مشكلتنا مع حزب الله تكمن بال(في)

اذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه فلا نحتاج الى كثير عناء عندما نشاهدالعبارة التي يُذيّل الحزب علمه بها "المقاومة الاسلامية (في) لبنان "كي نعلم ان الرافعة الفكرية التي تُبنى عليها الاحزاب الدينية تعتبر ان" الاوطان"ان هي الا مساحات جغرافية …ولان الجغرافيا لا تتمتع باي قدسية الا بقدر الدور الذي تلعبه في خدمة المعتقد الديني… فحزب الله الذي كان "الثورة الاسلامية (في) لبنان"وقد استبدل "الثورة" ب"المقاومة"وهذا التبديل كان لاعتبارات سياسية فرضتها طبيعة التحالفات المستجدة دون المساس بال(في) التي هي وبحسب رأيي تعكس الثابت الايديولوجي…فالفرق جليّ بين (في) لبنان وبين "المقاومة الاسلامية اللبنانية "..ومن هنا نستطيع ان نفهم ببساطة ابعاد تصريحات الجنرال الايراني قاسم سليماني وسكوت الحزب عنها …بالرغم من الإحراج الذي سببته هذه التصريحات ليس على مستوى الاطار الداخلي للحزب بل على مستوى تكتيكه القائم اساسا على تظهير لبنانية الحزب خطابيا بخلاف حقيقته العقائدية التي لا تعترف بلبنان كوطن بالمعنى الحديث للمصطلح بحيث يشتمل على مكونات بديهية (جغرافيا-شعب- دولة –دستور ..) بل يكتفي بتوصيف واقع الحال ان حركته ووجوده صادف انه (في) لبنان … وانا هنا اعلم انني لم اقدم جديد معرفي للقاريء العزيز الا ان المفارقة التي استدعتني لكتابة هذه السطور ان حزب الله الذي لا يُخفي استيراد اديولوجيته بتشعباتها وادبياتها من (الجمهورية الاسلامية الايرانية) ..بحيث ان هناك نلحظ التزاوج المتين بين الإنتماء الديني وبين الإنتماء الوطني ان لم اقل اكثر…وهذا ما اكده لي البارحة سماحة العلامة السيد هاني فحص عندما سألته عن تجربته مع (الثورة الإيرانية ) وقيادتها والتي عايش تفاصيلها منذ البدايات ولمدة غير قصيرة …ففاجأني بجوابه العميق كعادته (ذهبت الى ايران امميّ عروبيّ ..تلمّست هناك حبهم للوطن فعدت الى هنا ..لبناني ) فسألته لماذا لم يصدّروا الينا ثقافة حب الوطن ؟ ..فأجاب بطرافته المعهودة ..(هم شغلتهم يصدروا حب وطنهم ..ونحنا علينا ان نكتشف حب وطننا .. ) ..فمتى سيتخلّص حزب الله وعلى الطريقة الإيرانية من ال (في) ..ليصير حقيقة :"المقاومة الإسلامية اللبنانية " ويعمل على هذا الاساس !!!..

السابق
اتحاد بلديات صور يكرّم قائد اليونيفيل اسارتا
التالي
اتحاد بلديات اقليم التفاح يقيم ورشة عن التخطيط الاستراتيجي