بيضون: الحوار بين بكركي وحزب الله مصيره الفشل

رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان الحركة الديبلوماسية التي شهدها لبنان والتي تكللت مؤخرا بزيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بالتزامن مع زيارة وزير خارجية تركيا داود أوغلو، تشير الى ان الساحة اللبنانية لم تعد تبعا للتطورات الراهنة مركزا لتنفيس الاحتقان على المستويين العربي والدولي ومنطلقا لصراع المحاور الاقليمية، بمعنى آخر يعتبر بيضون انه مع بداية تفلت لبنان من قبضة المحور السوري ـ الإيراني، بدأ يستعيد دوره الطبيعي على المستوى الأممي وحضوره كدولة مستقلة في المحافل الدولية، معتبرا ان زيارة كي مون وأوغلو للبنان أتت تحت عنوان تأييد الثورات العربية وتحديدا الثورة السورية منها وهو ما أعطى الزيارتين بعدا استراتيجيا بامتياز كونهما أكدتا من لبنان وتحديدا من القصر الرئاسي على حق الشعب السوري في تقرير مصيره.

ولفت بيضون في حديث لـ «الأنباء» الى ان اعراب بان من قصر بعبدا عن قلقه من سلاح حزب الله حمل في طياته رسالة واضحة الى كل من الرئيسين سليمان ونجيب ميقاتي ومفادها ان لبنان كدولة وكيان لم يحرك ساكنا حتى الآن حيال التزامه مع المجتمع الدولي بنزع السلاح غير الشرعي، كما حمل ايضا تنبيها من خطورة استمراره كونه يشكل خطرا على اللبنانيين وسببا مباشرا لعدم تطبيق القرارات الدولية، مستدركا ردا على سؤال بأن الرئيس سليمان فهم الرسالة بكامل أبعادها وخلفياتها انما خياره بعدم خوض مواجهة مع حزب الله انطلاقا من مراعاته للأجواء السورية والإيرانية حال ويحول دون تنفيذ هذا الالتزام، اضافة الى ان رئاسة الجمهورية تعطي أولوية اهتماماتها للتعيينات السياحية وللانتخابات النيابية وليس للسلاح غير الشرعي وانعكاساته السلبية على قيام الدولة وعلى اللبنانيين وعلى القرار 1701.

وأضاف بيضون ان حزب الله لا يريد الحوار مع قوى 14 آذار وتحديدا مع تيار المستقبل كما فسر البعض مضمون خطابه في ذكرى اربعين الإمام الحسين، وذلك لاعتباره ان السيد نصرالله ليس بحاجة الى توجيه الرسائل المبطنة كدعوة للحوار لا بل كان وجه الدعوة مباشرة للتفاهم مع الشركاء في الوطن تماما كما وجهها للمعارضة السورية لمحاورة النظام، مستدركا بالقول ان حزب الله وبعد سقوط النموذج الايراني، وتصاعد حدة الخلافات بين الرئيس الايراني احمدي نجاد ومرشد الثورة علي خامنئي، اصبح عمليا بلا قضية ولا هدف خصوصا بعد سقوط مقومات المقاومة اثر عزله على جميع المستويات لاسيما اثر انسحاب العدو الاسرائيلي من الجنوب في العام 2000 معتبرا ان ما زاد من ارباكاته هو غرقه في تجربة الحكم ودخوله نفق الفساد والمحاصصة داخل مجلس الوزراء.
 وعن أبعاد انطلاق الحوار بين بكركي وحزب الله لفت بيضون الى انه وبالرغم من ان الحوار جاء بناء على رغبة من الطرفين، الا ان مصيره سيكون الفشل الحتمي، وذلك لاعتباره ان بكركي تؤمن بقيام لبنان على أسس وطنية بحتة وترفض ارتباط اي من الأطراف والمذاهب اللبنانية بالخارج، وهي بالتالي وتبعا لمسارها المذكور ستحاول وضع حزب الله أمام مسؤولياته على المستوى الوطني في وقت يرفض فيه الحزب الالتزام بتلك المسؤوليات لكونه جزء لا يتجزأ من المنظومة الايرانية بمعنى آخر يعتبر بيضون ان الحوار بين بكركي وحزب الله هو حوار بين بكركي وايران انما بوجه حزب الله وذلك بدليل تصريح قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الذي أكد فيه قدرة ايران على تشكيل حكومات اسلامية في كل من العراق ولبنان.

وأضاف بيضون ان تصريح سليماني يستوجب عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ الموقف الحاسم والموحد من ايران، وذلك لاعتباره ان سليماني نقل التهديد الايراني للدول العربية من تحت الطاولة الى فوقها، وهو ما يستدعي التصدي له عبر قطع العلاقات العربية مع الدولة الايرانية خصوصا ان ايران باتت بحكم المتصدعة على المستويين الداخلي والخارجي وفاقدة لبريقها الايديولوجي والعقائدي وهالتها التي أطلت بها على الدول العربية، وذلك بدليل ان حركة حماس التي أشرفت ايران على تمويلها وتسليحها طيلة السنوات العشر الماضية لم تستطع ان تتحمل مشهد 30 متشيعا في غزة أرادوا احياء ذكرى اربعين الإمام الحسين فسارعت الى مكافحتهم وضربهم ومنعهم من اقامة الاحتفال. 

السابق
خطة خليجية لنقل الملف إلى مجلس الأمن
التالي
حشوات الثدي: 150 حالة في لبنان