رميش «الصامدة».. فعلت ما يجب فعله!

علي الامين
يعلق الجنوب، كما كل لبنان، بين فكي "عسكرة" بلداتهم، وسط محاولة النأي بها، قدر الأمكان، عن المقتلة الإسرائيلية، ولم تكن رميش الجنوبية الحدودية، إلا نموذجاً للحياة والصمود، الذي يجسده أبناؤها، الذين فعلوا ما يجب أن بفعلوه، ولو كره الكارهون والمغالون والمفتنون.

كما ان المطلوب، عدم خلق ظروف عسكرية، تدفع اسرائيل الى استهداف بلدة رميش الحدودية في الجنوب، يجب عدم تحميل اهل هذه البلدة الجنوبية الصامدة، ما لا تحتمله ولا علاقة لها به.
اهل هذه البلدة الذين حرصوا على الصمود والحفاظ على بلدتهم طيلة عقود، هم ليسوا اكثر من اناس عاديين، مزارعين بارعين، احيوا ارضهم اسوة بالعديد من قرى الجنوب الحدودية، حافظوا الى حدّ كبير على وجودهم، شكلت لهم شتلة التبغ وزنود المزارعين، حصناً احتموا به في الملمات، واستمروا محافظين على وجودهم وعلاقاتهم مع محيطهم الاجتماعي، رغم كل محاولات زرع الفتن، مستعينين بخبرتهم في زرع الحياة، واحياء الأرض رغم كل المصاعب.

يجب عدم تحميل اهل هذه البلدة الجنوبية الصامدة ما لا تحتمله ولا علاقة لها به


اهل هذه البلدة التي ينتمي اهلها للطائفة المارونية، تعد بلدتهم هي الأكبر على مستوى الجنوب، من حيث عدد القاطنين فيها من المسيحيين، في ظل تراجع جلي لعدد السكان من أبناء الطائفة، في العديد من المدن والبلدات الجنوبية، وهو واقع بدأ منذ عقود، ولا يزال.

اهل هذه البلدة التي ينتمي اهلها للطائفة المارونية تعد بلدتهم هي الأكبر على مستوى الجنوب

محبة رميش واهلها، لا تتطلب من المحبين ان يبالغوا في توصيف ما قام به اهلها، في النأي عن توريط بلدتهم في نيران العدوان الاسرائيلي، بطولة اهل هذه البلدة تكمن في منع تدميرها، ومنع تهجيرها من قبل الاحتلال، لا دفعها رغما عنها الى مواجهات، لا تريدها ولا تفيدها.
والامر عينه، يوجه الى اولئك الذين استاؤوا من احتفال اهل البلدة بأحد الشعانين، او يزعجهم ان البلدة لم تتعرض للعدوان الاسرائيلي، وهذا من التفكير غير السوي، انطلاقا من ان المطلوب، هو ان يشكل نموذج رميش نموذجا يحتذى، طالما ان الدمار والقتل، ليس مطلبا لأبناء الجنوب، وطالما ان هذه الحرب القائمة لا نتيجة منها، الا الاستنزاف والقتل والتدمير .

لا تزيدوا من عواطفكم وتبالغوا في نصرة رميش ولا تبالغوا في التشكيك بهذه البلدة واهلها الكرام


لا تزيدوا من عواطفكم وتبالغوا في نصرة رميش، ولا تبالغوا في التشكيك بهذه البلدة واهلها الكرام، حفظ هذه البلدة وكل الجنوب هو المطلوب، ونموذج رميش يجب ان يعمم على كل البلدات والقرى، لا نموذج الموت والدمار والتهجير، الذي لا يمكن ان يكون مطلب عاقل.

السابق
الجنوب يغلي.. إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل
التالي
ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين استضاف سعيّد.. وتأكيد على رفض مبدأي تصدير الثورة ووحدة الساحات