الضاهر: استراتيجية نشر الفوضى

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر ان حزب "القوات اللبنانية" نجح "نجاحا رائعا في مهرجانه عندما رد على كلام أساء الى المسيحيين برفض الربيع العربي والتخويف منه وتأييد النظام الديكتاتوري والحزب الواحد".
وعلق في حديث الى "المستقبل" امس، على الاحداث الاخيرة في طرابلس، موضحاً أن "من أطلق النار هم بعض الخلايا المرتبطة بـ"حزب الله"، ومسؤولوها في الضاحية والاسماء لدى الجيش اللبناني، ومهمتهم ضرب الاستقرار في طرابلس"، معرباً عن أسفه لأن "الاجهزة الامنية مخترَقة بأناس يعملون لمصلحة الحزب و8 آذار والنظام السوري"، ولأنهم "يحاولون إلصاق التهمة بمناطق 14 آذار والسنّة". وأكد أن لدى فريق 8 آذار استراتيجية واحدة هي نشر الفوضى، وضرب الاستقرار وإضعاف لبنان.
وانتقد كلام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعمل "وكيلا" لـ "تيار المستقبل"، معتبراً أنهم يحاولون ان "يبهدلوا" ميقاتي غير المكلف بالدفاع عن "تيار المستقبل". وأوضح ان "لا قرار" بطرح الثقة بوزير من الوزراء في جلسة مساءلة الحكومة منتصف نيسان الجاري "انما ثمة كلام على هذه الامكانية".

وهنا نص الحوار:
 لماذا قال الوزير باسيل ان رئيس حكومته "يتصرف في بعض الأحيان كأنه وكيل "تيار المستقبل" في الحكومة"؟
ـ بات واضحا اللهجة المتعالية والاسلوب اللامسؤول عند "التيار العوني" عموما وعند جبران باسيل و(رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال) عون ونوابه كلهم. انهم يتعاطون بفوقية مع الحكومة باعتبار انهم شريك متفاهم مع الحزب ("حزب الله") على أساس أن فريقاً يغطي السلاح غير الشرعي لقاء تغطية مقابلة لادائه السياسي غير المتزن وحتى لعملائه عند العدو. هذا الاسلوب غير اخلاقي ولا ينم عن تعاط وفقاً للأعراف بين رئيس حكومة ووزرائه ويدل على عدم الثقة بينهما. فمعروف ان المصلحة اللبنانية منتفية في هذه الحكومة بأدائها السياسي المزري مما أثر سلبا في الوضعين الاقتصادي والانمائي في لبنان. فإنتاجها الاداري صفر وبات الاطراف فيها مكشوفين امام الرأي العام وامام زملائهم في الحكومة من مثل ميقاتي او "جبهة النضال الوطني". فهؤلاء يعترضون على هذا الاداء الواضح في الصفقات ومنها البواخر التي لا تمثل 30 مليون دولار انما 500 مليون دولار. باتوا يعملون بلا حياء في ادائهم السيئ ويسرقون المال العام ويضربون الدولة بأداء غير مسبوق في عدم النظر الى البعيد لناحية ادارة الدولة وماليتها العامة وكأنهم غرباء عن الدولة والشعب. وتالياً، أستغرب كيف يتعاطى ميقاتي مع هؤلاء ولا سيما في عملهم الكيدي ضد المصلحة اللبنانية.

 هل ترون انه ذمّ الرئيس ميقاتي أم مدحه عندما قال انه "وكيل المستقبل"؟
ـ انه ذم لميقاتي لأنه لا يستجيب لكل رغباتهم. وتالياً ميقاتي ليس وكيلا لـنا انما يعمل للمحافظة على ماء وجهه وجزء من صلاحياته ويدافع عن كرامته بالحد الادنى. اما هم فيحاولون ان "يبهدلوه" ولا يحترمون حتى حلفاءهم الذين غطوهم وغطوا ممارساتهم. ان ميقاتي ليس مكلفاً ولا يدافع عن "تيار المستقبل". انهم "يمسحونه" ويهددونه في محاولة لازالته. ولكنني لا اعتقد ان هذا الاداء يعبّر عن ان ميقاتي يدافع عن "تيار المستقبل".
وزير الطاقة ذهب الى حد القول ان الحكومة "مفخخة بقوى 14 آذار".
ـ هذا تشكيك في حلفائهم لأنهم فريق بعقلية اقصائية لا يحترمون فيها الاعراف والديموقراطية بدليل السير في ركاب السلاح غير الشرعي عندما ضحي بالمئات. نرى انهم باتوا اليوم يدافعون عن سلاح الميليشيات وعن أنظمة قمعية قهرت اللبنانيين واعتقلت المناضلين وخربت لبنان. انهم يقفون الى جانب النظام الديكتاتوري في مواجهة العالم. هذا يدل على عقلية متخلفة وأسلوب غير حضاري، وعلى انهم يفضلون مصلحتهم الشخصية الآنية، والا كيف يقبلون بأن يكونوا اعضاء في حكومة جاءت بقوة السلاح على حساب الديموقراطية؟. لو كانوا ديموقراطيين لا يبيعون كل التاريخ والنضال بحفنة من الدولارات الايرانية لقاء بعض المكاسب في الداخل
 يقول وزير الطاقة انه "مستهدف" لأنه يحاول "تغيير واقع نتن في قطاع الكهرباء".
ـ طبيعي ان يكون مستهدفا لأن لا احد يمكن ان يغطي فضائحه. انه لا يتقن ادارة البلد والحكم. انه مجرد فريق أكثرية ميليشيوية وخارج عن سلطة الدولة. لذا، نحن أمام فريق مأزوم ومشكلته انه ينكشف امام الرأي العام ولاسيما المسيحي الذي كان مغشوشا مدة طويلة بطروح عون وأسلوبه الديماغوجي. فهو ليس مع الدولة والسيادة ولبنان انما مع مصالحه ومصالح صهره على حساب كل شيء. باعوا المبادئ والقيم والادبيات السابقة من اجل حفنة من الدولارات.
 لماذا برأيكم يحملون عقدة (الرئيس فؤاد) السنيورة ولا يفوّتون فرصة من دون ذكره عندما شكا وزير الطاقة ان "هناك بنوداً من الحكومة تصل الى مكتب الرئيس فؤاد السنيورة قبل أن تصل إلينا"؟
ـ اعتقد ان لديهم عقدة ممن بنى لبنان في وقت ساهموا في تخريب البلاد. كلنا يعرف حرب الالغاء والتحرير والاساءة التي جروها الى المجتمع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا بضرب صمود لبنان بصمود المسيحيين من ايام الوصاية وادخال النظام السوري ومخابراته الى قلب المناطق المسيحية ووزارة الدفاع. فمن بنى لبنان هو فريق الشهيد (الرئيس رفيق الحريري) والحريرية السياسية. انهم اعداء هذه الحريرية التي بنت لبنان وقامت بانجازات وتعمل لاعادة الدولة.

 ماذا تحملون الى جلسة مناقشة الحكومة في منتصف نيسان الجاري؟
ـ المساءلة جزء من العمل البرلماني. صار تأخير كثير في تحديد موعد لهذه المساءلة مما أحرجهم امام الرأي العام.

 هل تحضرون كفريق سياسي لطرح الثقة بوزير ما في هذه الحكومة؟
ـ لا قرار بذلك انما كلام على هذه الامكانية. وتاليا، اعتقد ان هذه الحكومة يجب ان ترحل لأنها حكومة الفشل الوطني والصفقات القذرة والروائح النتنة والمازوت الوسخ والموبقات كلها. ان هذا الفريق الحكومي يعمل للاساءة الى امن لبنان خدمة للنظام السوري الساقط وحكومة القمصان السود والتهديد وتغيير وجه لبنان والانقلاب على الديموقراطية والانتخابات. لذا، يجب ان ترحل حكومة العملاء سريعا ليس من اجل فريق 14 آذار انما من اجل جمهور 8 آذار الذي يريد استقراراً ايضاً.

 لماذا الايحاء بأن من أطلق النار على الجيش اللبناني في طرابلس قبل يومين هم من السنّة؟
ـ لدى فريق 8 آذار المرتبط بـ(الرئيس السوري) بشار الاسد ونظامه استراتيجية واحدة هي نشر الفوضى، وضرب الاستقرار وإضعاف لبنان. هم هددوا سابقا من بشار و(الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن) نصر الله ان كرة الفوضى وعدم الاستقرار ستشمل المنطقة. من أطلق النار هم بعض الخلايا المرتبطة بـ"حزب الله"، ومسؤولوها في الضاحية. ان مهمتهم ضرب الاستقرار في طرابلس. هذا النهج يسعون اليه عبر بؤر ومربعات أمنية في طرابلس وغيرها بعد تزويدها سلاحا. هناك سلاح لـ8 آذار وصل الى سوريا بأرقامه بعدما باعوه. اذاً، من افتعل الارباك الامني هم خلايا، ورئيس عصابات يغطيها "حزب الله" ويدعمها بالمال والسلاح والاسماء لدى الجيش. يا للاسف ان الاجهزة الامنية مخترقة بأناس يعملون لمصلحة الحزب و8 آذار والنظام السوري. يحالون الصاق التهمة بمناطق 14 آذار والسنّة. لماذا ينكر الجيش ان ثمة شاحنات أسلحة ضخمة على 24 دولاباً تحمل أطناناً من الاسلحة دخلت الى لبنان؟. صعب الكذب على الناس ومعيب ان تغطي اجهزة امنية عمل ميليشيا. هل هذا استهداف ومحاولة لاذلال الناس واخضاعهم لـ8 آذار؟. هذه سياسة خاطئة ولن يفلحوا في السيطرة على لبنان. قد يستفيدون من تقاعس بعض الاجهزة وتواطئها معهم ولكن هذا لن يحول دون مطالبة اللبناني بالابقاء على نظامه السياسي. فهذا الشعب بدأ ربيعه في 14 آذار وسيستكمله، ولن يقبل بالخضوع لمنطق الحزب الواحد والحزب الشمولي والارهاب واخضاعنا لسوريا وايران واي بلد آخر.

 كيف تقرأون توسع حزب "القوات اللبنانية" في ذكرى حلّه السبت الماضي ليضم نماذج من الثورات العربية؟
ـ نجح حزب "القوات اللبنانية" نجاحا رائعا في هذا المهرجان وردّ فيه على كلام أساء الى المسيحيين وصدر عن البطريرك (الماروني بشارة بطرس الراعي) وعون برفض الربيع العربي والتخويف منه وتأييد النظام الديكتاتوري والحزب الواحد. هذا الموقف والتعبير لفئة مسيحية متنورة أعتقد أنها تميزت بطروحها الديموقراطية المؤيدة للحريات امام فئات مسيحية تراجعت في حقوق الانسان لدرجة مناصرة نظام يقتل شعبه وقتل الشعب اللبناني في زحلة، وطرابلس والاشرفية وخطف الرهبان وضرب التوازنات. نجح "القوات" في كسب ثقة اللبنانيين والتغطية على من يطرح الطروح المتخلفة التراجعية المسيئة الى اللبنانيين والمسيحيين. هذا نجاح كبير لـ(رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير) جعجع في مستوى لبنان والعالم العربي لأنه يلتزم توجيهات السينودوس والبابا يوحنا بولس الثاني بتوصية المسيحيين ان يعيشوا مع الاكثرية في آمالها وآلامها وعدم التصادم معها بعكس بعض الطروح الحاقدة وغير الواقعية التي تعبّر عن قصر نظر يقدم حججا واهية للتخويف من الديموقراطية وصناديق الاقتراع. في هذه الذكرى تطور مهم جدا وتقدم مستمر في الاداء السياسي الداخلي والتعاطي مع الخارج. انهم يعبّرون عن فئة تؤكد القيم الديموقراطية وحقوق الانسان وحماية النسيج اللبناني وعدم الغوص في الاحقاد والاعتماد على السلاح او التخويف منه لاتخاذ مواقف تسيء الى تاريخ بكركي التي كانت صخرة الحرية والصوت الاعلى في الدفاع عن لبنان ونظامه الديموقراطي والعلاقة مع محيطه العربي. للمسيحيين دور فاعل في تلك البيئات ويحظون باحترامها كالسعودية والخليج. ويجب أن تدفع الاصوات النشاز التي جعلت شيخ الازهر (احمد الطيب) لا يستقبل البطريرك، البعض الى مراجعة حساباته والعودة الى الح

السابق
إسلاميون:هيك بنحبك أكتر
التالي
جرائم الشرف.. إلى متى؟