سيهاجمون اسرائيل

يمكن ان نرى في العملية في الهند ومحاولة العملية في جورجيا بصمات أصابع حزب الله مع الوكيل من طهران وهما مسؤولان عنهما أمس.
وكذلك محاولات تنفيذ العمليات في الشهر الماضي في السفارتين الاسرائيليتين في باكو وبانكوك صدرتا عن خط الانتاج نفسه. فقد أقسم حزب الله ان ينتقم لاغتيال عماد مغنية، أما ايران فهي كحالها تعرف منذ سنين كيف توجه جيدا مصدري تصديرها الرئيسين: النفط للصينيين والارهاب للاسرائيليين.

يمكن بالطبع ان نجد أسبابا لتوقيت الهجوم الارهابي المشترك على أهداف اسرائيلية في نقاط مختلفة فوق البسيطة. ففي حال حزب الله، الانتقام لاغتيال رئيس الذراع العسكرية للمنظمة الذي لم يوجد بديل عنه حتى الآن، قبل اربع سنين ويومين. وكذلك ارادة طهران ان تنتقم لاغتيال علمائها الذريين مع اختيار نفس نموذج القيام بالعمليات في الهند (عملية على دراجة نارية) يمكن ان يكون تفسيرا.
لكن الارهاب الشيعي لم يولد أمس. ومن الصعب ان ننسى العملية التي تم تنفيذها في سفارة اسرائيل في الارجنتين في السابع عشر من آذار 1992 وقتل ضابط أمن السفارة في أنقرة، ايهود سدان، في ذلك العام. لا يحتاج حزب الله ورئيسه الايراني الى سبب لمهاجمة اسرائيل ومفوضياتها فهذا شيء في موروثاتهما الجينية.يُقدرون في القدس ان الامر لم ينته، فالتحذيرات للمفوضيات الاسرائيلية أو اليهودية في الخارج كثيرة. وليس لطيفا ان تكون مبعوثا اسرائيليا في هذه الايام. وأنا أعرف هذا جيدا عن تجربة شخصية. فأنا أتذكر الخوف والتوتر حينما كان جميع اعضاء المفوضية الدبلوماسية الاسرائيلية محاصرين معا في منزل رئيس المفوضية عشرة ايام مع الاولاد بسبب انذار ساخن. وجربت هذا في عاصمة موريتانيا في تشرين الاول 2005. وأنا أعلم ايضا كيف الشعور بأن تستيقظ بعد منتصف الليل (2:20) مع زوجة وطفلة صغيرة حينما تُرمى قنابل يدوية على مكان العمل القريب، وعلى سفارة اسرائيل. كانت القاعدة هي التي فعلت ذلك وايران هي التي تفعل اليوم.

ان التباحث في انه هل تُهاجَم ايران أنسى للحظة أننا ما نزال في أوج محاربة الارهاب. وهي محاربة بلا حدود لا تُقدم فيها ايران المعلومات فقط بل المدد ايضا.
في الواقعتين أمس، كان الحديث عن والدين سافرا لنقل اولادهما من روضة الاطفال أو من المدرسة. وفي نيودلهي كان الهدف امرأة هي زوجة مبعوث اسرائيلي وهذا كاف بالنسبة لايران وتوابعها. ويمكن ان نعزي أنفسنا بالطبع بالنتيجة المخيبة للآمال بالنسبة لمنفذي العملية، فقد كان هناك اربعة جرحى فقط بأربع محاولات تفجير. لكن يمكن ان نكون قلقين ايضا لأن جميع الدلائل تشير الى ان عمليات اخرى في طور التخطيط لها. وايران تنكر بالطبع كل صلة لكنها تتهم اسرائيل باغتيال علماء الذرة. كم من النفوس الطاهرة في واشنطن اهتمت بأن تُسرب لوسائل الاعلام معلومات عن مشاركة اسرائيلية.  

السابق
احتفالان في صور بذكرى المولد النبوي
التالي
غانم: اما ان يتضامن الوزير مع قرارات الحكومة او يستقيل