شبعا في مرمى «الاستفزازت المذهبية» لـ«السرايا».. «لا تخدم إلا مصلحة العدو»!

في وقت كانت شبعا تُودّع الشاب فادي قاسم كنعان بعد استهدافه بغارة اسرائيلية، كادت الأمور ان تتطور الى ما لا يحمد عقباه، إثر تجاوزات "مذهبية استفزازية" حصلت أثناء التشييع الذي كان من المفترض أن يمر بشكل طبيعي، بحكم الوضع الذي تعيشه البلاد، إلا أن عناصر "سرايا المقاومة اللبنانيّة" التي ينتمي اليها كنعان كان لها رأي آخر عبر تصرفات "غير مسؤولة"، بدلاً التركيز على جبهة القتال مع العدو الاسرائيلي.

قبيل التشييع، جرت اتصالات بين قادة من السرايا ووجهاء البلدة ورجال الدين فيها على أن يجري التشييع من دون أي تصرفات خارجة عن المألوف وتحترم خصوصية البلدة المعروفة بأنها ذات غالبية سنية، ووفق ما اكدته مصادر لـ”جنوبية” فإن ما حصل جاء عكس التوقعات بفعل رفع هتافات ورايات “يا حسين” و”لبيك يا زينب” خلال الصلاة في المسجد وموكب التشييع، من دون مراعاة لهوية البلدة، وبشكل استفزازي كاد أن يؤدي الى انفجار الوضع.

وأشارت الى أن “ما حصل يظهر طريقة هذا الفريق التعاطي مع الآخرين عبر محاولة فرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة”، لافتة اى أنه “تم عقد اجتماعات عدة لتهدئة الوضع وتوجيه البوصلة نحو المعركة الحقيقة بوجه العدو”.

ما حصل يظهر طريقة الفريق التعاطي مع الآخرين عبر محاولة فرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة

وسألت المصادر:” ما الغاية من القيام بذلك داخل شبعا التي هي في قلب المعركة مع العدو وبالتحديد في هذا التوقيت”، مؤكدة “أنه تم العمل على عدم الانجرار للاستفزاز وأن شبعا وأهلها لم يكونوا يوماً خنجراً في ظهر من قاوم العدو الصهيوني، لكن لن يسمحوا و بالمساس بخصوصيتهم أو بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية في هذه الظروف الصعبة”.

لقاء تشاوري وبيان شجب: مظاهر غير ملائمة لا تنسجم مع روح هذا الحدث الجلل

استدعى ما حصل عقد لقاء تشاوري لمنع انفلات الأمور الى منحى يجر المنطقة الى أمر لا يريده الحريصون على وحدة البلاد في هذا الظرف العصيب، وذلك برئاسة مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، وحضور كل القاضي الشيخ اسماعيل مصطفى دلي، الشيخ الدكتور محمد ابراهيم الزغبي، الشيخ الدكتور ميلاد علي الخطيب، رئيس دائرة أوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ سامي خلدون نصيف، إمام مسجد بلدة شبعا الشيخ حسين محمد زهرة، وصدر بعده البيان التالي:

أمام التحديات الكبيرة التي تواجه مجتمعنا الإسلامي بشكل خاص والمجتمع اللبناني بشكل عام، وأمام خطر الإعتداءات الصهيونية الغاشمة التي طالت قرانا وبيوتنا وشبابنا وأهلنا، فإن الواجب يفرض علينا التمسك بوحدة الصف والكلمة، وتجنب التسبب بأي تصدع داخلي أو فتح أبواب الإنقسامات والفتن التي قد تكون لها عواقب وخيمة.

هتافات ورايات خلال الصلاة في المسجد وموكب التشييع، من دون مراعاة لهوية البلدة

وفي ضوء ما جرى من مظاهر غير ملائمة خلال تشييع إبن شبعا البطل الشاب فادي كنعان، والتي لا تنسجم مع روح هذا الحدث الجلل، وتفتح الباب واسعاً للخلافات الداخلية، نهيب بجميع أبناء شبعا، على إختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية، أن يحافظوا على وحدة الصف وإجتماع الكلمة. لا يجوز بأي حال من الأحوال السماح بمثل هذه المظاهر، ويجب تجنب تكرارها بشكل قطعي، وذلك حفاظاً على تماسك المجتمع ومنعاً للخلافات التي لن تخدم إلا مصلحة العدو الصهيوني.

ونود أن ننبه ونحذر الأحزاب والقائمين عليها بأن شبعا لها خصوصية في نسيجها الإجتماعي وحيثيتها. لم تكن يوماً خنجراً في ظهر من قاوم العدو الصهيوني، بل كانت دائماً حاضنة وداعمة للعمل المقاوم منذ إحتلال فلسطين وحتى يومنا هذا. لكن لم نسمح و لن نسمح بالمساس بخصوصية مجتمعنا أو بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية في هذه الظروف الصعبة.

إلى أهلنا في شبعا، أنتم الغيورون على تاريخ هذه البلدة وخصوصيتها. أنتم الأغلبية الصامدة في وجه كل من يحاول النيل من شبعا وأهلها. أصواتكم سمعت، ومخاوفكم مبررة، وانتقاداتكم نابعة من محبتكم العميقة لأرضكم ودينكم. لكن الوقت الآن ليس للانقسامات، بل للوحدة والصمود والثبات..
ولأبنائنا المنتمين إلى الأحزاب، ندعوكم للتمسك بفطرتكم السليمة، والحفاظ على شبعا كما عرفتموها. منها تعلمتم معنى الرجولة والشموخ والعزة. فيها دفن أجدادكم الذين سقوها بالعرق والدم دفاعًا عنها. لا تسمحوا لأي فتنة أن تفرق بينكم وبين أهل بلدتكم.

تم العمل على عدم الانجرار للاستفزاز الذي حصل وابعاد عناصر السرايا عن البلدة

وختاماَ نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يحرر غزة وأهلها، وفلسطين ومقدساتها، والمسجد الأقصى من قبضة هذا العدو الذي لا يعرف إلا القتل والدمار، في ظل صمت المجتمعات التي تزعم حماية حقوق الإنسان. من هو الإنسان في نظر الأمم المتحدة؟ ونسأل الله أن يذل الصهاينة المعتدين، وأن يحمي مجتمعنا من كل فتنة وانقسام. إنه القادر العزيز.

السابق
بالفيديو.. نائب لبناني ينذر: الحرب خلال أيام «إن لم يكن ساعات».. وتبدأ من هذه المناطق
التالي
شخصان صعدا إلى جانبه كانا أحد أسباب «الحادث».. تحقيق «نهائي» في سقوط مروحية رئيسي يشبه «الأولي»