عن ذكرى الحرب الاهلية وقتل شقيقتي لطيفة: متى يعاقب المجرمون؟

قاسم قصير

تتزامن الذكرى السنوية للحرب الاهلية في لبنان في 13نيسان كل عام، مع الذكرى السنوية لقتل شقيقتي لطيفة قصير على يد طليقها خنقا قبل 14سنة، وللاسف فان هذا القاتل تم اطلاق سراحه من قبل السلطات اللبنانية بحجة حسن السلوك، بعد اقل من 12سنة على سجنه، وبدل اعدامه واعدام كل من يتورط في القتل، يتم سجنه لفترة محدودة ومن ثم يطلق سراحه، وخلال كل هذه السنوات زادت الجرائم ضد النساء والاسرة في لبنان وضد الاطفال.

هذا القاتل تم اطلاق سراحه من قبل السلطات اللبنانية بحجة حسن السلوك بعد اقل من 12سنة على سجنه


وهذا ما حصل ايضا على صعيد الحرب الأهلية، فبدل محاكمة المجرمين في الحرب الاهلية، ومحاسبتهم او على الاقل الطلب منهم التوبة عن الجرائم والابتعاد عن العمل السياسي والشأن العام، تم تكريم هؤلاء بتعيين المحازبين في مؤسسات الدولة واصبح معظمهم نوابا ووزراء وقادة رأي عام، وبعضهم يتحكم اليوم بشؤون البلاد وادارة الأحزاب السياسية، ولذلك نلاحظ عودة اجواء العنف والحرب الاهلية مجددا، ونشهد ممارسات تذكرنا بالحرب الأهلية، من خطف على الحواجز والاعتداء على المواطنين الابرياء، او اللاجئين السوريين الذين لا ذنب لهم، بغض النظر عمن يرتكب الجرائم.
ان السكوت عن الجرائم، وعدم محاسبة القاتل، هو السبب لاستمرار العنف والقتل، وهذه مسؤولية الدولة والمجتمع والجهات المعنية.

تم تكريم هؤلاء بتعيين المحازبين في مؤسسات الدولة واصبح معظمهم نوابا ووزراء وقادة رأي عام


فاذا كان من الصعب وضع المجرمين في السجون، فعلى الاقل الطلب منهم عدم التصدي للشأن العام مرة اخرى، او عدم اطلاق سراح القتلة.
رحم الله شقيقتي، وكل من قتل وخطف وفقد خلال الحرب الاهلية، وعلى لمل ان لا تعود هذه الأجواء مرة اخرى، وعلى الاقل فان المطلوب من المجرمين التوبة والتعهد بعدم العودة للقتل.
طبعا هذا النص سيثير بعض ردود الفعل السلبية ،وانا لم اذكر احدا بالاسم، لانني اتحدث بشكل عام ولا اقصد جهة معينة او حزبا او مسؤولا معينا.
ومن المهم الاستفادة من تجارب الدول، التي عانت ولا تزال تعاني، من حروب اهلية.

السابق
13 نيسان والفتنة.. «لا أعادها الله ولا غفر لكل أطرافها ولا أبقى ذكرَهم»!
التالي
لجنة التنسيق اللبنانيّة – الأميركية: لإنهاء السّلاح غير الشّرعي وعودة اللّاجئين السّوريّين