الصرفنـد بعـد السيـول: المسارعة بالكشف عن الأضرار والتعويض

تحولت أمطار الأضحى، وما تبعها من سيول خلال اليومين الماضيين، إلى ما يشبة الكارثة الطبيعية في بلدة الصرفند الجنوبية. واجتاحت السيول مستشفيي «علاء الدين» و«خروبي»، متسببة بأضرار جسيمة في قسم الطوارئ في «مستشفى علاء الدين». وكانت خسائر فادحة في المنشآت والتجهيزات. وفاقت الأضرار كل التوقعات، بعدما غمرت المياه على ارتفاع 1.5 متر، أقسام «الأشعة»، و«الطوارئ»، و«الدخول»، و«العمليات». وكذلك الأمر بالنسبة لـ«مستشسفى خروبي». وتم تعليق استقبال الحالات المرضية أو الطارئة فيهما. بالإضــافة إلى أضرار مماثـــلة في عدد من البيــوت والمؤسسات التجارية والصناعية.
ويؤكد الأهالي أن المنطقة الساحلية تشهد للمرة الأولى سيولاً جارفة. وتسببت السيول بقطع طريق صيدا – صور الساحلية القديمة لبضع ساعات. وقد عملت فرق الدفاع المدني في مركزي الصرفند وصيدا على شفط المياه من داخل المستشفيين، وإقامة سواتر ترابية للتخفيف من تدفقها. ورجح عدد من الأهالي أن سبب الطوفان يعود إلى الخط الرئيسي لجر مياه «مشروع ري الليطاني»، الذي يغذي الأراضي الزراعية في المنطقة بفعل ضغط المياه القوي، الذي بقي مفتوحاً من دون إقفال. واعتبر آخرون أن السبب يكمن في هطول كميات غير اعتيادية من الأمطار، فاقت قدرة البنى التحتية على استيعابها.
ودعت إدارتا المستشفيين «الهيئة العليا للإغاثة»، والـــوزارات المعنية إلى اعتبار المنطـــقة منكوبة، وإيفاد لجنة للكـــشف على الأضرار والتعويض على المتضررين.
إلى ذلك، أصدرت إدارة «مستشفى علاء الدين» بياناً حددت فيه خسائرها. ولفت البيان إلى أن المياه غمرت الطابق السفلي من المستشفى كاملا، خلال أقل من 15 دقيقة. ووصل الماء إلى الطبقة الأولى، وغمر الحديقة والموقف الأمامي والخلفي بكل محتوياتها. وناشد المستشفى «وزارة الأشغال العامة، و«الهيئة العليا للإغاثة»، ووزارة الصحة، ونقابة المستشفيات، وبلدية الصرفند وكل من يعنيهم الأمر الوقوف إلى جانب المستشفى، وتعويضها، كلٌ حسب اختصاصه، وعدم التهرب من المسؤولية، لإعادة المستشفى إلى الحياة ليكون مصدراً أساسياً في الأمان الصحي والاجتماعي لأبناء المنطقة».
كما عقد «اتحاد بلديات ساحل الزهراني» اجتماعاً طارئاً في مقره في بلدة الصرفند أمس، بحضور مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في «حركة أمل» بسام طليس ومخاتير بلدة الصرفند والمتضررين من جراء السيول التي أصابت البلدة. وقد اصدر المجتمعون بيانا تلاه نائب رئيس الاتحاد محمد حجازي أكد فيه «أن اتحاد بلديات ساحل الزهراني يعلن تضامنه ومؤازرته لأهالي بلدة الصرفند وكل قطاعاتها الانتاجية التي تضررت بفعل الكارثة الطبيعية التي أصابت البلدة، وحولت العديد من مرافقها إلى مرافق منكوبة لا سيما مستشفيي علاء الدين وخروبي، وعدد من المؤسسات التجارية والقطاعات الزراعية وعشرات المنازل». أضاف البيان «ان اتحاد بلديات ساحل الزهراني يضع إمكاناته بتـــصرف أبناء الصرفند وكل فعالياتها البلدية، والاخــتيارية، والاقتصادية، والأهلية، للمساهمة في إزالة آثار الكارثة».
وتابع البيان «إن المجتمعين يعربون عن استنكارهم واستهجانهم للتلكؤ والصمت والغياب التام للهيئة العليا للإغاثة وعدم تحركها لاتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف على الأضرار، تمهيداً للتعويض على المتضررين». وطالب المجتمعون في الصرفند ومنطقة ساحل الزهراني الهيئة العليا للإغاثة الإسراع بالكشف على الأضرار ومسحها واتخاذ القرارات السريعة للتعويض على المتضررين، ومطالبة وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات تقصير الشركة المتعهدة بتنظيف قنوات تصريف المياه على جانبي الطرق الرئيسية والدولية بين الزهراني وصور وتحميلها المسؤولية الناجمة عن التقصير».
على صعيد آخر تفقد نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان سليمان هارون، بلدة الصرفند وزار مستشفيي علاء الدين وخروبي واطلــع على الأضــرار التي لحقت بهما جراء السيول التي ضــربت بلدة الصرفند وقرى ساحل الزهراني.

السابق
لا يختصر الأزمة بُعد واحد
التالي
آخر مهمة لسليمان