اللواء: تلويح أميركي بعقوبات إذا خالفت الحكومة دفتر الشروط، ومعلومات متضاربة عن لقاء بين عون ونصر الله ليلاً

بدا تطور الوضع في سوريا كأنه حدث لبناني داخلي، من زاوية ان مصير النظام هناك يتحكم – طرداً – بالوضع في لبنان، على غير مستوى سياسي وامني، واحتمالاته المستقبلية.
وجاء جلاء حقيقة الانفجار الذي وقع مساء امس في محطة <الوردية> الواقعة بين العدلية وجسر الفيات، وتأكيد سببه بالاحتكاك الكهربائي في محول خزان المازوت، يستبعد فرضية العمل التخريبي التي فرضت نفسها لساعات على جدول المتابعة في توقيت داخلي واقليمي مريب، رغم ان الحادث اوقع ضحايا بحجم فاق التصور، اذ ادى الى سقوط 7 قتلى بينهم ثلاثة مفقودين، و14 جريحاً توزعوا على مستشفيات بيروت.

وساعد جلاء حقيقة الحادث المأساوي، رغم بعض التساؤلات عن عدم اسباب حصول حريق في المحطة، على طمأنة اللبنانيين على ان الهدوء قائم، والاستقرار حبل نجاة بالنسبة للجميع، بصرف النظر عما يعتري الساحة السياسية من خلافات تدور على ساحة الحكومة الغائبة، وعلى ساحة المجلس النيابي، المرشح لان يشهد غداً الاربعاء، صخباً سياسياً ودستورياً وقانونياً، على خلفية دعوة رئيس المجلس للجلسة التشريعية غداً.

وسط ذلك، انشغلت الاوساط الاعلامية ليلاً في الضاحية الجنوبية، بهدف تذليل العقد من امام تأليف الحكومة، وتردد على نطاق محدود ان اجتماعاً حصل بين النائب ميشال عون وامين عام <حزب الله> السيد حسن نصر الله، الذي كان لافتاً انه تجنب الخوض في الملف الحكومي، في سياق الكلمة التي القاها في افتتاح مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي، مركزاً على معاني ما حصل في ذكرى النكسة في هضبة الجولان السوري المحتل، وفكر الإمام الخامنئي، من دون الاشارة الى ما يجري في سوريا، وان كان قد اعتبر ان الادارة الاميركية تطمح الى مصادرة الثورات العربية من خلال التزام واشنطن المطلق بأمن اسرائيل، مشيراً الى ان الدماء الزكية التي سالت في الجولان، تؤكد اننا امام اجيال من الشعب الفلسطيني التي تعيش اندفاعة هائلة للعودة الى الارض.

ولوحظ ان نصر الله تعمد عدم التطرق الى الشأن اللبناني الداخلي، مع انه كان بإمكانه ذلك، في سياق كلامه عن التظاهرات في الجولان، في مقابل تحييد الساحة اللبنانية عن مواجهات مماثلة لما جرى في ذكرى النكبة.

وفسر ذلك بأنه لا يريد الاضاءة على اللقاءات التي عقدت في الضاحية، بحيث لا تؤثر، بل تدفع في الاسهام نحو تشكيل الحكومة.

ولاحظ متتبعون لهذه اللقاءات بأنها ركزت على عناوين ثلاثة وهي: إعادة قراءة المستجدات الإقليمية، ولا سيما ما يحدث في سوريا، وتحديد خيارات مواجهتها من خلال تأمين مظلة رسمية سياسية يكون عنوانها تشكيل الحكومة، بعدما تبدت جلياً تداعيات الفراغ على الساحة، وانعكست سلباً على مختلف القطاعات. في السياسة، حيث انفجر الخلاف على الجلسة التشريعية، وفي الاقتصاد حيث تحرّكت الهيئات الاقتصادية مطلقة صرخة مدوّية في اتجاه مناشدة السياسيين تشكيل حكومة في أسرع وقت لتلافي المزيد من التدهور والانحدار نحو المجهول، علماً ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يدور صراع خفي على التمديد له، عاد أمس الأوّل من واشنطن بأجواء إيجابية، الا انها غير مطمئنة في حال امتداد الفراغ السياسي.

غياب ميقاتي… والعقد واللافت أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي غاب أمس عن السمع وعن الاعلام، ولم يسجل له أي نشاط أو أي تحرك أو لقاء على صعيد عملية تأليف الحكومة، حتى أن معلومات أوساطه شحت بدورها، باستثناء الإشارة إلى أن الاتصالات ما زالت قائمة، وأن هناك تبادلاً لطروحات، لم تشأ الكشف عنها، لافتة إلى أن العملية لا تزال تواجه اكثر من عقدة تجعل عملية التشكيل متأخرة، وهو ما أكده النائب الطرابلسي أحمد كرامي لـ <اللواء> وهو الحليف للرئيس ميقاتي، عندما استبعد صدور الدخان الأبيض للحكومة قريباً.

ومع ذلك، فان مصادر سياسية نقل عنها قولها أن قطار التشكيل يمضي في سرعة لافتة في اتجاه محطته الأخيرة، معتبرة أن الاحتدام العالي النبرة وموجة التهجم على الرئيس ميقاتي ليست الا زوبعة في فنجان لن تتعدّى مفاعيلها الإطار الكلامي.

وكشفت عن حركة اجتماعات متتالية في أكثر من مقر من فردان إلى الضاحية، تمكنت من تذليل عقبات أساسية ودفعت خطوات ولادة الحكومة قدماً، حيث لم يبق الا بعض التفاصيل التي تحتاج إلى لمسات أخيرة قبل إعلان التشكيلة، من بينها عقدة توزير سنّة المعارضة التي تخضع لمعاينة دقيقة على مشرحة المشاورات، وعقدة توزير النائب طلال أرسلان من خارج حصة تكتل النائب ميشال عون، إلى جانب حل لائحة الأسماء المرشحة لدخول الحكومة من قبل الأخير، وإعادة الوزير شربل نحاس إلى الاتصالات.

غير أن مصادر مطلعة حذّرت من المبالغة في التفاؤل، مشيرة إلى أن الفيتو الأميركي على إسناد وزارة العدلية إلى وزير عوني ما زال قائماً بقوة، وكشفت النقاب عن أن قيادات في 8 آذار تتحدث في مجالسها عن عقوبات يمكن فرضها على مسؤولين لبنانيين في حال شكلت حكومة لا تحظى بدفتر الشروط الأميركية المعروفة.

ولفتت المصادر إلى عقدة الماروني السادس التي ما زالت قائمة أيضاً، وسرّب في هذا السياق معلومات ذكرت أن عون اقترح أن يكون هذا الوزير من خارج جبيل أو كسروان، وأن يكون من الشوف، في إشارة إلى الوزير السابق ناجي البستاني الذي رفضه الرئيس ميشال سليمان.

جنبلاط وعلى غرار ما فعل نصر الله، ابتعد رئيس <جبهة النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط عن الشأن الداخلي في موقفه الاسبوعي لجريدة <الأنباء> الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، واقتصر حديثه على حوادث الجولان وما يجري في سوريا، حيث أكد أن الاصلاحات هي المدخل لتصحيح المسار وبناء سوريا الجديدة. لكن جنبلاط خصّ محطة تلفزيون M.T.V بحديث وجّه خلاله سلسلة ملاحظات وانتقادات لحلفائه في قوى8 آذار، رغم تشديده على أن لا <تكويعة> جديدة له، مشيراً الى أنه ما يزال على تفاهم مع حلفائه خصوصاً بعدما حسم خياراته، لكنه نبّه من المخاطر الاقتصادية على البلد.

وقال إنه <على تنسيق كامل مع حزب الله لكن لبعض القوى في 8 آذار أن يتحمّلوا مسؤولية كاستقرار المصارف والنقد، وهذا يتطلب التجديد لرياض سلامة، إلا إذا كان يريد استبدال سلامة بغيره، وهذا أمر خطير>.

وتابع جنبلاط: <أقول للبعض في الدوائر العليا أن مصير البلاد أهم من انتخابات كسروان وجبيل ونائب بالزائد أو بالناقص>، سائلاً لماذا لا يتحمّل الحريري مسؤولياته ويقوم بتصريف الاعمال، معلنا انه لن يشارك في الجلسة التشريعية الا اذا كان فيها بند واحد متعلق بالتجديد لسلامة، مشيرا الى انه لا يجب استبدال الحكومة بالمجلس النيابي.

ووصف جنبلاط التغييرات في المنطقة بالايجابية جدا فالشعوب التي كانت مكبوتة ستعود بقوة، مشيرا الى انه <يجب اخراج سوريا من الدائرة الجهنمية والتصعيد فيها لا ينفع، إذ لا بد من حل سياسي>، مردفا <استعيد كلمات وزير الخارجية التركي من وجوب ان يطل الرئيس السوري بشار الاسد بصدمة ويعلن تغييرات، ولا بد من تحقيق في ما جرى في درعا وغيرها ولا بد من حوار مع كل الناس ومع كل الاطراف، واقول بكل صراحة للاسد لا بد من تشكيل لجنة الحقيقة والمصالحة ووضع اسس للحوار لا يفيد>.

انفجار محطة <الوردية> وعلي صعيد حادث العدلية – جسر الفيات، بقي رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على اتصال دائم مع المسؤولين والقيادات الامنية للاطلاع على حادث انفجار صهريج المحروقات الذي وقع مساء امس في منطقة الاشرفية، واجرى لهذه الغاية ايضا اتصالا مع وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة وطلب منه اعطاء التوجيهات اللازمة لمعالجة كل مصابي الحادث المذكور في المستشفيات الخاصة المتخصصة بمعالجة الحروق وهذا النوع من الاصابات على نفقة وزارة الصحة العامة.

تجدر الاشارة الى ان الحادث الذي نجم عن تسرب نفط مع احتكاك كهربائي، ادى الى مقتل صاحب المحطة جوزف بو نصر الذي نقلت جثته الى مستشفى الجعيتاوي، و6 اشخاص آخرين، بقي ثلاثة منهم مفقودين، بالاضافة الى 14 جريحا، وتوزع الضحايا على مستشفى اوتيل ديو حيث نقل اليه قتيلان وقتيل في مستشفى رزق، اما الجرحى فتوزعوا على الجعيتاوي واوتيل ديو (5 جرحى) ورزق (3 جرحى) وجريحان في كل من الوردية والروم.

السابق
سجعات
التالي
الأحوال الشخصية في عصمة الأحزاب