ما زال لغز اغتيال أكثر قادة حزب الله تخفّيًا، فؤاد شكر، غير واضح المعالم حتى اللحظة. وما زال الحزب نفسه يحاول فكّ طلاسم هذا اللغز. والجديد اليوم، إتصال غريب يطلب من شكر الصعود إلى طبقة معينة في المبنى الذي قصفته إسرائيل في 30 تموز في حارة حريك، من أجل تسهيل اغتياله.
وفي التفاصيل، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد، المزيد من التفاصيل حول عملية اغتيال «الشبح» كما وصفته، الذي كان «أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، لكنه عاش حياة تكاد تكون غير مرئية».
إلا ان الحزب نفى تماما التقرير، واصفًا إياه بـ«رواية مليئة بالأكاذيب ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق».
اليوم الأخير قبل الاغتيال
بحسب الصحيفة، لم يكن فؤاد شكر يتنقل كثيرا بفعل الاحتياطات الأمنية الكثيفة التي كان يتخذها. لهذا الغرض، أمضى يومه الأخير في الطبقة الثانية من المبنى الذي قصفه الاحتلال.
وكي يتجنب التنقل كثيرا، تقول «وول ستريت جورنال» إنه كان يعيش في الطبقة السابعة من المبنى نفسه.
لم يكن ظهور «الشبح» متكررا أبدا. لقد ظهر الرجل قليلاً في التجمعات الصغيرة للحزب مع كبار المسؤولين. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، «حضر شكر جنازة ابن أخيه الذي قضى خلال المواجهات مع إسرائيل، علماً أنه شارك في هذه المراسم لبضع دقائق فقط» كما يقول أحد معارفه للصحيفة.
كذلك، كان وجه شُكر مجهولاً إلى حدّ أن وسائل الإعلام اللبنانية نشرت صوراً مزيفة له بعد وفاته.
الإتصال الغامض
تنقل الصحيفة عن ما أسمته «مسؤول في حزب الله» إنه ليلة الاغتيال تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطبقة السابعة.
حوالى الساعة السابعة مساءً، سقطت الصواريخ الإسرائيلية على الشقة نفسها والطوابق الثلاثة الموجودة تحتها، مما أدى إلى مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. وأصيب أكثر من 70 شخصا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وقال مسؤول الحزب «إن الدعوة لسحب شكر إلى الطابق السابع، حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله».
عليه، كشف المسؤول إن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي، لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على تقنيات الحزب وتمكنت من اختراق شبكة اتصالاته.
«حزب الله: أيّ من مراسلي الجريدة الثلاث الذين وضعوا أسماءهم على المقالة المذكورة لم يلتقوا أبدًا أيًا من مسؤولي حزب الله على الإطلاق»
الإتصال الأخير بينه وبين نصرالله
لم يتم الكشف عن هوية الأشخاص الذين هاتفوا شكر قبيل الاغتيال، لكنّ واحدًا منهم هو أمين عام الحزب نفسه السيد حسن نصرالله.
وكشف نصرالله إنه تحدث مع شكر قبل ساعة فقط أو أقل من عملية الاغتيال، على عكس ما قالته «وول ستريت جورنال» إنه تحدث معه «قبل ساعات قليلة».
وقال نصرالله تحديدا في ذكرى أسبوع على اغتياله في 7 آب الجاري: «في طوفان الأقصى منذ اليوم الأول لبدء الطوفان، يعني الصبح لما صار الخبر تواصلنا، صحيح أننا بدأنا العمليات في8 (تشرين الأول) وليس في7 ، لكن من 7 هو بدأ وحضر ورتب ومن 8 تشرين الى آخر لحظات قبل شهادته، يعنى التليفون بيني وبينه للساعة ستة قبل اقل من ساعة من شهادته أو ما يقارب الساعة». وهذا النص بحسب النقل الحرفي لقناة «المنار» التابعة للحزب.
وقال أحد الشباب من جيران شكر للصحيفة الأميركية، كان يجلس على الرصيف بالقرب من المبنى الذي اغتيل فيه: «لقد سمعنا اسمه، لكننا لم نره قط. لقد كان مثل الشبح».
نفي حزب الله
ونفى حزب الله في بيان للعلاقات الإعلامية فيه التقرير. وجاء في البيان: « تنفي الدائرة الإعلامية نفيًا قاطعًا الرواية المختلقة التي أوردتها «وول ستريت جورنال» حول استشهاد القائد الجهادي السيد فؤاد شكر وهي رواية مليئة بالأكاذيب ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق».
وكشفت الدائرة الإعلامية أن «أيّاً من مراسلي الجريدة الثلاث الذين وضعوا أسماءهم على المقالة المذكورة لم يلتقوا أبدًا أيًا من مسؤولي حزب الله على الإطلاق. وبالتالي فإنّ الرواية الكاذبة من أساسها والمصدر المنسوب له ليسوا سوى من مخيلة كتابها ولا هدف لها سوى الترويج والدعاية للعدو الصهيوني، وهذا ما دأبت عليه الجريدة المذكورة وعدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الذين نشروا هذه الرواية الكاذبة دون أي مراجعة أو تدقيق وبنوا عليها مواقفهم في خدمة المشروع الصهيوني».
إقرأ/ي أيضا: فيديو غير عادي: «الحزب» يكشف عن أنفاق «عماد 4» الضخمة.. حرب نفسية أم خدعة مقصودة؟