استطلاع للرأي: نصف الإسرائيليين يرون أولوية استعادة الأسرى على تدمير حماس.. وتحذير من حرب شديدة على لبنان!

الجيش الاسرائيلي حرب غزة

أظهر استطلاع للرأي أجراه “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية” أن 51% من الإسرائيليين يعتقدون أن استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يجب أن تكون الهدف الرئيسي للحرب، في ظل مفاوضات مستمرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ووفقا للاستطلاع، فقد قال 36%، وهم من اليمين المتطرف، أن هدف الحرب يجب أن يكون تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع.

وكشف الاستطلاع أن 71% من الإسرائيليين يعتقدون بوجوب إجراء انتخابات عامة في البلاد قبل موعدها المحدد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2026.

وكان استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نشر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أظهر أن 67% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة جديدة لإطلاق الأسرى المحتجزين لدى حركة “حماس” في غزة مقابل وقف إطلاق النار، في حين اعترض 22% و11% أجابوا بلا أعرف.

وأشارت نتائج ذلك الاستطلاع إلى أن 33% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الحكومة في مقابل 46% قالوا إن الوزير في المجلس الحربي بيني غانتس هو الأنسب لهذا المنصب و20% لم يعطوا إجابة محددة.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لعقد صفقة تبادل أسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس.

وأعلنت حركة “حماس” اليوم الخميس أن وفدا منها وصل العاصمة المصرية القاهرة لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

والأربعاء، كشفت مصادر فلسطينية عن موافقة “حماس” على مقترح خطة لتبادل الأسرى والتهدئة في قطاع غزة، وأضافت إليه ملحقا مفصلا لتنفيذ مراحله، واشترطت أن يكون جزءا من الخطة.

وقالت المصادر إن رد “حماس” على مقترح إطار باريس الذي قدم إليها الأسبوع الماضي، تضمن خطة من 3 مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بشكل كامل من الجانبين وتبادل الأسرى والجثث.

في المقابل، قال نتنياهو إن النصر الكامل في غزة أصبح في المتناول، وأكد أن حكومته لم تلتزم بأي وعود بشأن الصفقة التي اقترحتها حركة “حماس” لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أن المفاوضات ما زالت مستمرة.

وجدد نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء، وعده بمواصلة الحرب حتى القضاء على “حماس”، مشيرا إلى أن تحقيق الأهداف الإسرائيلية في هذه الحرب مسألة أشهر، وأنه لا رجعة عن الانتصار فيها.

وتقدّر إسرائيل وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.

على وشك الخروج عن نطاق السيطرة

رأت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “الأحداث في الشرق الأوسط قد تكون على وشك الخروج عن نطاق السيطرة. ومع استهداف حماس في غزة، وحزب الله في جنوب لبنان، والحوثيين في اليمن لإسرائيل والغرب، فإن تدخل إيران غير المباشر يبدو جلياً. لكن هل طهران مهددة بفقدان السيطرة على التصعيد الذي بدأته؟ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، استهدف الحوثيون السفن البريطانية والأميركية مرة أخرى، بعد الجولة الثالثة من الضربات الانتقامية ضد البنية التحتية العسكرية للجماعة في عمق الصحاري اليمنية الشمالية. وفي أماكن أخرى، نفذت الولايات المتحدة ضربات ضد الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا ردا على الهجوم الصادم بطائرة مسيّرة في الأردن الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة أكثر من 40 آخرين”.
وبحسب الصحيفة، “ليس هناك شك في أن إيران لديها مصلحة في استخدام قواتها بالوكالة للقيام بعمليات عسكرية ضد الغرب، لسبب واحد، وهو أنها ليست قوية بما يكفي للفوز في مواجهة مباشرة. ولذلك فإن العسكريين والمستشارين الإيرانيين موجودون مع الحوثيين، ويوفرون إحداثيات الاستهداف للصواريخ الباليستية التي زودتهم بها طهران والتي تستهدف السفن في البحر الأحمر. وتستضيف المجموعات العراقية والسورية، التي نفذت ما يقرب من 200 هجوم ضد القوات الأميركية منذ تشرين الأول الماضي، أفرادًا عسكريين إيرانيين وبنية تحتية إيرانية عبر معسكراتها، وتوفر هذه الشبكة لطهران درجة من الإنكار الاستراتيجي”.

وتابعت الصحيفة، “إن “محور المقاومة” المزعوم هذا كان يتولى تنسيقه في السابق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حتى اغتياله على يد الولايات المتحدة عندما كان دونالد ترامب رئيسًا. ويُعتقد أن أحد أهداف مقتله كان تعطيل الروابط بين النظام في طهران ووكلاءه في كل أنحاء الشرق الأوسط، وذلك لتقليل قدرتهم على إحداث الفوضى في كل أنحاء المنطقة. ومع ذلك، هناك الآن تكهنات في دوائر الدفاع بأن هذه الاستراتيجية ربما كانت ناجحة للغاية. في الواقع، قد يكمن الخطر في أن الرئيس الجديد لفيلق القدس، إسماعيل قاآني، وهو شخصية مختلفة إلى حد ما عن سليماني، أطلق العنان لقوات لم يعد قادرا على توجيهها”.

ورأت الصحيفة أن “هذا من شأنه أن يزيد من أهمية قيام الغرب بوضع حد نهائي للهجمات التي تشنها جماعات مثل الحوثيين واستعادة قوة الردع الفعالة. ومن الواضح أن الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن لم تنجح في إضعاف قدرة تلك الجماعة بشكل دائم على تعطيل الشحن الغربي، على سبيل المثال. ورغم أن حزب الله لم يشن هجوماً واسع النطاق على إسرائيل بعد، إلا أنه من الممكن القيام بما هو أكثر بكثير من أجل إقناع وكلاء إيران بأن رد الفعل من جانب الغرب سيكون مدمراً إذا اختاروا القيام بذلك. وفي الواقع، لم تُمنح إيران الحافز الكافي لكبح جماح الجماعات التي دعمتها لفترة طويلة. إذاً، يتعين على الغرب أن يتراجع بقوة، ويتعين على أميركا أن تقف بحزم وتضرب أهدافاً ذات معنى، وليس معسكرات فارغة، من أجل إجبار إيران على التراجع والتخلي عن هذه الجماعات بالكامل، قبل أن يتسبب مقاتلوها في تصعيد أوسع نطاقاً”.

وختمت الصحيفة، “إذا فشلت إيران في وقف تصعيد وكلائها، فيجب تكثيف أهداف صواريخ كروز الأميركية. إذاً على الغرب أن يتحلى بالجرأة في التعامل مع إيران، وكما قال ونستون تشرشل: “لا يمكنك التفاوض مع النمر، ورأسك في فمه”.”

استعداد اسرائيل لحرب ضد لبنان

اعتبر محللون إسرائيليون أنه من الضروري إستعداد إسرائيل لشنّ حرب ضد لبنان وتغيير الوضع الإستراتيجي القائم هناك، محذرين من عدم وجود أي جهوزية لدى إسرائيل لمواجهة “حزب الله”.

يقولُ رئيس الموساد الإسرائيلي سابقاً اللواء داني ياتوم إنّه من الأفضل لإسرائيل أن تكون في حالة هجوم ضمن ساحة واحدة، فيما تقوم بمهمة دفاعية في جميع الساحات الأخرى.

وفي تصريحٍ عبر إذاعة “نورث 104.5 إف إم”، قال ياتوم إنه “يجب بذل الجهود الآن لمنع حدوث تصعيدٍ كبير في شمال إسرائيل ضد حزب الله” بالتوازي مع حرب غزة، وقال: “ربما لن يكون هناك خيار آخر وسيأتي يوم وربما ليس ببعيد، نضطر فيه إلى إخراج قوات الرضوان وحزب الله بالقوة من الخط الحدودي إلى شمال الليطاني في لبنان على الأقل، ولكن طالما أن هذا ليس ضرورياً وأساسياً، ونحن مستمرون في القتال في القطاع الجنوبي من قطاع غزة، فمن الأفضل أن نكون في موقع الهجوم في قطاع آخر وفي جميع القطاعات الأخرى في حالة دفاع”.
وشدّد ياتوم في حديثه على أنه من الأفضل أن تأخذ إسرائيل وقتاً أطول قليلاً لتنظيم نفسها، وقال: “لا ينبغي لنا أن نتسرع في اتخاذ قرار بشأن العمل العسكري، ولكن من الأفضل أن نعطي الفرصة أولاً للمفاوضات”.

وتطرّق ياتوم إلى دور قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، واصفاً إياها بـ”قوة ضعيفة تخشى حزب الله، ولن تكون قادرة على إظهار القوة المطلوبة، وبالتالي يجب البحث عن قوّة أخرى”.

من جهته، قال اللواء غي تسور، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الإسرائيليّ، أنه “تل أبيب الإستعداد لحربٍ شاملة مع حزب الله”، وقال: “إذا لم يرَ أمينُ عام حزب الله حسن نصر الله أننا نستعد بشكل جدي، فسنكون في مشكلة خطيرة ولن يكون هناك أي حل. لذلك، على نصرالله أن يرى أننا في حالة استعداد”.

أما الباحث الإسرائيلي مايكل ميلشتاين، فحذر بدوره من بداية حرب شديدة في لبنان، وقال: “في الأيام الأخيرة كان هناك انفراج محتمل في ما يتعلق باتفاق ربما لن نحتاج عبره إلى حرب لسحب الرضوان التابعة لحزب الله من الحدود. الفرنسيون يضغطون على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى لا يتقدم باتجاه لبنان قبل أن ينهوا شؤونهم السياسية هناك”.

وأردف: “يجب أن نكون جادين بشأن تغيير الوضع الإستراتيجي في لبنان، ونحن نعرف كيف نبدأ ذلك ولكن يمكن للأمور أن تنتهي إما في ثلاثة أيام أو في حرب لبنان الثالثة”.

السابق
أطلقوا نار على دورية للجيش خلال عمليّة دهم!
التالي
بالفيديو: اغتيال قيادي في حزب الله.. وهذه تفاصيل استهداف السيارة بالنبطية