“تداعيات” إيقاعات الجسد في ساحة الشهداء نقطة لقاء تجمع تلامذة لبنان باختلافاتهم

 لأن لا مكان للتلاقي، وكل ولد يعيش في شرنقة مجتمعه الخاصة، تزداد الهوة بين اولاد لبنان بطبقاتهم الاجتماعية ليرقص كل منهم على ايقاعاته الخاصة. فكانت فكرة المصورة الفوتوغرافية دينا دبّاس ومجموعة من الناشطين، لجمعهم باختلافاتهم ضمن ايقاع واحد للجسد، مساء الاحد في ساحة الشهداء مع فرقة "ستيب أفريكا".

عملت دينا دباس بالتصوير الفوتوغرافي وهي المتخصصة بالغرافيك ديزاين اصلا، وتخصصت في تصوير بورتريهات العائلات في الاستوديو، ومنها العائلات الميسورة واولادها. وكذلك عملت مع عدد من المؤسسات الخيرية اللبنانية والعالمية في المخيمات وكل لبنان، وصورت على الارض واقع اولاد مهمشين ومحرومين. وفي حديث لـ"النهار"، تقول ان لا مكان لهؤلاء الاولاد كي يلتقوا، فلا مواصلات عامة ليختلط فيها الغني بالفقير، ولا حدائق كبيرة واحواض سباحة مشتركة، وغيرها من مساحات التلاقي المفقودة، وهذا الواقع سيؤدي الى ان يكبر هؤلاء الاولاد من دون ان يعرفوا بعضهم بعضاً، وعادة نخاف مما لا نعرفه، فكيف سيلتقون من دون حواجز مالية او لغوية. ولذلك كانت فكرة استخدام الايقاعات الجسدية وكان التواصل مع فرقة "ستيب افريكا".
"الفكرة انطلقت منذ تشرين الاول الماضي مع مجموعة من الاصدقاء الناشطين الذين آمنوا بالمشروع، وعملنا كمجموعة اشخاص مستقلين في عمل تطوعي، وبدأنا زيارة المعنيين في وزارة التربية وبعض مديري المدارس الرسمية والخاصة، وتحدثنا عن المشروع لايصال الفكرة الى التلامذة من كل الطوائف والمناطق، وطلبنا مساعدة فرقة "ستيب افريكا"، وهي فرقة متخصصة معروفة عالميا بتعليم الايقاعات وخصوصا للاولاد. دعونا 150 ولدا من عمر 11 الى عمر 15 سنة من مدارس بيروت الخاصة والرسمية، ومن مؤسسات وفلسطينيين وعراقيين وعدد من اولاد العاملين في لبنان من الجاليات الفيليبينية والسودانية وغيرها.
جمعنا الاولاد في ثانوية الاشرفية من الساعة التاسعة والنصف صباحا الى الثالثة بعد الظهر، وأمّنا النقل والطعام لورشة عمل مجانية بالكامل، وهي تقضي باستعمال اليدين والقدمين والاصابع كآلات موسيقية. وهناك 7 متخصصين اجانب من "ستيب افريكا" يقومون بتدريب التلامذة المقسمين الى 7 مجموعات، وضمن كل مجموعة مدرب لبناني ايضا، وترتدي كل مجموعة قمصانا من مختلف الالوان للمجموعات السبع: الازرق الفاتح، الاخضر، الليلكي، الكحلي، الاحمر، الاصفر، البرتقالي.
المهم من خلال هذا العمل، الوصل بين كل هؤلاء الاولاد والهدف ان يكون كل شخص معني بالمشروع".
وقالت "ان المال توافر من راعيين للمشروع، وكان همنا ان يكون المشروع لبناني مئة في المئة من دون الاستعانة بالسفارات الاجنبية او المصارف". وروت طرفة عن فتاة فيليبينية تساعد في توزيع المنشورات في الباص والتاكسي، ومرتين دفع عنها المارة الاجرة كمساهمة بسيطة منهم في المشروع الذي حظي باهتمامهم.

"الاستعراض الاحد المقبل في ساحة الشهداء الساعة 8 مساء وهو مجاني للجميع، ومدة العرض ساعة ونصف الساعة.
 

السابق
لون أحلامك من لون تلفازك!
التالي
من مارينا ضبيّه حتى المطار! “التشفيط” أو أبطال…الدواليب