هؤلاء الذين يُقتلون او يُجرحون او يرتعبون أياما قبل الهدنة

غسان صليبي

الهدنة الثانية
بين حماس وإسرائيل
أصبحت وشيكة.

بانتظارها
يموت بشر من غزة
ويُجرح ويرتعب ويتعذب
آخرون.

واضح ان لا تغيير
في موازين القوى العسكرية
قبل الهدنة
بل مراوحة،
اي الإستمرار بالقتل والتدمير
حتى الإعلان عن الاتفاق.

فترة المراوحة
لا تأخذ بعين الاعتبار
عدد القتلى والجرحى الاضافيين،
او عدد المنازل الإضافية المهدّمة،
او حجم الرعب والعذاب والقلق
الذي يتعاظم ويتعاظم ويتعاظم
فيصل الصراخ الى السماء.

المراوحة قبل الهدنة
ضرورية للطرفين،
إسرائيل وحماس،
لإجراء حسابات الربح والخسارة
السياسية لكل منهما
نتيجة الاتفاق،
لا سيما وان مستقبل
نتنياهو مهدد داخليا،
ومستقبل حماس
على بساط البحث
الفلسطيني والعربي والدولي.

كل هذا المزيد
من القتلى
من الرعب والعذاب
من التدمير
في غزة،
هو في انتظار حسابات المستقبل
عند نتنياهو وحماس،
فيما شعب غزة
لم يعد يثق
بأي مستقبل له،
وكل لحظة في الحاضر
هي حياة او موت بالنسبة له.

يُسمّون قتلى الحروب
شهداء،
وجرحى الحروب
شهداء احياء،
ماذا نسمّي هؤلاء القتلى والجرحى
الذين يسقطون في الوقت الضائع
بين السلم والحرب
في انتظار هدنة،
فلا هم قتلى وجرحى
حرب يمكنها أن تستمر الى الابد،
ولا هم قتلى وجرحى
سلام يريد أن يبدأ؟

القتلى والجرحى
الذين يسقطون قبيل هدنة،
يعطون أصدق معنى
لقتلى وجرحى الحروب
بشكل عام،
فهم وقود بلون احمر الدماء،
لإشعال المفاوضات
على مستقبل قيادات
الاطراف المتنازعة،
وللتضليل حول الأهداف الحقيقية
لهذه المفاوضات.

السابق
حرب غزة «تُنهك» إيران «اللاهثة» وراء هدنة.. و«العين» على سوريا!
التالي
خلف يدعو لـ«التصدّي»: نحن في حالة إنقلابية!