
وجّه حزب الله سهامه السبت صوب الجيش اللبناني، مستنكرا ما أسماه «الاعتداء غير المبرر على النساء والأطفال المعتصمين بشكل سلمي»، فيما خرج مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب، داعيا الجيش إلى عدم الضغط على الناس «أكثر».
فضل الله
ووصف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله ما جرى على طريق المطار اليوم مشيرا إلى إنه «غير مبرر ومفاجئ»، ومؤكدًا أنه «اعتداء مشبوه يهدف إلى زج الجيش في مواجهة مع أهله».
وفي تصريح له، شدد فضل الله على ضرورة أن تقوم قيادة الجيش بمحاسبة المسؤولين عن هذا «الاعتداء المدان والمستنكر«، مشيرًا إلى أن الجيش يجب أن يبقى في موقع حماية السلم الأهلي، لا أن يتحول إلى «أداة قمعية تفقده الإجماع الوطني حول دوره».
وأضاف فضل الله إنه «كان حرياً بمجلس الدفاع الأعلى والحكومة عقد اجتماعات فورية لدراسة الخطوات الواجب اتخاذها لمنع العدو الاسرائيلي من فرض إملاءاته على المطار، ومن استمرار احتلاله للأرض اللبنانية واتخاذ قرار وطني بإرسال المغاوير والقوة الضاربة في الجيش إلى الحدود لبسط سلطة الدولة في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يحتل الأرض»، بدلاً من الانشغال بـ«استنفار سياسي وإعلامي وتهديد المواطنين بإجراءات أمنية».

صفا يدين الهجوم على اليونيفيل ولكن..
من جهته، أكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، في تصريح لقناة «الميادين» أن ما حدث مع قوات اليونيفيل على طريق المطار هو «أمر غير مقبول». وأوضح صفا أن حزب الله يحترم التنسيق الكامل مع قوات اليونيفيل ويولي أهمية كبيرة للعلاقات الجيدة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن الحزب ملتزم بالقرار 1701.
وفي حديثه، شدد صفا على ضرورة التفرقة بين الاعتصام السلمي الذي يعبر فيه المواطنون عن موقفهم ضد قرار منع الطائرة الإيرانية وبين الحادث الذي وقع مع اليونيفيل، معتبرًا أن الحادث الأخير لا يعكس سلوك الحزب أو توجهاته.
صفا توجه إلى السلطات اللبنانية والجيش اللبناني، داعيًا إياهم إلى «النظر إلى وضع الناس وعدم الضغط عليهم أكثر»، مؤكدًا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي يتطلب التفاهم والهدوء.
وفيما يخص قضية الانسحاب الإسرائيلي من القرى الحدودية، أكد صفا أن الأمر «متروك للدولة اللبنانية وكيفية التعامل مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار»، مشيرًا إلى أن حزب الله سيحدد موقفه بناءً على نتائج الاتصالات التي ستتم، وسيعلن عن موقفه عبر أمينه العام (الشيخ نعيم قاسم) خلال تشييع «شهيد الأمة»، السيد حسن نصرالله.
بدوره، كتب عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب عبر حسابه على منصة «إكس»: «يبدو أن هناك مشكلة بنيويةفي السلطة السياسية واجهزتها الأمنية، في التعاطي مع الاعتصام السلمي المحدد بساعة واحدة لاغير.. هذا السلوك هو مسار كارثي يقوده اناس ام قاصرين في السياسة او يسعون لخلق فتنة واسعة بالبلد عبر استفزاز مقصود لشريحة لبنانية. راجعوا جيدا التاريخ من اجل لبنان».
هجوم إعلام «الحزب» على الجيش
تزامنا مع التصريحات الصحفية، كانت مجموعات إعلامية مقربة من حزب الله، وصفحات موالية له، تكثف هجومها على الجيش.
ونشرت المجموعات ما قالت إنه فيديو للحظة إلقاء الجيش قنابل دخانية على المتظاهرين، زاعمة أن الاعتصام كان سلميا و«الاعتداء حصل من دون سبب».