الفارق بين فيلمي سبتمبر2001 و2012!

سمعت ذات مرة عن شخص مسلم، ولكنه كان يشرب الخمر في حانة حينما سمع من يسب النبي عليه الصلاة والسلام فكسر زجاجة فارغة وهجم عليه بها، فإن كان هذا حال المسلم العاصي فلا تسأل عن حال باقي المسلمين، فليس عندنا أعز من نبينا صلى الله عليه وسلم، ولهذا فقد وقع اختيار مخرج فيلم سبتمبر 2001 على شيء أرخص بكثير من هدم برجين وقتل 3000 إنسان، وإذا كان العرب والمسلمون لايزالون غير مصدقين لاحتمال أن تكون هجمات سبتمبر 2001 مفبركة فليس هذا حال الرأي العام الأوروبي الذي هو أقل خضوعا للماكينة الإعلامية الأميركية من العرب.
استنكار هذا السباب واجب على كل مسلم، وأيضا الانتباه الى الهدف من وراء هذا العمل القذر واجب أيضا، يجب أن يسير الاثنان بشكل متواز، فالولايات المتحدة نفسها استنكرت العمل الذي لم يتم برضاها وهي لا تملك السلطة القانونية لمنعه، وحتى الذين شاركوا فيه، وهم مدانون أيضا رغم أنهم ادعوا أن العمل تعرض الى تحريف ومونتاج أخرجه عن الاتفاق الذي شاركوا فيه بموجبه، وهذا لا يعفيهم من المسؤولية كونه ادعاء هشا للتهرب من المسؤولية كونه لم يصدر فور بث العمل، ولكن بعد ترجمته ورد الفعل عليه، وبالنسبة للانتباه والحذر، فقد رأينا كيف استفادت إسرائيل من هجمات 2001، وكم تضرر المسلمون منه في صورة ثلاث حروب (أفغانستان ـ العراق ـ لبنان) تم معها ترتيب الشرق الأوسط وفق المصالح الإسرائيلية، وسيتكرر الأمر بعد العمل الأخير، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بعدم إيقاف بشار الأسد عن مجازره (فهذه هي ليبيا التي فعلنا لها ما فعلنا تفعل الذي فعلت، لا داعي حتى الى استعمال القوة للرد فقط اتركوا غيرنا يعاقبهم نيابة عنا في سورية وغيرها).. مثلا اضطرت روسيا للتخفيف من لهجتها والموافقة على رحيل الأسد، الآن الوضع يشجعها على الاستمرار في دعمه.

لقد نجح الاستنكار السلمي لما فعله القس الأميركي بحق المصحف الشريف في إدانته من قبل الرأي العام الأميركي، واليوم لا يمكن أن يتكرر ذلك بعد قتل الديبلوماسيين، وفي ميزاننا الشرعي الإسلامي لا يمكن أن تنتقم من أقرب شخص الى المجرم، ولو تم العمل بشكل ذكي لتحول الرأي العام الدولي لصالحنا في فضح اليهودي الإسرائيلي سام باسيل وربما امتد مسلسل كشف المعلومات الى برجي نيويورك:

٭ قال «ايسر هاريل» مدير الموساد قبل تفجيرات نيويورك بـ 11 سنة، في منزله بتل أبيب عام 1979، للأميركي اليهودي المتعصب مايكل ايفانز: «برجا التجارة أفضل مكان في أميركا لتحقيق مجموعة أهداف إستراتيجية لنا في الشرق الاوسط» لم يقاوم ايفانز حماسه فنشر هذا الحوار في الجيروزاليم بوست.

٭ كان هناك ضابط متقاعد يزرع الورد في مقبرة غوميل تشيرز، نيوجيرسي في أكتوبر 2000 ويقف وراء الجدار، أحس بوجود شخصين بالمقبرة ثم انضم اليهما ثالث، وقال «سيعرف الأميركيون معنى العيش مع الإرهاب عندما تصطدم الطائرات بالمبنيين في سبتمبر القادم».. قام الضابط بإبلاغ الـ «أف.بي.آي» ولم يأخذ أحد بلاغه بجدية.

٭ اعترفت شركة اوديغو بأن اثنين من موظفيها اليهود قد تلقيا رسائل قبل الهجوم بساعتين تنذرهما بوجوب المغادرة فورا، كان يعمل في البرجين 400 يهودي لم يصب إلا خمسة لم يصل اليهما التحذير في الوقت المناسب.

من المؤلم أن يتكرر سيناريو سبتمبر من جديد، ولكن هذه المرة بغير تلك التكاليف، مع تحقق الأضرار ربما بشكل مضاعف عبر أمثال بشار الأسد، ومن يتتبع عملية بنغازي فسيجد أن الذين احتشدوا حول السفارة قد فوجئوا بإطلاق «الآر.بي.جي»، من مبنى مجاور، فيا.. ناس..اصحوا.

كلمة أخيرة (تويت): «تنفس رجل ـ تنهد، أو زفر بقوة ـ وهو جالس بقرب عمر رضي الله عنه، كأنه يتحارن، فلكزه، أي لكمه برفق».. السبب أن هذا التصرف يشير الى نقص في اليقين فاض على صاحبه بالهم الثقيل، وكشف عن ضعف توكله على الله سبحانه وتعالى والثقة به، جل وعلا… إذن توجيه المنهج العمري لنا هو.. «إذا شعرت بتلك الزفرة تخرج من صدرك، فالكم كتفك بيدك لكمة خفيفة، لإنعاش التوكل».  

السابق
الثورة الأحوازية والأمن القومي العربي والخليجي؟
التالي
العرب: أمة لا تعتذر!