«حزب الله» و«حماس» يُهادنان.. وإسرائيل تُؤْثر الحرب على الهدنة!

علي الامين
لا صوت يعلو فوق صوت الحرب.. إلا هدنة "موعودة" تسابق أعمال عسكرية "غير تقليدية"، يتسابق "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة، قبل إنفلات الأمور، رغم الضوابط والضمانات "الهشة" بتجنبها، التي تشي بها توسع رقعة المعارك جغرافيا وعسكرياً، في ظل النوايا الإسرائيلية المبيتة والمعلنة للمضي في عدوانها، بهدف الضغط، وهي تراها فرصة سانحة، لضمان "أمن شمال إسرائيل".

الهدنة الجاري التفاوض حولها في غزة لم تحسم بعد، على رغم تفاؤل البعض بامكان حدوثها قبل شهر رمضان، وعلى رغم توقع الرئيس الاميركي جو بايدن ببدء الهدنة الاثنين، فان المواقف الاسرائيلية، وكذا حركة “حماس”، لا تدفع الى التفاؤل بتحققها في هذا الموعد، بل تبقي الامور معلقة، بسبب تباعد المواقف بين الطرفين حيال شروط الهدنة، بما يفتح الباب على تكهنات شتى.

تشيع اوساط قريبة من “حزب الله”، ان الهدنة في غزة ستتمدد الى جنوب لبنان

في موازاة ذلك، تبقى جبهة “حزب الله” مع اسرائيل متصاعدة، بين حدّي الضربات المتبادلة وحدّ الحرب المفتوحة، في وقت انتقل قرار وقف اطلاق النار أو الهدنة، من ضفة “حزب الله” الى الضفة الأخرى، اي هل ستتوقف اسرائيل ام ستستمر في عدوانها على لبنان، فيما لو تحققت الهدنة في غزة؟ فما هي:

اولا، تشيع اوساط قريبة من “حزب الله”، ان الهدنة في غزة ستتمدد الى جنوب لبنان، وان ايران التي التزمت بقرار عدم توسع الحرب، مطمئنة الى ان واشنطن لن تسمح لاسرائيل، بجر المنطقة الى حرب، لن تستطيع تل أبيب ولا واشنطن التحكم بمساراتها، وتصعيد المواجهة مع “حزب الله” مفتاح لاشتعال المنطقة، بحسب ما تنقل الاوساط عينها.

هذا التبدل يعكس قلق “حزب الله” من تراجع واشنطن عن تعهداتها بشأن الهدنة

ثانيا، عودة صواريخ “حماس” لتنطلق من جنوب لبنان اليوم باتجاه اسرائيل، وسقوط شهيدين لحركة “الجهاد الاسلامي” قبل ايام في الجنوب، كما جاء في اعلان النعي، يمثل تبدلا في موقف “حزب الله”، الذي، وفقاً للمصادر، كان تعهد لجهات غربية بوقف العمليات الفلسطينية من الاراضي اللبنانية قبل نحو شهرين، وهذا التبدل يعكس قلق “حزب الله” من تراجع واشنطن عن تعهداتها بشأن الهدنة، وينطوي على تصعيد عسكري وسياسي، في ظل التمادي الاسرائيلي بخرق قواعد الاشتباك مع “حزب الله”.

ثالثا، قيام المسؤول في حركة “حماس” اسامة حمدان بزيارة الى طهران بدعوة من المسؤولين الايرانيين، بحسب مصادر قريبة من ايران، يعكس سعيا ايرانيا الى عدم الاستئثار بقرار حركة “حماس” من قبل دول كمصر، بحيث ان حمدان وبحسب المصادر عينها، هو الى جانب كونه على صلة جيدة بايران، فانه تولى مهمات القيادي في “حماس” صالح العاروري الذي إغتالته إسرائيل في الضاحية، وكان يتولى التنسيق وادارة العلاقة بين قيادة “حماس” في غزة وايران و”حزب الله”، اما حمدان الذي غادر قبل اكثر من اسبوع لبنان، يعمل على توثيق صلة “حماس” مع ايران من جهة، وتفعيل دور ايران في اي تسوية او هدنة مقبلة في غزة.

مشروع الهدنة في غزة والقلق من استفراد لبنان من قبل اسرائيل لا يقلل من شأن قيام اسرائيل بخطوة عسكرية قد تكون اجتياحا بريا محدوداً

مشروع الهدنة في غزة والقلق من استفراد لبنان من قبل اسرائيل، رغم التطمينات الاميركية، ورغم الاجواء المطمئنة التي تشيعها اوساط قريبة من “حزب الله”، من ان اسرائيل لن تقدم على حرب في لبنان، فان ذلك لا يقلل من شأن قيام اسرائيل بخطوة عسكرية قد تكون اجتياحا بريا محدوداً، او عمليات تطال اهداف نوعية في العمق اللبناني، لاجبار “حزب الله” على تسوية تلبي مطلب اسرائيل، بما يسميه قادة جيشها “أمن شمال اسرائيل”، وهو عنوان لطالما كان مقدمة حرب ضد لبنان، ولعل في ذلك ما يذكر باجتياح اسرائيل عام ١٩٨٢، الذي اطلقت عليه اسرائيل اسم “عملية سلامة الجليل”.

السابق
كأسٌ مُرٌّ تتجرّعه عائلة الراحل فادي ابراهيم بعد وفاته.. فاجعة الموت تأبى مغادرتهم!
التالي
عدوان اسرائيلي على دمشق.. وشهداء لـ«الحزب»