على وقع الإتصالات الدولية الواسعة، بشأن التوصل إلى إتفاق هدنة، بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس، يتخلله تبادل للاسرى على مراحل، تترقب الجبهة اللبنانية هذه الإتصالات، كونها جزء لا يتجزأ من أي إتفاق بشكل غير مباشر.
وإذا ما حصل اي اتفاق بهذا الخصوص، فإن جبهة الحدود اللبنانية – الفلسطينية، ستعود إلى هدوئها، كما كان الوضع قبل الثامن من تشرين الاول العام 2023، ووقف أعمال الإسناد والإشغال، التي يتولاها “حزب الله”، منذ اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين، في حين إستمرت عمليات وقف إطلاق النار في غزة، داخل فلسطين المحتلة .
فعملية الإشغال والإسناد، الممتدة بطول حوالي، مئة وعشرين كيلو مترا، إنطلاقا من رأس الناقورة وحتى كفرشوبا وشبعا، طاولت خلال هذه الفترة (115 يوما).
أكثر من خمسين موقعا وتجمعا ومستوطنة وقاعدة جوية، تابعة للاحتلال الإسرائيلي، في مناطق الجليل
الغربي والأعلى، وصولا إلى بعض المواقع داخل الأراضي السورية، ألحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة، ونزوح حوالي مئة الف مستوطن، من المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، بعمق يتجاوز، ثمانية كيلو مترات، في حالات كثيرة.
وعلى مدى أيام الاشغال والإسناد، التي أدخل فيها “حزب الله” للمرة الأولى صواريخ جديدة إلى الميدان ( بركان، فلق1) وطائرات إنقضاضية، سجل إستشهاد أكثر من مئتي شخص، من بينهم حوالي 175 من عناصر حزب، وثلاثة صحفيين ومواطنين مدنييين وغيرهم، إلى جانب نزوح أكثر من 85 ألف فرد من القرى والبلدات الحدودية، بعمق يزيد على السبعة كيلو مترات، خصوصا في القطاع الغربي، وتدمير ما يزيد على المئتين وخمسين وحدة سكنية تدميرا كاملا وتضرر آلاف المنزل وإحراق خمسة ملايين متر مربع من الأراضي المزروعة بالزيتون وأشجار السنديان، على طول الحدود، وأضرار في الثروة الحيوانية والقطاعات الصحية والتربوية، وخسائر بالغة غير مباشرة، ستظهر نتائجها الإقتصادية تباعا.
الحراك الدولي، المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، لم يخفف من وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، وإن كانت تراجعت نسبيا، ربما بسبب الطقس، حيث شنت الطائرات الحربية غارات عنيفة على ميس الجبل، مستهدفا مبنى سكني مؤلف من أربع طبقات، وغارات مماثلة على الخيام وعيتا الشعب وحولا، بينما هاجم “حزب الله” ثلاثة مواقع، في كل من حدب يارين، حدب عيتا الشعب والوزاني.
