات ضغط، ولا سيما الاصوليين، الذين يستغلون الصراع المصطنع بين اليمين واليسار. وقادة يوجد مستقبل ملزمون بان يفهموا بان في أيديهم طرف خيط نادر يمكن أن يحدث تغييرا في مسار عيش دولة اسرائيل ولكن فقط اذا ما تمكنوا من التعمق في ما هو ممكن وليس في ما سيفجر كل شيء.
الارقام تضع الليكود، يوجد مستقبل والبيت اليهودي كاساس طبيعي لائتلاف يمكنه أن يضم عنصرا واحدا أو اثنين، وان يدفع الى الامام بنقاط اطلاق عديدة قائمة بينهم فالمجال الاقتصادي والاجتماعي ومجال المساواة في العبء، لا يوجد فيهما اي خلاف بين هذه الاحزاب الثلاثة.
لقد حاول محللو اليسار أن يخلقوا ربطا متعذرا بين لبيد ويحيموفتش ولفني. ولكن بين لبيد ويحيموفتش تنفتح هوة ايديولوجية في مجالي الاقتصاد والمجتمع.
ويخيل أن مع لفني ايضا، التي اصبحت توأما لميرتس، الفجوة واسعة. ولا بد أن لفني لن يكون بوسعها ابتلاع رفض لبيد لتقسيم القدس. فمن مثلها يعرف انه بدون القدس كعاصمة فلسطين لا يمكن تلقي حتى فنجان قهوة من أبو مازن.
بين لبيد ومعظم أعضاء الليكود وكل أعضاء البيت اليهودي يوجد خلاف واضح في الموضوع الفلسطيني. ولكن معظم ناخبي لبيد لم ينتخبوه كي يرفع ابو مازن الى الاعلى. فقد كانت لهم عناوين افضل لهذا الشأن. الكثيرون منهم جاءوا بالذات من الليكود وصوتوا للبيد كي يحدث الثورة التي وعد باحداثها، والتي تقلب أمعاء المعسكر الاصولي وتتناقض مع الطريق الاشتراكي الشيوعي للعمل وللجبهة الديمقراطية. وفي هذه الساحة بالذات يوجد للبيد شركاء يتوقون للانذار الذي سيطرحه على رئيس الوزراء إما المساواة في العبء وإما لا شيء.
صحيح أن نتنياهو سيضطر الى تهديد شركائه التاريخيين من شاس ومن الاغوداة ولكن اذا كانت شاس محبة للحياة، فانها هي ايضا ستخضع وتستسلم. والا، فحتى احزاب اليسار ستجد صعوبة في الا تؤيد الحكومة من الخارج.
وبمناسبة الموضوع الاقتصادي، لا ريب ان المعسكر الاجتماعي بعث ريحا عظمى في أشرعة لبيد. غير أن هذه الريح تختلف تماما عن تلك التي خطط لها قادة المعسكر. فالقادة جاءوا، في معظمهم إن لم يكن جميعهم، من نوع اشتراكي وفوضوي. وقد نجحوا في المس بوتر حساس عميق وواسع من خيبة الامل العامة، من جانب اولئك الذين لا يشاركون في مذهبهم الفكري.
هذا الاسبوع، تركت الريح الكبرى جانبا محدثي الاحتجاج، الذين تبين أن ليس لهم أكثر من 15 مقعدا. وصوت مؤيدو لبيد بشكل واضح: لا نريد اشتراكية ولجان ابتزازية، نريد حرية وتخفيض أسعار.
على لبيد ورفاقه أن يستوعبوا أن ليس لبنيامين نتنياهو ايضا خيار السير يسارا في المجال السياسي. نتنياهو، ضعيف ومرضوض كنتيجة للاخطاب الجسيمة التي ارتكبها في حملة الانتخابات، يقف على رأس حزب معظم اعضائه سيسقطوه اذا حاول حقا التوجه الى الاتجاه الفلسطيني. وعليه فان التحدي كبير والفرصة عظيمة. ومن يقرر تفويتها بسبب صيغة سحر سياسية عابثة سيحكم علينا بانتخابات جديدة قريبة ويحكم على نفسه بوصمة عار.

السابق
المرأة تبدو اكبر سناً !!
التالي
اسرائيل ليست يمينية