قاسم هاشم: موقف بري يؤسس للبنان اللاطائفي

 وجه النائب قاسم هاشم التهنئة للحكومة الجديدة، وقال في تصريح ظهر اليوم في المجلس النيابي: "بداية لا بد الا ان نوجه التهنئة لهذه الحكومة، حكومة لبنان واللبنانيين وهذا ما يؤكده الدستور اللبناني بكل معاييره، ولكن المؤسف ان نسمع بعض الردود التي وصلت الى حد التوتر، وبعضها كان موتورا في ردة الفعل من بعض قوى الرابع عشر من آذار على هذه التشكيلة الحكومية والتي تجاوزت التوصيفات وبعض اللياقات وبعض الاصول والتي كانت في غير مكانها. ويبدو ان البعض من هذا الفريق خاب ظنه لأنه كان يعتقد ويراهن على ان فريق الاكثرية لن يستطيع الوصول الى انجاز التشكيلة الحكومية، لكن متى توافرت الارادة وعلى هذا المستوى من المسؤولية الوطنية، نستطيع ان نتجاوز كل العقد وكل التبيانات، وعندما يتواجد رجال دولة بحجم مواقعهم وموقع دولة الرئيس نبيه بري عندها نستطيع ان نتجاوز كل التعقيدات".
أضاف هاشم: "إن ما أكده دولة الرئيس بري بالامس من موقفه كان عبرة للبنانيين، اذ كيف يكون رجال الدولة والذين تجاوزوا كل الحساسيات، وكل المصالح، ويتجاوزوا حتى المواقع من اجل المصلحة الوطنية، ونأمل من الجميع ان يأخذوا العبر والدروس الوطنية من الموقف الذي اتخذه دولة الرئيس نبيه بري. هذا الموقف الذي مكن لبنان ان يتجاوز كل العقد وكل الحساسيات حتى يكون هناك قرار على مستوى القرار الذي اتخذه الرئيس بري والفريق الذي يمثل، والذي اكد ان المصلحة الوطنية العليا هي فوق كل اعتبار وهذا ما سيسجله له التاريخ، وسيحفظه له لبنان واللبنانيون لأنه أسس لبناء لبنان الجديد الذي لا يقوم إلا على التوافق والتوازن الوطنيين، بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية مهما كانت والى اي جهة انتمت".

وتابع: "هذه المواقف تطمئن بأننا امام مرحلة جديدة يمكن ان نراهن عليها في هذا الوطن، من اجل لبنان واحد موحد من اجل لبنان اللاطائفي، الذي اسس له الطائف ليكون مرحلة جديدة، ولكن لا بد من الوصول اليه من خلال الوصول الى النظام اللاطائفي الذي اكد عليه دولة الرئيس بري، منذ فترة وبالممارسة بالأمس كان يؤسس للبنان جديد. على الفريق الآخر ان يأخذ العبرة، وان لا يأخذ لبنان الى مكان آخر، فهذه الحكومة هي حكومة لبنان ولا بد الا ان ننتظر الانجازات وأداء هذه الحكومة لكي نزيد ثقتنا بتكوينها ولكي يبني اللبنانيون مواقفهم على اساس الانجازات، لا على اسس واهية ورهانات ساقطة، ويجب ان يكون الرهان دائما على ما يمكن ان يبني ويؤسس لمرحلة جديدة، نأمل ان يخرج البعض من رهاناته، ومن بعض الاحلام التي لا تبني وطنا بل انها تساهم في زيادة الشرذمة والانقسام".
واردف هاشم: "ما دام هناك نظام ديموقراطي يؤمن به اللبنانيون علينا ان نلتزم بالاصول وبالديموقراطية التي تبنى عليها هذه المؤسسات لا ان تبقى الرهانات دائما والخطابات والمواقف السياسية وفق الاملاءات الخارجية ووفق بعض الصيغ، خصوصا ان ما سمعناه خلال الساعات الماضية من ردود فعل موتورة، لا يمكن الا ان نقول ان البعض فعلا لا يريد حكومة على هذا المستوى، حكومة لكل لبنان. البعض لا يريد حكومة بهذه المواصفات، لأنه يراهن على حكومة الامارة، حكومة تنتمي الى فريق سياسي احادي، فريق له ارتباطاته، ويبدو ان حكومة في هذه الصيغة لم ولن ترضي البعض لان هناك من كان ينتظر اشارات من اجل الانقضاض على مثل هذه الحكومة قولا وفعلا. فالحكومة هي حكومة لبنان شاء البعض ام ابى، واذا كان هناك من يريد حكومة لها ما لها من مساحة، على اعتبار الانتماء وعلى اعتبار انها يجب اذ تحظى برضى ورعاية مجتمع دولي تلطيا وراء بعض المقولات، لكن هناك اصول يجب العودة اليها، فالحكومة حكومة لبنان، لا حكومة لا هذا الفريق ولا ذاك، وفي النهاية هي التي تبني الاسس التي تنطلق منها هذه الحكومات، وعلى هذا الاساس كانت الحكومة حكومة كلنا للوطن".
وختم: "واذا كان البعض سيستمر على هذا المنوال وعلى هذا النحو من الخطاب السياسي باستهداف هذه الحكومة، فذلك ينبىء بكثير من الشر لهذا البلد لأن الرهانات ان تكون هنالك حكومة لها طابع وطني رغما عن الذين يريدونها حكومة برعاية دولة خارجية، سواء اكانت دولة جيفري فيلتمان او عوكر. هكذا تصبح حكومة لبنان لدى البعض، وغير ذلك يصفونها بمواصفات ونعوت لا يمكن إلا ان تكون تعبيرا عن حقد وعن بعض لهذا الفريق السياسي".
سئل: ألا تخشون ان تشكل خطوة الرئيس بري وتنازله عن حقيبة شيعية عرفا جديدا يمكن ان يتمسك به البعض مستقبلا؟
أجاب: "إن ما أقدم عليه دولة الرئيس بري بالامس انما يؤسس لبناء لبنان اللاطائفي، لبنان الذي يطمئن اليه الجميع، وهذه الخطوة هي خطوة إنقاذية وتأكيد على ان مثل هذه المواقف في الاوقات الحرجة هي المواقف المنقذة للبنان، وبالطبع هنالك اعراف وهنالك تقاليد، لكن ما حصل بالامس من اجل المصلحة الوطنية، لا بد ان يكرس عرفا لكيفية الخروج من المأزق السياسي الذي ما زال يتحكم بالنظام اللبناني، وتركيبة هذا النظام لانه يؤسس للتغيير المنتظر للخروج من النظام الطائفي، وهذا ما يمكن ان يؤسس له العرف الذي بنيت عليه هذه الحكومة بالامس". 

السابق
انطوان سعد: حكومة أزمة لن نعطيها الثقة
التالي
فيصل كرامي: موقف بري الوطني الكبير ليس غريبا