قبلان: المطلوب ان نعمل بجدية لإيصال الكهرباء لكل بيت وقرية وحي

  ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث الشريف "هلك الناس الا العلماء، وهلك العلماء الا العاملون، وهلك العاملون الا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم" فقال: "العمل طريق الصواب، وسبيل الحق، وبالعمل يرقى الإنسان، ويحقق الآمال، ويفتح صفحة على العالم فيها إضاءة، ونور، وإشعاع، ونحن كأتباع لأهل البيت نتبعهم ليس طمعا بمال ولا طلبا لمكسب دنيوي، فهذه التبعية نابعة من الإيمان، وعلينا ان نسير على خطى اهل البيت الذين هم دعائم الأرض وثبات الإيمان فهم العروة الوثقى، والحكمة البليغة، والصراط المستقيم، والهدي إلى الصواب، لذلك علينا ان نتأدب بآدابهم لأنهم نعمة الله على الخلق وأمان للأرض وتوفيق لأهل الخير مما يستدعي منا ان نقتدي بهم ونسير سيرهم، فالاقتداء بهم يحقق الصوابية ويزهق الباطل، وعلينا ان نتمسك بهم بتعاليم ونتأدب بآدابهم، ونعمل عملهم، ونبتعد عن الضغينة والكراهية والمكر والخداع وبإتباعهم نتبع الصراط المستقيم لتكون المدرسة التي ننتمي اليها مفعمة بالتعاليم الربانية والأخلاق".

ورأى "ان ما يجري على الأرض من حركات سياسية وانقلابات اجتماعية منشؤه عدم التمسك بتعاليم الأئمة، ولقد كان هناك إرهاصات كثيرة مع وجود اهل البيت الذين كانوا على مسافة واحدة من الجميع فلم يتعصبوا، ولم يدعموا احدا، لان الجميع كان همهم الدنيا فيما كان هم أهل البيت الآخرة، ونحن كأتباع لاهل البيت لم نسر خلف الدنيا وتركنا الإهواء، لذلك علينا ان نعمل لما فيه رضا الله فنحصن أنفسنا، ونجمع شملنا، ونبتعد عن كل إساءة لنكون من الميدان سباقين لعمل الخير والبعد عن الشر، وعلينا ان نتعلم الإخلاص من مدرسة اهل البيت فنكون من اهل العلم العاملين والمخلصين لنكون من اهل الصفوة والمخلصين فنتزود من فقه وعلم اهل البيت ونتعلم أحكامهم وننشط في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، فأهل البيت هم الأدلة إلى الله والعاملين في سبيله، وعلينا ان نعمل باستمرار لخلاص أنفسنا وهداية مجتمعنا فنلتزم الأحكام الشرعية ونطبقها على أنفسنا، ونبتعد عن الضلالة والانحراف، ونتجنب البدع والمحطات السيئة لنكون قدوة وزينة فنعمل لتصحيح الأمور ونتقن الإصلاح من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك نطالب بصحوة دينية تعيد الأمور إلى نصابها وتعمل لهداية الناس وتحقيق العدالة والإنصاف والمساواة، وعلى الجميع ان يكونوا في حذر لان الأوضاع صعبة وسيئة فنتراجع عن الغي والمنكر ونعمل بصدق وإخلاص للعودة إلى الدين فنضع نصب أعيننا ما ينفع الأمة، ويحقق العدالة، وينصف المظلوم، ويساوي بين الناس".

الوضع العربي

وسأل "ما هي الجدوى من القتل غير المبرر والعمل بما ينافي الضمير فيما المطلوب ان نحصن أنفسنا بعمل الخير ونبتعد عن الظلم والباطل والغفلة التي تبعدنا عن الحقيقة لتجعلنا في عزلة عن الناس فنكون في يقظة تامة فلا نكتفي بان نتفرج على ما يجري حولنا في البلاد العربية من تطورات واحتجاجات وتحركات مع العلم ان كل دولة من الدول تختلف في معطياتها فتنحو منحى خاصا بها، لذلك نطالب الجميع بالحكمة والتروي والنظر في العواقب، فليست كل المطالب محقة لان المطالب المحقة هي ان نسلك السبيل المستقيم نبعد فيه الناس عن الهلكة فنعقد الاجتماعات لوضع النقاط على الحروف وخاصة في سوريا التي تشهد الان جلسات للحوار في المناطق والمحافظات، ونحن مع الإصلاح الايجابي، وندعو للبعد عن الفوضى والارتجال، وندين القتل العشوائي، ويهمنا وضع سوريا كما لبنان، لان سوريا ولبنان توأمان فما يصيب سوريا يصيب لبنان، وما يصيب لبنان يصيب سوريا، وعلينا ان نصبر ونحقق في الأمر لنكون عقلاء في حفظ الدماء التي تراق هنا وهناك، فنكون عظة لكل واعظ وطريقا مستقيما لكل سالك فلنبعد الجميع عن
الدنيا لأنها لا تدوم لأحد، فتقلبات الدهر كثيرة، ولقد حكم الأمويون وبعدهم العباسيون ورحلوا، وقسمت البلاد إلى دويلات، ونحن لسنا مع الظلم والإجحاف، وندعو إلى الإنصاف والمساواة والإصلاح لان العدالة مطلب كل الأديان، لذلك فان علينا ان نبتعد عن الظلم والفوضى والارتجال والإنصاف، ونعمل لإنصاف الناس، وإعطاء الحقوق لأصحابها، فالمطلوب منا ان نتفهم الأمور ونبتعد عن الخشونة والفظاظة فنسلك سبل الخير ونبتعد عن طريق الشر".

وأعتبر الشيخ قبلان ان "ما يجري في تونس وليبيا ومصر اكبر شاهد على الظلم والفساد لما جرى من تجميع للأموال والثروات على حساب الشعب التي صرفت في غير مكانها الصحيح، وعلينا ان نعمل وننصف لما فيه خير البلاد والعباد ولا سيما ان أرضنا غنية بالثروات النفطية والطبيعية ولكن شعوبها فقيرة، لذلك علينا ان ننصف ونكون عبرة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ، فنبتعد عن المزايدات والغرور فننصف الناس ولا نظلمهم ونكون مع الله الذي خلق الخلق وأنصفهم وأصلح شأنهم".

الوضع اللبناني

ورأى ان "اللبنانيين يعيشون هما كبيرا بعد ان أقرت الحكومة مشروع الكهرباء وحولته إلى اللجان النيابية فعطل البعض عمل اللجان"، وهنا نسأل: لماذا التعطيل؟ ولمصلحة من؟ فالشعب يطالب بإنصافه وإصلاح شأنه والعمل لما ينفعه، وهنا نسأل لماذا لم يعجب هذا المشروع البعض ليعطلوه، فيما يعيش اللبنانيون الحر والعتمة، مع العلم ان في هذا المشروع الخير لشعب لبنان وأرضه، لذلك المطلوب ان نعمل بجدية لإيصال الكهرباء لكل بيت وقرية وحي، فننظم الأمور ونعمل لمصلحة الناس، ونطالب الحكومة بالعمل لإنصاف السائقين، وعليها ان تصحح الأوضاع المعيشية والاجتماعية".

وتساءل: "لماذا قامت القيامة على كلام البطريرك بشارة الراعي لاستقرائه لما يجري على الأرض العربية، فالبطريرك أدلى بدلوه بما يحافظ على المسيحيين، فالمسيحيون في العراق قتلوا وظلموا وشردوا، وانا أضم صوتي الى صوت البطريرك، فهذا الصوت يجب ان يلمس أرضية صلبة ليبقى لبنان معافى صحيح البنية مستقيم التوجه، ونحن لن نتخلى عن لبنان والعيش المشترك فيه وعن التعاون بين اللبنانيين وعلى محبة الجميع لبعضهم البعض والاعتراف المتبادل والعمل المشترك لمصلحة لبنان وشعبه، لذلك علينا ان نحفظ المسيحيين، ونسد الثغرات والهواجس المخيفة، ونقول للبطريرك الراعي: نحن معك في تضميد الجرح وإقامة الجسور في العمل المشترك، ونخاطبك من دار الوحدة الوطنية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لنضع أيدينا معا، ومع كل رؤساء الطوائف الدينية والمرجعيات السياسية، لنتكاتف ونتعاون ونكون جميعا سدا منيعا في وجه المؤامرات التي تغزو لبنان وشعبه وخاصة ان لبنان دفع لبنان ثمنا غاليا، وعلينا ان نحفظه ونرتب وضعه ونعطي لكل ذي حق حقه ونبعد وطننا عن المشاكل فلبنان معافى بإيمان بنيه واخلاصهم وثباتهم، ولبنان المسيحي والمسلم خشبة خلاص لامتنا العربية وخاصة لسوريا والأردن وفلسطين وسائر الدول العربية، وندعو الجميع إلى النظر بصدق وجدية إلى خلاص لبنان، وعلى اللبنانيين والعرب ان يحفظوا لبنان لان بحفظه نحفظ سوريا والعراق والمنطقة العربية". 

السابق
علوش: وثائق “ويكيليكس” خلقت أزمة ثقة بين بري وحزب الله
التالي
صفي الدين:المحكمة الدولية أداة لحصار المقاومة وعزلها