درّاجون من أجل غزّة

في السابع من كانون الأول المقبل، أي بعد أسبوع من اليوم، سيركب نحو 44 ناشطاً عربياً وأجنبياً على دراجتهم الهوائية، ويقودونها قاطعين كيلومترات طويلة من منطقة العقبة في الأردن إلى منطقة البحر الميت، بهدف جمع التبرعات لقطاع غزّة المحاصر.
وتتواجد مجموعة "درّاجون من أجل غزة" اليوم في دبي، بمشاركة ناشطين من بريطانيا، السعودية، النمسا، الإمارات، إيطاليا، مصر وفلسطين، وللمرة الأولى ينضم لبنان إلى هذه المجموعة ممثلاً بالناشطة جومانة جابري.
وتعتبر هذه المبادرة هي الثالثة من نوعها منذ عدوان الجيش الإسرائيلي على القطاع عام 2009، حيث سيقف المشاركون في منطقة البحر الميت، بموازاة فلسطين المحتلة للتعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد الانتهاء من عملية جمع التبرعات التي تميّز رحلتهم الإنسانية هذه.

تستغرق الرحلة أياما قليلة، سيلتقي خلالها المشاركون بالمارة لعرض الأفكار وبعض الصور والحالات والمعلومات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني المحاصر. ومن المتوقع أن يجمع المشاركون أكبر قدر ممكن من المساعدات لصالح "مؤسسة التعاون" (ويلفير أسوسياشون)، التي تعمل على مشروع إعادة تأهيل الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة، من مصابي الحرب الأخيرة على غزة. ويتم جمع التبرعات بطريقتين، إما من خلال الدرّاجين المشاركين أنفسهم، أو عن طريق مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية المختلفة التي تقام في العاصمة البريطانية لندن. وتنقل الأموال إلى هذه الجمعية الخيرية المسجلة في بريطانيا والمسؤولة عن إيصال التبرعات إلى غزة.

وبالعودة إلى الناشطين، ينتمي هؤلاء إلى القضية الفلسطينية أولاً، وهم يأتون من جنسيات وأديان مختلفة، ومن بينهم محامون ومهندسون وصحافيون ورجال أعمال، يجمعهم حب العمل التطوعي الخيري وهدف واحد: إنقاذ أكبر عدد ممكن من أطفال غزة وإيصال المساعدات إلى أهل القطاع.
وكان من المفترض أن تنطلق المبادرة الثالثة في تشرين الأول الماضي، لقطع مسافة 400 كيلومتر من مدينة أولمبيا وصولاً إلى العاصمة اليونانية أثينا. إلا أن الإضرابات والتظاهرات التي شهدتها اليونان مؤخراً عرقلت التحرك ودفعت المنظمين إلى اختيار دبي كنقطة تجمع للانطلاق منها إلى الأردن.ويشارك لبنان للمرة الأولى في المشروع، عبر الناشطة جومانة جابري التي تعرّفت على مبادرة "دراجون من اجل غزة" في العام 2009، وأرادت حينها المشاركة، إلا أنها لم تكن مستعدة من الناحية الجسدية، باعتبار أن قطع المسافات الطويلة على الدراجة يتطلب بعض التمرينات الرياضية الخاصة.
هذا العام، تلقت جابري رسالة بريدية تتضمن الإعلان عن المبادرة الثالثة للناشطين. حينها عزمت على المشاركة، وخضعت لتمرينات مكثفة قبل الانضمام إلى المجموعة، استمرت لنحو ثلاثة أشهر. وها هي اليوم تحترف قيادة الدراجات، من أجل غزّة، وتعرب عن استعدادها للمشاركة في رحلات مقبلة، على أمل أن يصل الناشطون يوماً إلى داخل القطاع، ويتوّجون مبادرتهم بلقاء شخصي مع أهله.

وكانت المجموعة قد تأسست عام 2009 على يد مجموعة من الشباب إبان الحرب على غزّة. وفي شهر حزيران من العام ذاته قامت المجموعة برحلة بين العاصمتين البريطانية والفرنسية، قطعت خلالها مسافة تقارب 400 كيلومتر في أربعة أيام، فجمعت نحو 90 ألف جنيه إسترليني لصالح منظمة "المساعدات الطبية للفلسطينيين" المعروفة اختصاراً باسم "ماب"، وهي منظمة تعمل في مجال الرعاية الصحية الأولية للفلسطينيين.
وبعد نجاح الجولة الأولى عام 2009 قامت المبادرة الثانية برحلة بين مدينتي بيزا وروما الايطاليتين لتجمع مبلغ 130 ألف جنيه استرليني لصالح مؤسسة التعاون، وبالتحديد لمشروع دعم الطفولة المبكرة في القطاع.
وبدأ الدراجون بالتدرب هذا العام كي يصلوا إلى مرحلة الاستعداد النهائي التي تمكنهم من السير بالدراجة لمسافة مئة كيلومتر يومياً خلال الجولة المرتقبة بعد أسبوع.  

السابق
القانون لا ينظم التلقيح الاصطناعي
التالي
الشركات تبحث عن المتميزين عبر فايسبوك وتويتر