الميناء الاميركي في غزة.. هل يكون «رصيف» إحتلال رفح؟!

أعلن البنتاغون أن 4 سفن لوجيستية تابعة للجيش الأمريكي، غادرت ميناء فرجينيا في طريقها إلى شرق البحر المتوسط​​، للمشاركة في بناء رصيف بحري قبالة سواحل غزة لنقل المساعدات الإنسانية.

قال المتحدث باسم البنتاغون، إنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل الرصيف في غضون 60 يوما وسيقدم نحو مليوني وجبة يوميا.

وفي خطاب احالة الاتحاد أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء «ميناء مؤقت» على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها القطاع المحاصر بشدة.

هل يكون ميناء غزة مجرد تمهيد للمرحلة الثالثة والكبرى من العملية العسكرية الإسرائيلية أي دخول رفح

اهداف الميناء الاميركي؟

ويثير بناء الميناء الاميركي في غزة تساؤلات كثيرة، فإن العملية ستعتمد على تعاون إسرائيل، وسيشارك مئات أو آلاف القوات الأمريكية على متن السفن قبالة الشاطئ، وذلك تماشياً مع تفويض الرئيس جو بايدن، شريطة عدم وجود جنود أمريكيين على الأرض داخل غزة. وهنا سيطرح تساؤل حول من هي الجهة التي ستقوم بتفريغ المساعدات في الرصيف ونقلها إلى الشاطئ.

وقالت منظمات إغاثية إنه بات من المستحيل تقريبا توصيل الإمدادات داخل معظم أنحاء غزة، بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي والأعمال العدائية المتواصلة، وانهيار النظام العام.

هناك تساؤلات حول من هي الجهة التي ستقوم بتفريغ المساعدات في الرصيف ونقلها إلى الشاطئ.

يثير الرصيف البحري الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاءه، في نقطة ما على ساحل قطاع غزة، الدهشة والفضول بقدر ما يثير من شكوك، لمعرفة موقعه المحتمل، وكذلك ما يخص الإجابة عن كثير من الأسئلة، التي تبدأ من طريقة تشغيله وإدارته حتى الجهات التي ستتولى التسلم والتوزيع داخل القطاع المنكوب.

وحتى الآن، لم يصرّح أحد بالموقع المحتمل لإنشاء الميناء، الذي حلمت به غزة لعقود، لكنها ستحصل الآن على رصيف منه، بينما يأمل أهلها ألا يكون ذلك بعد فوات الأوان.

معركة رفح

مصادر فلسطينية اثارت شكوكاً، حول النوايا الإسرائيلية والأميركية من وراء الإعلان عن مثل هذا المشروع، في مثل هذا التوقيت، بعد مقتل وإصابة نحو 100 ألف شخص منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضافت: «لعلهم يرغبون في إعادة إغلاق معبر رفح، لتكون تلك المساعدات التي تدخل عن طريق الرصيف البحري المؤقت، هي كل ما يمكن لأهل غزة الحصول عليه. أعتقد أنها مجرد تمهيد للمرحلة الثالثة والكبرى من العملية العسكرية الإسرائيلية… دخول رفح!

وفي سياق متصل، أفادت مصادر لشبكة CNN أن العقبة الأبرز، للخطة الاسرائيلية لاقتحام رفح تتمثل بعدم التمكن من إنجاز عملية إخلاء أعداد كبيرة من النازحين. وهنا يبرز السؤال: هل تفريغ القطاع من أهله وتغيير الخريطة الديمغرافية، هو ما تطمح إسرائيل له وتعمل لتحقيقه كمقدمة للهجوم على رفح؟ خصوصا اذا علمنا عن القرار «الإسرائيلي» المتضمّن نقل مليون فلسطيني من رفح الى الغرب، أيّ الى المكان المزمع إقامة الميناء فيه غرب خان يونس.

من الناحية السياسية،وحسب مصادر صحفية، فان بناء الميناء الاميركي في غزة، سوف يهمش الدور المصري في كلّ ما يتعلق بالقطاع. ففي حين يشكل معبر رفح بين غزة ومصر شريان الحياة الرئيسي اليومي والدائم لاتصال القطاع بالخارج، يأتي الميناء الأميركي العائم ليكون هو البديل وفي هذا صفعة استراتيجية هامة، لدور مصر الإقليمي والعربي.

السابق
إسرائيل «تسرح ولا تمرح» في سماء لبنان.. و«حزب الله» يبحث عن «جواسيسه»!
التالي
صورايخ من لبنان تدكّ مواقع اسرائيلية!