اكتشاف نقوش فينيقية نادرة في صيدا

قام السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر بزيارة مدينة صيدا أمس. واطلع على الآثار التي اكتشفتها «بعثة المتحف البريطاني» في موقع «حفرية الفرير» في المدينة التابعة للمديرية العامة للآثار، واستمع إلى شرح مفصل من رئيسة البعثة الدكتورة كلود سرحال، بحضور مسؤولة مكتب الآثار في صيدا ميريام زيادة، عن «أهمية الآثار المكتشفة والحضارات المتعاقبة على صيدا منذ آلاف الأعوام».
إلى ذلك، أعلنت سرحال عن «اكتشاف مذهل للأبجدية الفينيقية في صيدا»، مؤكدة أن «فريق عمل بعثة المتحف البريطاني قد عثرت، في موقع حفرية الفرير، على قطعة تابعة لصحن فينيقي يحتوي على نقوش فريدة من نوعها لعشرة حروف فينيقية محفورة، (لا تزال قيد التنظيف)». ولفتت إلى ان كتابة هذه النقوش تعتبر مميّزة، ولها قيمة كبيرة، وذلك بسبب غياب شبه كامل للنصوص الفينيقيّة من العصر الحديدي الحديث على الساحل اللبناني، إذ أنّها ترجع وفقاً للتأريخ إلى النصف الأول من القرن الثامن قبل الميلاد.
ولاحظت سرحال أن النقوش تضمنت الكلمة الأولى [T.BDXXMZBH، وهي معروفة بالمفرد المطلق MZBH. وعادةً ما تعني «مذبح». وهنا يمكن للفظة MZBHT، أن تكون الجمع «من مذابح».. هذه النقوش ليست محفورة على مذبح، بل على صحن. ويدعم ذلك فكرة تقديم القربان الممثّل بشخص ذكر اسمه مباشرة بعد كلمة مذابح. والكلمة التالية اسم الرجل الذي أهدى القرابين. وهو صاحب الصورة، وقد وصف بأنه «خادم (=BD )» للإله الذي لا يزال اسمه قيد التنظيف. أما الجزء الثاني من الاسم فمفقود. وأملت سرحال العثور عليه.
وخلصت سرحال إلى أن موقع كلّية «الفرير» لا يزال يكشف عن استمرار استثنائي للعبادة والطقوس الدينيّة في صيدا، حيث يرعى هذه الحفريات كل من المتحف البريطاني، شركة الترابة اللبنانية، ومؤسسة الحريري، بالتعاون مع مكتب آثار صيدا. وقد عاين السفير فليتشر ومديرة مكتب الآثار ميريام زيادة القطع المكتشفة من الأبجدية الفينيقية في مكتب البعثة في بناية الآثار في صيدا. كما زار فليتشر النائبة بهية الحريري في مجدليون وأطلعها على مكتشفات حفرية صيدا.  

السابق
صيدا: الباعة ينهون تحركهم
التالي
جامعة «AUCE» تطلق 612 متخرجاً