كيف قتل الذكاء الاصطناعي ريماس وتالين وليان شور وجدتهن في جنوب لبنان

Three baby girls killed by Israelis in South Lebanon (Janoubia) (1)

بعدما نشرت وكالة «أسوشييتد برس» تحقيقا يثبت تعامل كبرى الشركات التكنولوجية مع إسرائيل، ودعمها بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات القتل، لفت في سلسلة التحقيقات التي أجرتها، احتمال قتل الذكاء الإصطناعي لأربع مواطنات لبنانيات في سيارتهن في تشرين الثاني 2023. 

ما القصة؟ 

قالت الوكالة المذكورة في تحقيقها إنه في هذا الشهر (تحديدا في 5 تشرين الثاني)  كان هدى حجازي تحاول الفرار مع بناتها الثلاث الصغيرات ووالدتها من الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله بين عيترون وعيناثا جنوب لبنان عندما تعرضت سيارتهم للقصف.

قبل مغادرتهن، طلب الأهالي من الفتيات اللعب أمام المنزل حتى تدرك الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة أنهن يغادرن المنزل مع أطفال.

غادرت النساء والفتيات بجوار عم هدى، سمير أيوب، وهو صحفي، كان يقود سيارته في سيارة منفصلة. سمعوا طنين طائرة مسيّرة تحلق على ارتفاع منخفض جدًا فوقهم.

بعد وقت قصير، أصابت غارة جوية السيارة التي كانت تقودها حجازي، فانحدرت عن الطريق وسقطت في منحدر قبل أن تشتعل فيها النيران.

هدى حجازي

تمكن أيوب من سحب حجازي من السيارة، لكن والدتها – التي هي شقيقته – وبنات هدى الثلاث، ريماس شور (14 عامًا)، وتالين شور (12 عامًا)، وليان شور (10 أعوام)، استشهدن.

قبل مغادرتهن المنزل، تتذكر حجازي أن إحدى بناتها أصرت على التقاط صور للقطط في الحديقة، قائلة: «لأننا ربما لن نراها مرة أخرى». في النهاية، قالت حجازي: «القطط نجت، لكن بناتي رحلن». 

هل قتلهن الإحتلال عبر الذكاء الإصطناعي؟ 

أظهرت لقطات فيديو من كاميرا مراقبة في متجر صغير، قُبيل الغارة، عائلة حجازي في سيارة من طراز هيونداي رباعية الدفع، حيث ظهرت الأم وإحدى بناتها تحملان عبوات ماء. وتقول العائلة إن الفيديو يثبت أن الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة كان يجب أن ترى النساء والأطفال.

في اليوم التالي للهجوم، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للغارة الجوية إلى جانب مجموعة من مقاطع الفيديو والصور المشابهة. وجاء في بيان مصاحب للصور أن الطائرات الحربية الإسرائيلية «استهدفت أكثر من 450 موقعًا تابعًا لحماس». 

إنه الموقع نفسه

وقام فريق التحليل المرئي في وكالة أسوشيتد برس بمقارنة الطريق والمعالم الجغرافية الأخرى في فيديو الجيش الإسرائيلي بصور الأقمار الصناعية للموقع الذي قُتلت فيه الفتيات الثلاث، على بُعد 1.7 كيلومتر من المتجر.

وقال ضابط استخبارات إسرائيلي للوكالة إن الذكاء الاصطناعي استُخدم للمساعدة في تحديد جميع الأهداف خلال السنوات الثلاث الماضية. في هذه الحالة، من المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي قد حدد موقعًا سكنيًا، وربما وضعت عمليات جمع المعلومات الأخرى شخصًا هناك. وفي مرحلة ما، غادرت السيارة ذلك الموقع.

سيارة الشهيدات عند استهدافها

وأضاف أن البشر في غرفة العمليات هم من قرروا تنفيذ الضربة. وكان من الممكن أن يحدث الخطأ في أي مرحلة، فقد تكون معلومات خاطئة سابقة قد حددت الموقع الخطأ، أو ربما أصابوا السيارة الخطأ.

كما اطلعت وكالة «أسوشييتد برس» على رسالة من مصدر ثانٍ لديه معرفة بالغارة الجوية، أكد فيها أنها كانت خطأ، لكنه لم يوضح المزيد من التفاصيل.

ونفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي خلال الضربة الجوية نفسها، لكنه رفض الإجابة عما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد ساعد في اختيار الهدف أو ما إذا كان الهجوم قد وقع بالخطأ. وأكد الجيش لـ«أ.ب» أن مسؤوليه راجعوا الحادث وأعربوا عن «أسفهم للنتيجة». 

وقال محمود عدنان شور، والد الفتيات الثلاث: حتى مع كل هذا الألم، لا يمكنني التوقف عن السؤال: لماذا؟ لماذا اختارت الطائرة تلك السيارة – السيارة التي كانت تملأها ضحكات أطفالي، والتي كانت أصداؤها تتردد عبر نوافذها؟». 

الوالد محمود عدنان شور في تشييع بناته (جنوبية)
السابق
رحلة ١٦ بلدة جنوبية نحو «المواطنة الفاعلة ٢»
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 20 شباط 2025