أطفال النبطية في مسرح تفاعلي

نادى المنادي في حي السرايا القديمة في مدينة النبطية «بكرا إلنا واليوم كمان». النداء ترافق مع طرق على الأبواب واستهدف أطفال الحي للمشاركة في عمل مسرحي سيقدمه تجمع «لنا» (شباب لنبطية افضل) في قاعة وسط الحي. العمل أعده عشرون شاباً وصبية من المدينة وجوارها من النص إلى الإخراج، مروراً بتصميم الأزياء والتمثيل وحتى تأليف الأغنية وتلحينها. وتشرح أمينة سر التجمع دينا ضيا أنّ «المسرحية حلقة من مجموعة أنشطة موجهة إلى الأطفال تحثهم على المشاركة في أعمال مسرحية ومطالعة قصص تربيهم على الثقافة واحترام القوانين وقيم المحافظة على مدينتنا». وتروي ضيا كيف أنّ معظم الأطفال انخرطوا في لحظة ما ضمن الفريق المسرحي، رقصوا، غنوا، وأجابوا مباشرة عن الأسئلة التي انطلقت من المسرحية. وتردف: «هم ليسوا مشاركين صامتين ومن الطبيعي أن تتولد من مشاركتهم ضوضاء هي دليل على تفاعلهم، ليس المطلوب تقييدهم وإسكاتهم، بل اندماجهم في هذا النموذج الحي من العمل المسرحي التفاعلي».

تدور المسرحية حول عامل تنظيفات بات يشكو من ازدياد النفايات الناتج من ارتفاع أعداد الناس، فيصغي إلى هموم الفراشة من سوء استخدام المبيدات الحشرية، وإلى السمكة من تلوث المياه. «هي مجموعة رسائل بيئية يتلقفها الأطفال عبر مشاركتهم الفعلية»، تقول ضيا. وتلفت رئيسة التجمع ضحى صباغ إلى أنّ المشروع ينفذ بالتعاون مع مكتبة بلدية النبطية ويقوم على التنقل بين أحياء المدينة، وإشراك الأطفال في معايشة القصص واستخدام دمى متحركة، وأساليب جديدة تتماشى مع التكنولوجيا، وتشجع في الوقت عينه على المطالعة. وتتوقف صباغ عند الأسلوب الذي يتبعه فريق المسرحية والمتمثل بطرقهم الأبواب ومناداتهم الأطفال بأصواتهم العالية «ثمة مسرحية للأولاد في اليوم كذا الساعة كذا»، فضلاً عن إعداد ملصقات ووضعها على جدران زواريب الحي.
ترى صباغ أنّ «من حق الأولاد أن يفرحوا وقد بدأنا نوفر لهم بعض هذا الفرح تأسيساً للغد، كي لا نتهمهم في ما بعد بأنهم ليسوا مثقفين أو واعين أو لا يحترمون القوانين». لذا يختار «تجمع لنا» القصص التي تشجع على المواطنة، متعاوناً مع بلدية النبطية ومن خلال مشروع «أنا أقرأ إذاً أنا أستطيع».  

السابق
الشعب السوري واحد
التالي
هل سيتغير وجه العالم؟