هل يتجرع الفلسطينيون كأس التهجير القسري؟!

فلسطين

الى ما يؤشر التكرار اليومي للموقف المصري الرافض للتهجير القسري لسكان غزة؟
هذا التكرار على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة، والذي يؤكده وزير خارجيته سامح شكري بشكل يومي، كما في لقائه الأخير مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن.. مقلق للغاية!

ألا يؤشر ذلك أن مصر تعتقد فعلاً أن التهجير القسري واقع لا محالة مع اقتحام اسرائيل لرفح؟! ألا يؤشر أن اسرائيل لا تأخذ بمشورة الأميركيين، إذا ما صحت، لجهة الحد من عدّاد القتلى في رفح؟!

هل هناك فعلاً نقاط تلاقي بين الأميركيين والعرب… قبل اقتحام رفح؟ ولمنع هذا الاقتحام؟!

هل يمكن لاسرائيل وقف الحرب في غزة وعدم خوضها مع حزب الله؟

هل عدم اقتحام رفح يحقق أهداف الاسرائيليين لجهة اقتلاع “حماس” ومنع تكرار 7 أكتوبر وحماية أمن اسرائيل، وبالتالي هل يمكن لاسرائيل، بحسب حساباتها، وقف الحرب في غزة، وعدم خوضها مع حزب الله؟!

لا تبدو هناك حتى الساعة أي بوادر جدية للتهدئة

لا تبدو هناك، حتى الساعة، أي بوادر جدية للتهدئة، كما لا يبدو هناك توجيه لسكان رفح الى الشمال، أما الهدنة، إذا ما حصلت، فهي كسب وقت للجميع، من دون أن تغير في اقتحام متوقع لرفح بعد أسبوع، بعد شهر، أو بعد شهرين على الأكثر!

ما يعني أن مصر ستجد نفسها، بقوة الأمر الواقع، وتفادياً لتفاقم المجزرة، المتوقع أن يرتكبها الجيش الاسرائيلي في رفح، ملزمة بفتح معبر رفح باتجاه أراضيها، وملزمة بقبول التهجير القسري، ولا تبدو في الأفق سيناريوهات أخرى!

لاحقاً، قد يتمّ الذهاب الى حل الدولتين، إذا لم تتغير الظروف، وإذا ما قبلت إسرائيل بذلك، بحسب نتائج المعركة العسكرية التي ستنتهي، كما يبدو، لصالحها.

من الهام أن يحاول العرب الحصول على حل الدولتين اليوم

لذلك من الهام أن يحاول العرب، الحصول على حل الدولتين اليوم، وقبل أن تنتهي المعارك العسكرية، فبعدها سينتقل العالم للانشغال بجبهات أخرى. وستتراجع الأسهم الاعلامية والديبلوماسية للقضية الفلسطينية برمتها، “اليوم التالي” للشعب الفلسطيني هو في الحقيقة… اليوم، اليوم، وليس غداً!

السابق
بلدة جنوبية بمرمى اكثر من ٣٠ قذيفة اسرائيلية!
التالي
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: قراءتان في الاستراتيجية الإيرانية