حول ضرورات الانظمة وخيارات الامة والامام شمس الدين

قاسم قصير

من ضمن الاطروحات الفكرية والسياسية، التي طرحها الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رحمه الله، كانت اطروحة: ضرورات الانظمة وخيارات الامة، وهي تتلخص بانه اذا كانت الانظمة في بعض الدول العربية والإسلامية، مضطرة لاتخاذ خطوات سياسية بسبب الضغوطات التي تتعرض لها خارجيا، او بسبب بعض الالتزامات التي لا تستطيع التخلص منها، فانه من حق الامة ان تعبر عن مواقفها ورايها، حتى لو تعارضت هذه المواقف مع سياسات الانظمة، وهذا يعطي قوة لكل دولة، ويعطيها امكانية تحقيق بعض الإنجازات.
وقد طرح الامام شمس الدين هذه الاطروحة، في محاضرة خاصة في دار الندوة في تسعينيات القرن الماضي، خلال بداية موجة التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني، وتضمنت المحاضرة اراء اخرى، ومنها اهمية المصالحة بين التيارات الإسلامية والقومية واليسارية، من اجل توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية وقضايا الامة.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يرد على التصعيد الاسرائيلي ويقصف 6 مواقع بـ«البركان» والمسيرات!

وتم طباعة المحاضرة في طبعتها الاولى، من قبل مؤسسة افق للاعلام، وكان يشرف عليها عدد من الاعلاميين، ومن ثم طرحت للنقاش والحوار مع العديد من النخب العربية والإسلامية، ونالت الكثير من النقاش بين مؤيد ورافض، ولكنها شكلت تطورا مهما في الفكر الإسلامي والعربي انذاك.
واليوم يمكن العودة لهذه الاطروحة، والاستفادة منها في مواجهة تحديات معركة “طوفان الاقصى” والحرب على غزة وفلسطين، وتداعياتها في كل المنطقة، فاذا كانت بعض الأنظمة العربية والإسلامية، غير قادرة على خوض الصراع بالقوة، ودعم قوى المقاومة بالسلاح والمال والدعم، فلتترك الامة تعبر عن رايها ومواقفها عبر التظاهرات وكافة اشكال الدعم، كما يجري حاليا في الاردن ولبنان والعراق واليمن ودول اخرى، ولماذا تمنع بعض الدول الجماهير من النزول الى الشارع، او الذهاب الى معبر رفح لوقف الحصار ضد قطاع غزة، ولماذا تضطر بعض الدول لارسال المساعدات عبر الجو، ولماذا تخاف هذه الدول من انتصار المقاومة.

وحتى في اطار المصالح القومية والوطنية فان دعم الشعب الفلسطيني اليوم حماية للدول العربية والاسلامية


وحتى في اطار المصالح القومية والوطنية، فان دعم الشعب الفلسطيني اليوم، حماية لهذه الدول ومصالحها، واية هزيمة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة، ستكون الخسارة لكل العالم العربي والإسلامي.
فهل يمكن الاستفادة من هذه الاطروحة اليوم، ونستعيد بعض افكار الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله.

الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السابق
هدنة غزة..استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس في القاهرة غداً؟
التالي
وتيرة الاحتجاجات ترتفع ضد نتانياهو..اهالي الاسرى يتظاهرون لعقد صفقة مع «حماس»!