مليون و 300 ألف غزاوي عُرضة للإبادة في رفح.. والتصريحات «رفع عتب»!

إن “اغتيال” مساعدات “الأونروا” هو مؤشر لضوء أخضر دولي لاجتياح رفح، وهو تعريض 1.300.000 غزاوي (بحسب أرقام الأمم المتحدة)، من ساكني رفح لمخاطر الإبادة الجماعية أو “على الأقل” لخطر التهجير القسري. وهو أيضاً غطاء سياسي دولي لقرارات حكومة نتنياهو لإنهاء غزة، أياً تكن تصريحات “رفع العتب” المنمقة التي تعاتب اسرائيل بين حين وآخر، من دون أي إدانة بالطبع، ومن دون أي محاولة جدية، للحصول على الأقل لوقف إطلاق النار، ولو مؤقت.

فالرئيس الأميركي وإدارته، يريدان أن تنتهي اسرائيل من رفح وغزة بأسرع وقت، ليتمكنا من التفرغ للحملة الرئاسية الأميركية، من دون تطورات مفاجئة، “انهوا رفح بأسرع وقت ممكن”، هذه هي كلمة السر الأميركية في الحرب على غزة اليوم. وذلك، مع “استقرار” مواز في القتال على الجبهة الروسية – الأوكرانية، مريح للانتخابات الأميركية.

فالرئيس الأميركي وإدارته يريدان أن تنتهي اسرائيل من رفح وغزة بأسرع وقت

الأوروبيون من جهتهم في وادٍ آخر، مع غطاء واقعي لاجتياح رفح، فهم يتحضرون “عسكرياً” مع أساطيلهم لمهمة في البحر الأحمر، والمهمة توصف بالدفاعية (في الأساس على الأقل)، لحماية السفن في عملية “أسبيدس” بقيادة ايطالية، بالإضافة الى الفرنسية واليونانية، وبمشاركة هولندية وألمانية وبلجيكية ودانمركية.

الفرنسيون، من جهتهم يساندون بوضوح الموقف الاسرائيلي، وخاصةً مع ما كان ورد على لسان وزير خارجيتهم ستيفان سيجورنيه في مجلس النواب الفرنسي، أنهم لا يرون أن ما يجري في غزة “حرب إبادة”.

أما الأمم المتحدة، فهي كمؤسسة، في حالة عجز فعلي وانقسام عامودي في مجلس الأمن، تخفف من وطأته شجاعة الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي لا يألو جهداً بالتحذير من عواقب اجتياح رفح انسانياً وسياسياً.

الأمم المتحدة فهي كمؤسسة في حالة عجز فعلي وانقسام عامودي في مجلس الأمن

أكثر من 30.000 قتيل في غزة و70.000 جريح و 200 ألف وحدة سكنية مدمرة في غزة… قبل اجتياح رفح، فكيف ستكون الحصيلة بعده، مع كارثة انسانية إضافية؟!

اسرائيل لن تتراجع عن تنفيذ الاجتياح، مع تراجع فرص الهدنة، إلا إذا استسلم قياديو “حماس” وأعلنوا عن نيتهم بالخروج من القطاع، وفي الحسابات الاسرائيلية، فإن الاجتياح سيحصل مع هدنة أو بعدها.

اسرائيل لن تتراجع عن تنفيذ الاجتياح مع تراجع فرص الهدنة إلا إذا استسلم قياديو “حماس”

أما الأخطر، فهو أن أهل القطاع سيجدون أنفسهم بين كارثتين إنسانيتين مريرتين: العدو وراءكم ومعبر رفح أمامكم، فيما المجتمع الدولي يكرر ما قاله السيد المسيح ليوضاس حين أراد تسليمه للصلب والموت: “ما تريد أن تفعله افعله بسرعة”!

السابق
«حزب الله».. شعارات «حق يراد بها باطل»! 
التالي
خامنئي مَحظور على إنستغرام وفيسبوك