قادة الحركات الاسلامية تلتقي في باكستان مرة ثانية

السلفية الجهادية في الأردن

تلبية لدعوة  من أمير الجماعة الإسلامية في باكستان الشيخ سراج الحق، وبتسهيلات  من الحكومة الباكستانية وحكومة إقليم البنحاب، شارك قادة العمل الإسلامي وممثلو الجماعات والحركات الإسلامية، الجماعة الإسلامية في باكستان أعمال مؤتمرهم العام السنوي في الفترة مابين  21 إلى 23 تشرين الثاني الماضي في مدينة لاهور تحت عنوان (أمة واحدة.. مصير مشترك).

وفي يوم  24 تشرين الثاني 2014م انعقد المؤتمر الثاني لقادة الحركات الإسلامية، شارك فيه العديد من قادة الفكر والرأي في الأمة مع قادة وممثلي الجماعات والحركات الإسلامية في أكثر من 25 دولة.

وقد أجمع المؤتمرون على أن العالم كله يضطرب بأحداث لا يحكمها عقل ولا تحكمها قوانين عادلة منصفة، فمن يملك القوة العسكرية له قوانينه، ولمن يملك المال ويتحكم في الصناعة والتكنولوجيا قوانينه، وحتى من يستطيع أن يتحايل على أي قانون فله أيضا قوانينه الخاصة أيضا.

لقد شغلت الأمة طوال عقود بقضايا فلسطين وكشمير وأفغانستان والأقليات الإسلامية والانقلابات العسكرية ثم جاءت أحداث المنطقة العربية، وبقيت قضية الشريعة وتنزيل أحكام الله وإقامتها على أرضه سبحانه هي قضية القضايا، وحتى هذه القضية الربانية تم ابتلاء الأمة ببعض تفاصيلها لتبرز مواضيع الطائفية والاجتهادات التي فتحت باب التكفير والعلاقة مع الآخر وأصبحت مدخلا لإثارة الفتن والاضطرابات الداخلية وضرب الاستقرار السياسي، لمنع النمو الاقتصادي والعلمي والاجتماعي في البلاد العربية والإسلامية واستخدام العنف بين الحكومات وبين خصومهم في معركة عقيمة خاسرة لا تستفيد منها إلا القوى التي لا تريد لأمتنا والإنسانية الخير، ولا يتحقق منها إلا الضعف العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا للأمة الإسلامية وشعوبها.

وهذه القضايا كلها القديمة والحديثة هي ما تواجهه أمتنا الآن والتي إذا عملت جادة مخلصة ومعها وعد من الله سبحانه وتعالى مبين جاء في سورة النور (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) لتحقق لها الفوز في الدنيا والفلاح في الآخرة.

إن رسالة الإسلام التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا صلوات الله وسلامه ليست رسالة خاصة لإصلاح وإرشاد أتباعه، ولكنها للإنسانية كلها، وهذه هي الفريضة التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم، ولن ينصلح حالهم ليكونوا أهلا لتحمل المسؤولية إلا بالتمسك بالمنهج الرباني الذي تنزل من فوق سبع سماوات.

ومن هنا يأتي دور العلماء والدعاة والحركات الإسلامية الذي محوره أن يحببوا الله لعبادة، لأنه إذا أحب الناس دينهم حبا جما صار كل واحد منهم حجر بناء لصرح الإسلام الكبير.

وبعد مناقشات وحوارات جرت في أجواء إيمانية حول العديد من قضايا الأمة والتحديات التي تواجهها، انتهى المؤتمر إلى التأكيد على عدد من المبادئ والتوصيات التالية وهنا ابرزها :

1- أكد المجتمعون على الالتزام بمنهج الدعوة إلى الله سبحانه الثابت بالحكمة والموعظة الحسنة وفقا للمنهج السلمي ونبذ العنف بكل صوره وأشكاله والمشاركة المجتمعية في كافة مجالات العمل العام لخدمة المجتمعات والشعوب واعتبار العمل السياسي والمشاركة النيابية طريقا للإصلاح والتغيير ..

وقد أعاد المجتمعون التأكيد على التزامهم بهذا الخط الثابت والأصيل مهما كانت التحديات والعقبات التي توضع في طريق العمل الإسلامي.

2- يؤكد الممجتمعون على عدالة قضية الأمة المركزية في فلسطين، وينادون كل محب للسلام والعدل استمرار دعمهم لكفاح الشعب الفلسطيني الصامد لنيل حقوقه المشروعه والثابتة..

في هذا الصدد عبر المجتمعون عن إدانتهم الشديدة لمحاولات وجهود تغيير طابع مدينة القدس والمؤامرات التي تستهدف المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، لإقامة “الهيكل المزعوم” على أنقاضه.

كما يطالب المؤتمرون بشدة برفع الحصار الظالم على أهل غزة الصامدين الذي يخالف كل المواثيق والشرائع الإنسانية، ويناشدون السلطات المصرية كذلك بالإبقاء على معبر رفح مفتوحا وبذل كافة الجهود لرفع الحصار عن القطاع كاملا.

ويؤكد المؤتمرون بهذا الخصوص على أن حق المقاومة هو حق مشروع للشعب الفلسطيني تؤكده وتقره جميع الشرائع والمواثيق الدولية

السابق
بين عرب خلدة وسرايا المقاومة ماذا حصل في عرمون؟
التالي
هل ينجح القضاء في جبه «حيتان الاراضي»؟