اطلب الطعام افتراضياً وسيصلك

لم يعد الانترنت ترفاً. كمّ هائل من المعلومات والخدمات يستطيع هذا العالم الافتراضي توفيرها، من التعارف، التواصل، التعلم، والسفر.. بات يمكن أيضاً طلب الوجبات السريعة!
إذا نويت تمضية إجازتك السنوية خارج البلاد، فما عليك سوى الدخول إلى الانترنت من حاسوبك، والبحث عن الفنادق والمنتجعات السياحية حول العالم بما يتناسب وقدرتك المالية. لن تتكبد عناء الاتصال بهؤلاء، إذ يمكن حجز تذكرة السفر وتكاليف الإقامة داخل الفندق عبر الانترنت، مرفقاً برقم بطاقة الائتمان الخاصة بك. قد يكون ما سبق ذكره بات معروفاً. لكن ماذا عن طلب الطعام من خلال العالم الافتراضي أيضاً؟ ألا تجد نفسك مضطراً للاتصال بالمطعم طالباً الوجبة التي تريدها؟ إن أقصى ما قد تجهد نفسك للقيام به هو بضع نقرات على فأرة الحاسوب حتى يصبح الطعام في طريقه إليك أينما كنت، سواء في البيت أو في العمل.

قد لا يحبّذ البعض هذا الاسلوب انطلاقاً من عدم ثقته بالعالم الافتراضي ككل، كحال رلى، التي ترفع سماعة الهاتف وتتصل بأحد المطاعم طالبة وجبة الغداء. أريد كذا وكذا، تقول، ولدى سؤالها عن تفضيلها استخدام الهاتف على الانترنت للحصول على الوجبة، تفصح أنها تشعر بأن الأمر أقرب الى الوهم. لا تشعر بأن الطعام سيصلها فيما لو أقدمت على الطلب عبر الانترنت. إلا أنها لو فعلت فإن الوجبتين اللتين طلبتهما سيصلانها! فقد تمكن بلال طيّ، الشاب العشريني، من تحويل مشروع تخرجه الجامعي الى حقيقة ملموسة، إذ أطلق موقعاً الكترونياً هو www.tlobonline.com يتيح من خلاله طلب الوجبات السريعة من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. يضم الموقع لائحة بأسماء المطاعم والمقاهي، مع عناوينها ومواعيد إقفالها، مرفقة بلوائح الاطعمة وأسعارها الخاصة بكل مطعم. بمجرد تسجيل أي شخص في الموقع، تصله رسالة على جهازه الخلوي تحوي رقماً عليه إدخاله كي يجري تفعيل عضويته في الموقع.

لماذا رسائل التفعيل هذه؟

يشرح طي «هذه الرسائل ضرورية، فهي تمنع بعض المطاعم من افتعال «ضروب» بمطاعم أخرى منافسة. فرسالة التفعيل هي تأكيد من صاحب العلاقة على بياناته». ويضيف أن للموقع ميزات أخرى، منها ما يسمح لمستخدمه بأن يبقى على علم بالوقت الذي سيستغرقه إعداد الطلبية. من لحظة الاستلام إلى الإعداد، ثم إعلام الزبون بأن وجبته أصبحت جاهزة وفي طريقها إليه، إضافة الى خدمة المحادثة الالكترونية المباشرة بين المطعم والزبون، والتي ستستحدث قريباً.
يفترض بالأعضاء المستفيدين من خدمة الموقع أن يكونوا من المتمرسين باستخدام شبكة الانترنت. يلاحظ طي أن مجمل الاعضاء لم يتخطوا الخامسة والأربعين من العمر. فئة الشباب ما بين العشرين والثلاثين هي الاكبر، ويلفت إلى وجود طفل ناشط جداً يبلغ من العمر تسع سنوات! أما المناطق التي تعرف اقبالاً على الموقع، فهي الحمراء، الاشرفية والضاحية الجنوبية لبيروت. يعيد طي السبب الى كثرة المؤسسات والمدارس والجامعات في هذه المناطق، وبالتالي ارتفاع عدد الموظفين والطلاب الذين يضطرون إلى تناول الوجبات السريعة، فضلاً عن ارتفاع هذه النسبة عموماً أثناء العطل الاسبوعية.
يمكن العضو الاختيار من بين قائمة طويلة من المطاعم، بحسب مكانها ومطبخها (لبناني – ايطالي – ياباني)، أو ان يقوم بالبحث عن وجبته المفضلة. كذلك يمكنه أيضاً أن يحتفظ داخل أرشيفه الخاص بطلباته السابقة، فلا يعود بحاجة إلى تكرار العملية القديمة نفسها، ليستعيض عنها بنقرة واحدة على الفأرة.
يبقي الموقع اعضاءه ومستخدميه على علم بآخر العروض والحفلات التي تعلن عنها المقاهي والمطاعم. وكذلك الأمر عند اعلانها عن حاجتها إلى موظفين.
ويلفت طي إلى أنه «بمقدور صاحب المطعم مراقبة سير العمل، واحتمال تقصير بعض الموظفين حتى لو كان خارج البلاد. اشتراكه في الموقع يمكّنه من الدخول الى حسابه والاطلاع على كمية الطلبيات ونوعها والوقت اللازم لإعدادها، واذا كانت ارسلت للزبون أو تم تأخيرها».
قد يكون من المبكر الحديث عن استفادة لمسها أصحاب المقاهي والمطاعم من اشتراكهم في موقع tlobonline الذي مضى على إطلاقه نحو شهر. «المسألة رهن الوقت»، يقول حسام صاحب مطعم الكريم في الضاحية الجنوبية لبيروت، فتعاونه مع الموقع ما زال في فترة التجربة حيث 4 أو 5 طلبيات هي كل ما وصله منه. يعتقد حسام أن نجاح الموقع يحتاج الى تكوّن الصدقية بين الناس والموقع بعد تعريفهم به، ويثق بأنه سينجح لأنه يضم خدمات متنوعة.

السابق
سرقة منزل في تول قضاء النبطية
التالي
تحول ملموس