صفا في الإمارات يؤكد إرتباط المحكومين بـ«حزب الله».. و«ضحايا» شيعة يحملونه مسؤولية إبعادهم!

وفيق صفا

تصدرت زيارة مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، بطائرة خاصة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، الحدث السياسي اللبناني، لما تشكله من ابعاد تتعلق في بحث ملفات عدة في المنطقة، برغم محاولة وضعها في إطار السعي لإطلاق لبنانيين من السجون الإماراتية، بعضهم محكوم عليه بالمؤبد، على خلفية تشكيل هؤلاء خلايا ل”حزب الله”، بحسب التوصيف الإماراتي.

توقيت هذه الزيارة، ووفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، التي جاءت بعد الكلام عن جهود حثيثة، ساهمت فيها الرئاسة السورية وكبار الضباط السوريين واللبنانيين، في ظل الحرب على غزة وفتح جبهة الجنوب، يحمل أكثر من دلالة، نظراً لحجم الشخصية الزائرة وتعدد الملفات التي يحملها، من اليمن إلى سوريا والعراق، خاصة وأنها تأتي مع التقدم المستمر في إعادة فتح العلاقات بين دولة الإمارات وسوريا، بشكل واسع”.

هذه الزيارة التي لم يعلن عنها “حزب الله” في بيان رسمي، وسربها إعلامياً فاجأت حلفاء واعداء الحزب في لبنان

ولفتت الى ان “هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها “حزب الله” في بيان رسمي، وسربها إعلامياً، “فاجأت حلفاء واعداء الحزب في لبنان، الذي كان شن هجوماً سياسيا وإعلامياً على دولة الإمارات، على خلفية التطبيع مع العدو الإسرائيلي
وإتهامها بالتحول إلى مركز للموساد الإسرائيلي والتنكيل بأبناء الجالية اللبنانية في الإمارات، لا سيما منهم الشيعة، وزج العديد منهم بالسجون، ووفاة أحدهم فيها ( غازي عز الدين) قبل نحو عام، وإبعاد المئات منهم”.

وأكدت ان “ظاهر هذه القفزة الكبيرة والنوعية لـ”حزب الله”، التي يحاول الإعلام المقرب منه والمحسوب عليه من تخفيف وطأتها، وحصرها بإجراء الإفراج عن المحكومين والموقوفين اللبنانيين، هي نقطة تحول كبير، في ان يذهب اكبر مسؤول امني في “حزب الله”، إلى دولة كاملة التطبيع مع العدو الإسرائيلي”.

هذه الإنعطافة للحزب، تضع دولة الإمارات في الموقف الأقوى

وجزمت ان “هذه الإنعطافة للحزب، تضع دولة الإمارات في الموقف الأقوى، وتُضعف موقف “حزب الله”، الذي يمتثل إلى المشهد التقاربي، بين إيران ودولة الإمارات”.

وأوضحت ان المصادر أن “حجة الحزب بإتمام عودة اللبنانيين إلى لبنان، وتغييب الدولة الرسمية، يؤكد إلى حد كبير وإعتراف من الحزب، بانه هو من كان يشغل بعض المحكومين”.

وأكد عدد من المبعدين اللبنانيين الجنوبيين الشيعة في الجنوب، من دولة الإمارات، إبتداء من العام 2009، عبر “جنوبية”، “أنهم ضحايا “حزب الله”، بعدما اُبعدوا على خلفيات ترتبط بالحزب ، وهم ليسوا على علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد”.

وسألوا هؤلاء “كيف يحق لـ”حزب الله”، ان يزور أحد مسؤوليه الكبار الإمارات العربية المتحدة، فيما يكيل الإتهامات بالعمالة للمقربين من هذه الدولة، التي وقفت إلى جانب لبنان وجنوبه خاصة، أثناء العدوان الإسرائيلي في العام 2006، وقدمت مشاريع بمئات ملايين الدولارات، إذ ان ردة الفعل الإماراتية تجاههم، بدأت في أعقاب احداث 7 ايار في بيروت العام 2007”.

ملف المحكومين والمعتقلين

وبالعودة إلى ملف المحكومين والمعتقلين، فان الإعتقالات والتوقيفات، تعود إلى العام 2013 ، وأفرج عن غالبيتهم، وكان آخرهم 11 جنوبياً، معظمهم من عائلة عز الدين، من بلدة باريش، بعد وفاة قريبهم غازي عز الدين، الذي دفن في الإمارات، ولم يسمح لعائلته بنقل جثمانه إلى لبنان، وسبقهم الافراج عن لبنانيين من آل نحال من بلدة جبشيت، ومجموعة أخرى في العام 2021.

وكانت السلطات الاماراتية قد اعتقلت 10 لبنانيين منذ عام 2013 لادانتهم بالتعامل والتخابر مع “حزب الله” وإيران، إلى جانب تبييض الأموال لصالح إيران، وقد أطلقت سراح عدد منهم قبل حوالي السنة.

ولا يزال 8 سجناء داخل سجن الوثبة الإماراتي وهم: عبدالله هاني عبدالله (الخيام، اعتقل عام 2013 وحكم بالسجن المؤبد)، علي حسن مبدر (صيدا، اعتقل عام 2014 وحكم عليه بالسجن المؤبد)، أحمد مكاوي (طرابلس، اعتقل عام 2014 وحكم عليه بالسجن 15 عاماً)، عبدالرحمن شومان (كفردونين، اعتقل عام 2018 وحكم بالسجن المؤبد)، أحمد فاعور (الخيام، اعتقل عام 2019 وحكم بالسجن 15 عاماً)، فوزي دكروب (بيروت، اعتقل عام 2019 وحكم بالسجن المؤبد)، وليد إدريس (البقاع، اعتقل عام 2020 ولا زال قيد المحاكمة)، ناجي ناصر (صيدا، اعتقل عام 2020 ولا يزال قيد المحاكمة).

كما يتم التداول بأسماء آخرين موقوفين في الإمارات، على خلفيات غير سياسية، وهم: محمد الدر، ابراهيم السعيد جواد، زياد شاهين، علي عقيل قاسم، اسعد مالك الحاج حسن.

السابق
معهد حقوق الانسان في نقابة محامي مونبيلييه يتضامن مع ملحم خلف
التالي
«الحركة» تنزف على مذبح الجنوب.. شهيد جديد «دفاعاً عن لبنان»