الشرق: سليمان مترئسا مجلس الامن: لإلزام اسرائيل تنفيذ الـ1701

 قالت "الشرق"
رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل ظهر امس اجتماعاً رفيع المستوى في الامم المتحدة تحت عنوان الديبلوماسية الوقائية في إطار البند "صون السلم والأمن الدوليين".
وتخلل الاجتماع عرض العديد من الآراء والافكار حول سبل تعزيز الديبلوماسية الوقائية وتوطيدها، وهو موضوع بالغ الاهمية في هيكلية الامم المتحدة ومجلس الامن حيث تم تخصيص الفقرة الاولى من المادة الاولى في ميثاق الامم المتحدة لفكرة الديبلوماسية الوقائية، وجاء فيها: "حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة (الأمم المتحدة) التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها".
والجدير ذكره انها المرة الاولى التي يرأس فيها رئيس جمهورية لبناني اجتماعاً لمجلس الامن الدولي منذ قيام الجمهورية اللبنانية، ونظراً الى اهمية الموضوع تمثل الدول الاعضاء في مجلس الامن وسبع رؤساء هم: الكولومبي خوان مانويل كالديرون، البرازيلي ديلما روسيف، الجنوب افريقي جاكوب زوما، النيجيري غودلاك جوناثان، الغابوني علي بونغو اونديمبا، البوسنة والهرسك زيليكو كومسيتش، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وقد افتتح الرئيس سليمان الاجتماع بكلمة أكد فيها على ان "الحروب والنزاعات ليست حتميّة، بل غالباً ما يمكن التأثير على مجرى الأحداث بما يحول دون نشوبها أو تفاقمها"، مضيفاً أنّ "ذلك يتطلّب توفّر الإرادة السياسيّة، وحشد الموارد اللازمة، واعتماد مقاربة وقائيّة واضحة تتضمّن تعزيز القدرات المحليّة، بما فيها بناء نُظُم وطنيّة قادرة على الوساطة، وتيسير الحوار، واحتواء التوتّر".
وإذ ذكّر بالمبادرة العربية للسلام كمثال على المبادرات الديبلوماسيّة الهادفة إلى منع تفاقم النزاعات، والساعية إلى حلّها، كخريطة طريق متكاملة في مختلف مندرجاتها، لحلّ الصراع العربي – الإسرائيلي بصورة عادلة وشاملة، فإنه أشار الى أنّ "قيام مجلس الأمن بإصدار القرار 1701 الذي يلتزم به لبنان، كان إجراءً ضرورياً لوضع حدّ للحرب المدمّرة التي شنّتها إسرائيل على لبنان العام 2006"، لافتاً في هذا السياق الى ان "على المجتمع الدولي، انسجاماً مع متطلبات الديبلوماسيّة الوقائيّة وأهدافها، أن يعمل على إلزام إسرائيل باحترام أحكام هذا القرار، من خلال استكمال انسحابها من الأراضي اللبنانيّة المحتلة، ووقف تهديداتها وخروقاتها المتواصلة للسيادة اللبنانيّة براً وبحراً وجواً".
ولفت الى أنّ "النزاع بين لبنان وإسرائيل لم يكن ليتفاقم منذ التاسع عشر من آذار 1978، تاريخ إصدار القرار 425 والمقاومة ما كانت لتقف وتواجه الاحتلال الإسرائيلي وصولاً لتحرير معظم أراضينا، ما عدا تلك التي ما زالت محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي لقرية الغجر، لو ألزم المجتمع الدولي إسرائيل تنفيذ هذا القرار الذي دعاها بكلّ وضوح الى سحب قواتها من كامل الأراضي اللبنانيّة بصورة فوريّة وغير مشروطة".
وأشار الى أن "السلام نقيض العدوان والاحتلال، وتلافي النزاعات يفترض في أحد جوانبه الرئيسيّة إيجاد الطرق العمليّة الكفيلة بتنفيذ القرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن"، معتبراً أن "نجاح الديبلوماسيّة الوقائيّة لا يكتمل إلا بالتصدّي لجذور الأزمات"، مشدداً على أنه "ولمناسبة الذكرى العاشرة لاعتداءات الحادي عشر من أيلول الأليمة، على أنّ المكافحة الأنجع للإرهاب، تكون بمعالجة جذوره".يذكر ان لبنان الذي تسلم رئاسة مجلس الامن من الهند، سيسلم بدوره الرئاسة الى نيجيريا مع بداية شهر تشرين الاول المقبل، على ان تنتهي عضويته في المجلس نهاية العام الحالي.
وكان الرئيس سليمان واصل سلسلة اللقاءات التي يعقدها مع رؤساء الوفود المشاركة في الدورة الـ66 لجمعية العمومية للامم المتحدة، لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط حالياً. واستهل اجتماعاته بلقاء مع الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس موضوع حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وضرورة موافقة لبنان بالنسبة الى النطقة المشتركة مع قبرص واسرائيل.
ثم انتقل رئيس الجمهورية الى مقر البعثة القطرية في نيويورك حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجرى عرض لآخر التطورات على الساحتين العربية والاقليمية بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
بعدها، استقبل الرئيس سليمان في مكتب لبنان أمين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلو وتناول البحث دور المنظمة والاوضاع في المنطقة وما تشهده من تطورات.
وفي لقائه مع رئيس ساحل العاج الحسن عبد الرحمن واتارا، عرض الرئيس سليمان للاوضاع الثنائية، ووضع الجالية اللبنانية في ساحل العاج بعد استتباب الامن والتفاعل الايجابي للعلاقات بين اعضاء الجالية والسلطات والشعب العاجي.
ووجه الرئيس سليمان دعوة الى نظيره العاجي لزيارة لبنان، واعرب عن نيته زيارة ساحل العاج.
كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، ودور الوحدة التركية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل" في الجنوب، اضافة الى الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط.
ثم استقبل رئيس الوزراء الكويتي، ممثل امير دولة الكويت الى اجتماعات الدورة 66 للامم المتحدة، الشيخ محمد الاحمد الصباح، وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتم خلال اللقاء، التركيز على الوضع العربي العام والموضوع الفلسطيني والموقف الواجب اتخاذه لمواكبة المسعى الفلسطيني الراهن وانجاحه.
ثم استقبل الرئيس سليمان رئيس جمهورية جنوب السودان "سلفاكير مياديريت" الذي اطلع على الوضع القائم بعد الاستقلال والمشكلات العالقة وحاجة البلاد الى الاستثمار في المجالات الصحية والتربوية والحياتية، كذلك في البنى التحتية، متمنياً ان تكون هناك علاقات ديبلوماسية كاملة بين البلدين في شتى المجالات.
كما اجتمع لاحقاً مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للوضع العربي العام والدور الذي يمكن ان تضطلع به الجامعة العربية لاعادة تفعيل دورها، اضافة الى الموضوع الفلسطيني المطروح راهناً. 

السابق
اللواء: سليمان: مكافحة الإرهاب بحمل إسرائيل على تنفيذ الـ 1701
التالي
الأخبار: خطّة الكهرباء “تنوّر” المجلس والبحث ينتقل إلى التعيينات