نقاط انتقادية الجلبة على لا شيء

 1- من يصل الى مطار بن غوريون في اثناء الايام الاخيرة سيشعر مثلما في تايلاند في اثناء الانقلاب العسكري. عشرات، وربما مئات من رجال الشرطة وحرس الحدود يتجولون هناك بالبزات وبدونها. وهم يقتحمون كل زاوية، يتابعون كل مسافر، ينتشرون ويأخذون الناس جانبا، يحققون ويفحصون. بل واحيانا يوقفون المسافرين. وللجميع تنضم قوات الحراسة الكثيرة التي توجد على أي حال في المطار، وهم ايضا يبدون بحالة تأهب عليا.
السبب هو "الفوضويين" أو "الزعران"، أو أي تعبير شجب آخر نلصقه نحن ببضع عشرات من النشطاء السياسيين الذين يعتزمون الوصول اليوم أو غدا الى المطار والتظاهر هناك ضد اسرائيل. وحسب تقارير مسبقة تلقيناها، فان هؤلاء الأنذال سيحظون بفرصة لتذوق قوة ذراع قوات الامن الأبطال لدينا. فهم سيُقتادون الى حجرات المعتقل الكبيرة التي أُعدت مسبقا في المهبط رقم 1 ومن هناك سيُطردون من البلاد باحترام. "سنُنهيهم بقوة وبتصميم"، سمعت أحد الوزراء يعلن في الراديو.
الآن اشرحوا لي ما هذه الهستيريا؟ ما هذا الخوف من بضع عشرات من الاشخاص يصلون الى البلاد ويقفون في المطار في زاوية ما يحملون يافطات ضد سياسة اسرائيل في المناطق، احتجاجا على ما يجري في غزة، أو كل ما يشاؤون. سيقفون هناك ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات، سيرفعون يافطات، لا أحد سينتبه، أو ربما ينتبه، وسيسخرون من أنفسهم، أو ربما لا. وبعد ذلك سيعودون الى بلدانهم، أو يتجولون هنا، اذا لم يكن لديهم نوايا ارهابية، أو يسافرون الى فلسطين.
ماذا حصل؟ نحن نُصر على أن هناك حدثا فظيعا، بل ونبنيه ونطوره على مدى اسبوع كامل. بل انه بات لدينا اسم له. "الاسطول الجوي الاحتجاجي"، مثل الاسطول البحري الاحتجاجي، الذي كان رمز الغباء المأساوي الذي نتوجه نحن على ما يبدو نحو اعادته. النشر الذي نوفره لهذه الجماعة من الخارج ممن نحن لا نحبها جدا، يوفر عليهم ملايين ينفقونها على العلاقات العامة التي ينبغي لهم أن يفعلوها لأنفسهم. مئات الصحفيين وفرق التلفزيون الذين سيصلون الى المطار نحن دعوناهم، وليس المستوطنون.
وماذا سيرون، لا سمح الله هناك، اذا ما وصل المتظاهرون حقا، ممن بعضهم هم عجائز أبناء 70؟ الكاميرات ستلتقط مسافرين يصلون الى البلاد، يحاولون التظاهر، يتم إسكاتهم، يُجرون من أفراد الشرطة والجنود، يُقتادون الى المعتقل، يُطردون الى دولهم. ماذا سيفكر العالم عن ديمقراطيتنا؟ كيف ستظهر هذه الصور في خارج البلاد؟ لماذا نفعل نحن دوما عكس كل ما ينبغي؟ أتنقصنا مشاكل، وبالتالي تجدنا بالقوة نبحث عنها؟.
2- النائبة تسيبي لفني رفضت التوقيع أمس على عريضة لتحرير جلعاد شليط رفعها اليها أبوا الجندي، أفيفا ونوعام شليط. وعللت لفني رفضها في أنها لا تُعنى علنا بموضوع شليط وبشروط الصفقة، وتعارض ربط الموضوع بأي جانب سياسي.
في حق لفني يُقال انها بالفعل لم تدرج على التحدث في قضية شليط لوسائل الاعلام، ولم تعرب حتى اليوم عن رأي قاطع بالصفقة. وتعتقد لفني بأن كل انشغال بالصفقة يضر بجلعاد فقط. أما في طالحها فنقرر بأن جلعاد سقط في الأسر في ورديتها، ومسؤوليتها عن تحريره مضاعفة جدا.
وفي الجانب السياسي: نأمل فقط في ألا يكون اعتراض لفني على العريضة ينبع من أن الخطوة يقودها خصمها المرير من كديما، شاؤول موفاز.
3- يقولون لنا انه ها هو القطار الخفيف في القدس سيتحرك أخيرا. التاريخ الموعود هو 18 آب، مهما يكن. ولما كنا خبرنا من قبل تجربة شوهاء لمدة عشر سنوات على الأقل، ولما كنت رأيت عاملي البلدية يحفرون في طريقهم الحفر الى جانب السكة الحديدية في بيتي، ليملأوها من جديد (ومرة اخرى يحفرونها)، فانني مستعد لأن آكل صفحة كاملة من هذه الصحيفة اذا ما صعدت في ذاك اليوم التاريخي على المقطورة التي تقطع كل المسار وأنا أحمل بطاقة سفر سيتي باص في يدي. وهذا تعهد مني. 

السابق
هل نستطيع الاندماج في الشرق الاوسط
التالي
علي قانصو: ميقاتي لم يتحفظ والبند أقر بالاجماع في الحكومة واتهامه بالتخلي عن المحكمة باطل