«توتال» تتملّص من مهمتها.. ونفط لبنان يدخل «بازار» معركة الجنوب وتسوية حرب غزة!

لبنان النفط

يغرق لبنان في مهب المجهول، فالفراغ يستحكم به وزاده الوضع في الجنوب “ضبابية”، إذ لا يوجد في الأفق أي بوادر لحلحلة قد تنقذه من “نار” حرب تلوح في أفقه، ما لم تتمكن المحاولات الخارجية من تلقف المحظور قبل حصوله على خلفية تداعيات حرب غزة التي تلعب دورها أيضاً ليس فقط على جبهة الجنوب، بل في تحديد مستقبله “النفطي”، وهو ما عكسته تطورات الملف الأخيرة.

يبدو أن منحى المنطقة السياسي سينعكس على مستقبل لبنان “النفطي” فبعد إغلاق دورة التراخيص الثانية في تشرين الأول الماضي


وفي وقت تقوم إسرائيل بتلزيم بلوكاتها المحاذية للبلوكات اللبنانية، يبدو أن منحى المنطقة السياسي سينعكس على مستقبل لبنان “النفطي”، فبعد إغلاق دورة التراخيص الثانية في تشرين الأول الماضي، قدم تحالف الشركات عرضين لتلزيم البلوكين 8 و10 الحدوديين واستكمال البحث في البحر اللبناني،على الرغم من أن تجربته في البلوكين 4 و9 لم تكن ايجابية، وفيما يترقب لبنان تسلّم التقرير المفصّل من شركة “توتال إنرجيز” حول نتائج الحفر في البئر الأولى في حقل قانا المحتمل في البلوك 9 أواخر الشهر الجاري، والذي أعلنت فيه سابقاً أنه” لا غاز في البئر الإستكشافية الأولى في حقل قانا”، تحوم الشكوك حول ما تم اعلانه، خصوصاً أن النتيجة أتت قبيل بدء عملية طوفان الأقصى في غزّة، كما تم ربط مغادرة الحفّارة “ترانس أوشن” المياه اللبنانية بالأحداث السياسية الطارئة.

برز التباين ببن وزارة الطاقة والكونسورتيوم المؤلف من “توتال” الفرنسية و” إيني” الإيطالية و” قطر للطاقة” جراء رفض توتال تقليص مهلة المسوحات الزلزالية

النفط في لبنان
النفط في لبنان


وسط ذلك، برز التباين ببن وزارة الطاقة والكونسورتيوم المؤلف من “توتال” الفرنسية و” إيني” الإيطالية و” قطر للطاقة” جراء رفض توتال تقليص مهلة المسوحات الزلزالية، في البلوك رقم 8 والحفر، في البلوك رقم 10 ، وفي حال عدم التمديد، يعاد إدراج البلوكين 8 و10 في دورة التراخيص الثالثة، إذ أن لبنان يشترط على “توتال” في حال كانت تريد استمرار هذه العملية حتى العام 2027، إنجاز البتّ في هذه العملية، في مهلة أقصاها سنة ونصف، وسط تأكيد على أن وزارة الطاقة سعت لضمان مصالح الكونسورتيوم، في العرضين المقدمين، إلا أنها مصرة على الإسراع في عمليتي المسح الزلزاليّ والحفر.

توتال


انتهت الخميس الماضي المهلة التي منحتها الحكومة ووزارة الطاقة لـ” توتال” مع بقية أعضاء الكونسورتيوم لتعديل العرضَين المتعلقين بالبلوكين 8 و10، بعد أن أخذ مجلس الوزراء بملاحظات وزير الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول مع تعديل في الشروط المالية التقنية والزمنية، ومنح “توتال “مهلة حتى منتصف شباط الجاري لتعديل عرضيها لما يتضمنانه من تسويف ومماطلة الا أنها لم تبلغ الجانب اللبناني قرارها النهائي، وتاليا لم يتم توقيع العقد معها ، على الرغم من ابقاء الباب مفتوح أمامها في حال وافقت على الشروط .

بات جلياً بأن ملف التنقيب البحري تسيطر عليه السياسة وتؤثر فيه بصورة مباشر


بناء على ما حصل، بات جلياً بأن ملف التنقيب البحري تسيطر عليه السياسة وتؤثر فيه بصورة مباشر، إذ تعيد “توتال”، السيناريو ذاته الذي اعتمدته في عملية التنقيب في البلوكين 4 و9 والتقيد بالتزاماتها بالتنقيب عن النفط في المياه اللبنانية، وسط تأكيد على أن النتائج الأولى لا تلغي إمكانية إكتشاف غاز في حقل قانا في بئر آخر ، أو في البلوك 9، وبالتالي فإن لبنان ينتظر تقرير”توتال” المفصل عن نتائج حفر البئر الأولى في قانا لتتم دراسته والبحث مع الكونسورتيوم في تسريع عملية الإستكشاف إذا كان لديها النيّة في ذلك، إلا أنها تتملص من ذلك كما أن الشركات العالمية لا تملك حرية التقدم بطلب تلزيم للتنقيب في بلوك بحري معيّن، على عكس ما كان حاصلا في مراحل سابقة في لبنان، وهي خطوة تتطلب أيضاً مراسيم جديدة، ما يثير التساؤلات حول مصير “نفط” قد يكون، في حال وجوده، عرضة للدخول في بحر تجاذبات مفاوضات الحرب القائمة و “بازار” التسوية التي يتم العمل عليها في المنطقة.

السابق
نفّذ أكثر من 11 عملية سلب بقوة السلاح وشعبة المعلومات توقفه
التالي
المسيرات تخرق اجواء اسرائيل.. إعلام عبري: هل اكتشف حزب الله ثغرة في منظومة الدفاع الجوية؟!