«حزب الله» يحصن «جبهته» العسكرية.. بالرئاسية!

يعود الملف الرئاسي ليطل برأسه، على الرغم من كل صخب المعارك الجنوبية والحرب على غزة، جراء مصلحة "حزب الله" في إعادة إطلاق عجلته و"التمترس" خلفه لتحصين وجوده، بعد وضعه "العصي في الدواليب" (من دون ان يعني ذلك عدم المناورة)، لإستشعاره بخطر سحب البساط الدولي كلياً عنه وعن لبنان، في موازاة جنون إسرائيلي في الميدان، لا يبدو ان الحزب في "أفضل أحواله" لصده ومواجهته.

الانتخابات الرئاسية تتحرك بعد جمود، عطل اجراءها بأشكال عدة وتحت عناوين شتى، من الاتفاق على الرئيس قبل الانتخاب، وانتخاب المرشح الوحيد سليمان فرنجية بزعم الرئيس نبيه بري، والحوار قبل الرئيس، وفي ظل احداث غزة وجنوب لبنان، ليس وقتا مناسبا لانتخاب الرئيس، كما اوحى امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، وغير ذلك من الذرائع والحجج، التي تحاول تبرير تعطيل عملية الانتخابات.

الفراغ الرئاسي بعبدا
الفراغ الرئاسي

لعل زيارة السفير الإيراني مجتبى أماني لنظيره السعودي وليد البخاري في دارته في اليرزة، فتح الباب على مشهد مختلف، وهو لقاء ترافق مع الغاء زيارة وفد سفراء الخماسية الدولية الى بري، والاستعاضة عنها بحسب المعلومات، بزيارة سيقوم بها البخاري الى “عين التينة” غدا (الثلاثاء)، في ظل معلومات عن زحزحة طالت موقف “الثنائية الشيعية”، التي باتت اكثر تقبلا لبحث جدي في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما تردده مصادر قريبة من بري، عن انه يفصل بين ما يجري في الجنوب وانتخاب الرئيس.

تبدل موقف الحزب من التعطيل الى التحريك، وربما وصولا الى الانتخاب، هو استشعار “حزب الله” مخاطر جدية

ويمكن ان يكون افراج “حزب الله”، عن خبر لقاء جرى قبل اسبوعين جمع بين نصرالله ومرشحه فرنجيه، يحمل دلالة اضافية على انتقال “حزب الله”، الى مرحلة الاستعداد لبحث الخيارات ودرسها في شأن الرئاسة.

وبحسب بعض المتابعين، فان تبدل موقف الحزب من التعطيل الى التحريك، وربما وصولا الى الانتخاب، هو استشعار “حزب الله” مخاطر جدية، على مستوى المواجهة مع اسرائيل، في ظل تفوق امني وعسكري اسرائيلي، يواكبه اصطفاف دولي، يبدو اقرب لإسرائيل منه للبنان، خصوصا بعد الرسائل التي وصلت الى الحزب، بشأن التهدئة على جبهة الجنوب من الجانب الاميركي ومن فرنسا ودول اوروبية، وتعامل معها “حزب الله” بالرفض، على قاعدة ان لا تهدئة قبل وقف النار في غزة.

“حزب الله” استشعر الانكفاء الدولي والعربي عن لبنان، ولمس مخاطر لا يستطيع تلافيها وتفاديها

تلفت المصادر الى ان “حزب الله”، “استشعر الانكفاء الدولي والعربي عن لبنان، ولمس مخاطر لا يستطيع تلافيها وتفاديها، لا في الميدان ولا في السياسة، وان المرحلة الحالية كانت تنذر بعزلة لبنانية على المستوى الخارجي، انطلاقا من ان لا ابواب مفتوحة لأي حل في الداخل، ودائما ما يشار الى “الثنائية الشيعية” كمعطل، والى” حزب الله” تحديدا، كرافض لبحث اي حلول قبل غزة.

خطر رفع المظلة الدولية، وحال الجنون التي يعيشها رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، دفعا “حزب الله” الى محاولة استعادة الزخم الخارجي ومنع انكفائه عن لبنان، كوسيلة لتسييل هذا الاهتمام من بوابة الرئاسة الاولى، في مزيد من خلق شبكة أمان، في مواجهة اي خطوة مفاجئة، قد تقوم بها اسرائيل ضد “حزب الله” ولبنان.

قصف اسرائيلي جنوب لبنان
قصف اسرائيلي على الجنوب

تم الافراج عن ملف الرئاسة

من هنا، تتقاطع المصادر على فكرة، انه “تم الافراج عن ملف الرئاسة، لكن الوصول الى الرئيس، رهن بما يتم من تسهيلات مرتبطة بشكل رئيسي ب الحزب، طالما ان ما عداه مستعد لرئيس تسوية، بدل رئيس تحد او مرشح فريق.

السابق
٢٠٠ شهيد على الأقل.. حصيلة مؤلمة للعدوان الاسرائيلي على الجنوب!
التالي
آلة الحصار والدمار الإسرائيلية تُطوّق القرى الحدودية وتحصد ٣ شهداء