حرب غزة «تُنهك» إيران «اللاهثة» وراء هدنة.. و«العين» على سوريا!

يبدو ان الحرب الطاحنة على غزة، ووصول شررها و"شرورها" الى المنطقة، قد أنهكت الأطراف المتحاربة في الميدان، وتحديدا دولها الراعية، التي بدأت تضرب "أخماسها بأسداسها"، بدءا من إيران التي ربطت "زندها العراقي"، إمتصاصاً للغرب الاميركي، وسحب كوادرها من سوريا، إثر تحولها الى ساحة لتصفية الحسابات على أرضها، وعدم الركون الى ولاء بشار الأسد، وصولا الى تكثيف الجهود نحو هدنة في غزة، تأسيساً لوقف إطلاق النار، لتجنيب المنطقة، تحت سقف المكاسب، المزيد من التدهور والفوضى.

نحو اربعة شهور مرت على عملية “طوفان الأقصى”، ولم تزل حكومة الحرب الاسرائيلية، تسعى الى تحقيق وقائع جديدة وكاملة في قطاع غزة، تتيح لاسرائيل ما يقضي نهائياً، على اي تهديد لمستوطنيها في الجنوب، وضمن غلاف غزة، فضلا عن شلّ قدرة حركة “حماس” العسكرية، وقتل قادتها في الميدان، من يحي السنوار الى محمد ضيف ومروان عيسى.

اسرائيل التي دمرت مفاصل الحياة الممكنة في القطاع، انجزت الى حدّ كبير خطوة، جعله مكانا غير قابل للعيش فيه، ولعل ذلك هو الهدف الاول لاسرائيل، اي القضاء على غزة نفسها، بكل ما فيها وليس “حماس” فحسب.

مجزرة الفاخورة غزة

هذه الحرب المستمرة في غزة، فتحت النوافذ على المنطقة بمجملها، ليس لبنان فحسب، بل بدت سوريا مسرحاً لتطور الاعتداءات الاسرائيلية، من خلال استهداف نوعي لمفاصل النفوذ الايراني فيها، من خلال قتل قيادات بارزة في الحرس الثوري الايراني، وآخرها اغتيال المستشار العسكري للحرس سعيد علي دادي، الذي وصفته وكالة “تسنيم” الايرانية بـ”المدافع عن العتبات المقدسة”.

الحرس الثوري الايراني

ما نقلته “رويترز”، عن سحب ايران لمستشارين وكوادر في “الحرس الثوري” من سوريا، وان لم تنفه ايران حتى الآن، يمكن ادراجه في إطار المناورة الايرانية، التي تحاول امتصاص الغضب الاميركي، بعد استهداف القاعدة الاميركية قبل ايام، وسقوط ثلاثة قتلى اميركيين، وعدد كبير من الجرحى تجاوز الثلاثين.

تطورات على اكثر من صعيد دولي واقليمي، تدفع باتجاه مرحلة جديدة

فبعد اعلان انكفاء الفصائل العراقية الولائية، عن مهاجمة القواعد الاميركية بأمر ايراني، كما اكد اكثر من مصدر عراقي، واستجابة كذلك لضغوط حكومية عراقية، تحسست مخاطر هذه المواجهات على الحكومة والعراق ايضا، اشارت اوساط دبلوماسية غربية في بيروت، الى ان تطورات على اكثر من صعيد دولي واقليمي، تدفع باتجاه مرحلة جديدة، تقوم على “تثبيت الهدنة في غزة، بما يدفع نحو انجاز خطوات سياسية، تمهد لوقف دائم لاطلاق النار”.

الرئيس السوري بشار الأسد يطمح الى اعادة تعويم نظامه، وهو يتطلب ايجاد وظيفة جديدة، قد يكون منها وقوفه متفرجاً في احداث غزة

وفي هذا السياق، تفسر مصادر مطلعة ان “التركيز الاسرائيلي وبدعم اميركي، على استهداف قيادات في “الحرس الثوري” في سوريا، باعتبارها الحلقة الاضعف، ويأتي ذلك في ظل عدم انزعاج روسي من ذلك، بسبب حاجة روسية الى تعويض الانكفاء الروسي، الذي سببته الحرب الاوكرانية وملأته ايران، علما ان الرئيس السوري بشار الأسد، يطمح الى اعادة تعويم نظامه، وهو يتطلب ايجاد وظيفة جديدة، قد يكون منها وقوفه متفرجاً في احداث غزة، وتقديم خدمات امنية لوجستية لخصوم ايران، عن وجودها الامني والعسكري فيها.

بشار الاسد

وكانت جهات عراقية قريبة من مجريات الحوار الاميركي-الايراني، قد اكدت ان ايران “ابدت استعدادا لبحث عملية خروج قواتها من سوريا، لكن هذا الاستعداد لم يلق اهتماما اميركيا، ومرد ذلك، ان سوريا لم تعد الغنيمة، التي يطمح العرب او الغرب للحصول عليها، بسبب كلفة اعبائها، التي لا توازي المكاسب، التي يمكن ان تتحقق من السيطرة عليها.

الانسحاب الايراني من سوريا لم يعد مطلباً ملحاً

الانسحاب الايراني من سوريا لم يعد مطلباً ملحاً، هذا ان كان ملحاً من قبل واشنطن، وقد تكون طهران في هذه المرحلة، هي من يهدد بالانسحاب، طالما ان غياب اي بديل، قادر على ضبط المعادلة العسكرية والامنية في الميدان ليس متوفرا، وطالما ان الفوضى في مناطق النظام، ولا سيما الجنوب، عنصر تهديد لا جدال فيه، لإسرائيل اولاً.. والاردن ثانياً.

السابق
«العدل للبنان العدل للقمان».. الذكرى السنوية الثالثة للقمان سليم في جوار مرفأ بيروت
التالي
هؤلاء الذين يُقتلون او يُجرحون او يرتعبون أياما قبل الهدنة