احتجاجا على إهمال الجنوبيين وإقفال المؤسسات والمستشفيات أمامهم.. محمد عيسى يستقيل من المجلس الشيعي!

المجلس الاسلامي الشيعي
لا يخفى على أحد من اللبنانيين، لا سيما ابناء الطائفة الشيعية، حال الركود التي تشبه الموت السريري، المصاب فيها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، منذ مرض آخر المؤسسين الكبار العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان إلى حين وفاته، قبل عامين ونصف، وتسلم الشيخ علي الخطيب مقاليد الرئاسة بوصفه نائباً للرئيس.

أثار الغياب والتهميش لدور المجلس الشيعي في السنوات الأخيرة، حفيظة الكثير من المسؤولين والموظفين المحترمين والكفوئين، وهم يراقبون الإهمال والفساد الذي بدأ يضرب المؤسسات التابعة له، لا سيما هضم حقوق الموظفين غير المحظيين، وعدم إعطائهم حقوقهم المادية في ظل الأزمة الاقتصادية، واستحواذ المنتفعين المقربين من مراكز النفوذ في الادارة على المنافع، وكذلك يأسف المخلصون من الموظفين ما طال الجامعة الإسلامية من فساد، وهي التي كانت “درّة تاج” مؤسسات المجلس الشيعي، وتخرج كل سنة مئات الطلاب اللبنانيين والعرب في كافة الاختصاصات، خصوصاً بعد فضيحة بيع الشهادات المزوّرة إلى الطلاب العراقيين، والقبض على شبكة مؤلفة من موظفين في الجامعة وفي وزارة التربية، بتهم تلقي رشاوي وتزوير أوراق رسمية، وإحالتهم على النيابة العامة وسجنهم.

الاهتراء في مؤسسات المجلس وانعدام المسؤولية من قبل الرئاسة جعل الكثير من الموظفين الشرفاء يرفعون الصوت ضد هذه الممارسات ويتوقفون عن ممارسة اعمالهم

احتجاجات بالجملة

هذا الاهتراء في مؤسسات المجلس، وانعدام المسؤولية من قبل الرئاسة التي يمثلها الشيخ الخطيب، جعل الكثير من الموظفين الشرفاء، يرفعون الصوت ضد هذه الممارسات، ويتوقفون عن ممارسة اعمالهم طوعا، خصوصاً وأن العصبة الحاكمة في المجلس، تشيع أن الأمور على خير ما يرام، ويقارن هؤلاء الوضع الحالي المزري للمجلس، بوضعه السابق المتألق عند تأسيسه ايام الامام موسى الصدر، عندما فتح ابواب المجلس لنازحي الجنوب في اجتياح اذار 1978 الاسرائيلي، وكان مبنى المجلس واوقافه ملجأ لهم، ومركزا للاعانات المالية والغذائية، ولم يكن يملك الامام الصدر الامكانات المادية، ولا الاوقاف والمؤسسات الكبرى التي يحويها المجلس حاليا.

وأمس أعلن الدكتور محمد عيسى استقالته في كتاب معلّل، وُزع على مواقع التواصل، ومما جاء فيه، انه “بعد 18 عاما من الخدمة كمحرر في الملاك الخاص للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ونتيجة لغياب المجلس حاليا عن رعاية الاهالي، في خضم الحرب التي يشنها العدو على لبنان وشريطه الحدودي، (الذي ينتمي اليه الدكتور عيسى كونه ابن بلدة ميس الجبل)، وكذلك بعد تدهور حال المجلس مرافقه والمؤسسات التابعة له، فانه وبناء على تلك الاسباب قرر تقديم باستقالته لرئاسة المجلس الشيعي راجيا قبولها”.

إدارة مستشفى الزهراء التابعة بدورها للمجلس الشيعي ترفض استقبال المرضى النازحين من الجنوب إلا إذا دفعوا لمكتب الدخول مبالغ بالدولار الأميركي

أما آخر ما صدر من مخاز، ضجت بها اوساط أهالي الجنوب والضاحية والبقاع، وكانت من أحد الدوافع الأساسية للإستقالة، بحسب اوساط قريبة من عيسى، هو ما تقوم به إدارة مستشفى الزهراء التابعة بدورها للمجلس الشيعي، وكان قد أسسها الإمام موسى الصدر لمعالجة فقراء الشيعة، فهذه الإدارة ترفض استقبال المرضى النازحين من الجنوب، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة، إلا إذا دفعوا لمكتب الدخول مبالغ بالدولار الأميركي!!

وتعلق اوساط شيعية مستقلة، كأن هؤلاء النازحين لا يكفيهم الإهمال الذي يعانون منه، من مسؤولين الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله”، اللذين تركوهم مهجرين في المناطق التي نزحوا اليها، “يقلعون شوكهم بأيديهم” كما يقول المثل اللبناني القديم، مع العلم انهم غير مسؤولين عن القرارات السياسية والعسكرية المتهورة، التي اودت بقراهم وبلداتهم الحدودية الى التهلكة.

يذكر ان عددا لا باس به من الموظفين المعترضين باتوا بحكم المستقيلين، ومنهم من ترك وظيفته فعلياً منذ سنوات، احتجاجاً على سياسة الاستزلام والإهمال، وعدم تحمل المسؤولية الدينية والاجتماعية الملقاة على عاتقه.

السابق
السلطات الاسرائيلية تمنع آلاف المصلين من الوصول للمسجد ‏الأقصى
التالي
بالصورة.. القصف الاسرائيلي يتواصل جنوباً.. واستهداف منزل في علما الشعب