«تعويم» سعودي اميركي للسلطة الفلسطينية على «نية» هدنة غزة!

في موازاة الحرب الشعواء على غزة والشعب الفلسطيني، يبدو ان ثمة مسعى مالي عبر السعودية، و سياسي فلسطيني وأمني أميركي، لتعويم السلطة الفلسطينية، وتشكيل قوة فلسطينية في القطاع، من شأنها ان تشق الطريق نحو هدنة ما في غزة.

إعادة الاعتبار للسلطة الوطنية الفلسطينية، ودورها الامني في الاراضي الفلسطينية، برز في الايام الاخيرة من خلال ملمحين، الأول، أمني سياسي، عبرت عنه عملية تكليف الرئيس الفلسطيني محمد عباس (ابومازن)، رئيس حكومة جديد هو الدكتور محمد مصطفى، وتكليف مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج تشكيل قوة امنية فلسطينية في قطاع غزة.

أما الثاني، فهو قيام السعودية بتقديم سلفة مالية للسلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع النروج، التي اودعت فيها الاموال الفلسطينية المتأتية من الضرائب، التي تستوفيها اسرائيل من الفلسطينيين، الى حين تقرر اسرائيل السماح بتسليمها للسلطة، وبالتالي قامت السعودية بتوفير السلفة، التي ستسلم للفلسطينيين عبر النروج، من اجل دفع الرواتب للموظفين وغيرهم، منعا لانهيار مؤسساتها، التي تعاني من حصار مالي اسرائيلي.

الخطوة السعودية تزامنت مع موقف صدر عن صحيفة “عكاظ” السعودية، حمّلت حركة “حماس” مسؤولية حرب غزة، وقالت الصحيفة ان “حماس لم تتعلم شيئاً”، وان “طوفان الأقصى” سيمتد تأثيره الكارثي، ليشمل كل الأراضي الفلسطينية المعترف بها”،

واضافت ان “مع كل فشل مغامرة لـ “حماس” يخسر الشعب الفلسطيني المزيد من أراضيه”.

بحسب مصادر فلسطينية خاصة قريبة من حركة “فتح”، فان “تقاطعا اميركيا سعوديا، دفع باتجاه منع اسرائيل من محاولة انهاء السلطة الفلسطينية، خصوصا ان جوهر الخلاف الاميركي- الاسرائيلي، يكمن في “اليوم التالي” لما بعد الحرب، حيث تصر حكومة بنيامين نتنياهو، على انهاء دور السلطة الوطنية، والعمل على بدائل تطوي ما تبقى من شرعية فلسطينية في الاراضي المحتلة، فيما الموقف الاميركي لايزال يرفض هذا التوجه”.

مع كل فشل مغامرة لـ “حماس” يخسر الشعب الفلسطيني المزيد من أراضيه

مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، بدأ عملية اعداد لهذه القوة، سيما ان السلطة الفلسطينية، استمرت في دفع الرواتب لأفراد الشرطة في غزة، وغيرهم من موظفي مؤسسات فلسطينية تابعة لها، رغم سيطرة “حماس” وتحكمها بالقطاع منذ العام ٢٠٠٧.

مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، بدأ عملية اعداد لهذه القوة

وتعتقد المصادر الفلسطينية عينها، ان “القوى الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية، التي كانت اتخذت قرارا بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل، بسبب السياسة الاسرائيلية، ورفضت التدخل في اي مواجهة بين عناصر المقاومة الفلسطينية والقوات الاسرائيلية في الضفة، بدأت اخيرا تستعيد نشاطها، بعدما تلقت رسائل اميركية في هذا الشأن تتضمن ضمانات لتوفير شروط طبيعية للقيام بدورها، سواء الأمني او السياسي للسلطة والحكومة المرتقبة”.

سباقٌ جارٍ بين قرار اسرائيل باحتلال رفح، وبين قيام وتشكل قوة امنية فلسطينية باشراف فرج في رفح

على هذه الارضية، تقول المصادر بأن “سباقا جاريا بين قرار اسرائيل باحتلال رفح، وبين قيام وتشكل قوة امنية فلسطينية باشراف فرج في رفح، ستساهم في وقف استهداف الشعب الفلسطيني، وتوفر شروط قيام هدنة ولو غير رسمية في غزة، وقد تفتح الباب الدبلوماسي للحلول، في ظل رفض دولي لخطة نتنياهو لاحتلال رفح”.

السابق
بعد إغتيال «الحمساوي» مصطفى… عودة الحديث عن وجود إياد إسرائيلية على الارض!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 آذار 2024