طبول الحرب تُقرع «كلامياً».. والرهان على الميدان!

جنوب لبنان ميس الجبل قصف اسرائيلي

لم يلجم التحرك الديبلوماسي الذي تقوم به الولايات المتحدة الاميركية وقطر، من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة. عادت لغة الحرب، بعد إنكفائها، وتصاعدت بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين بين “حزب الله” واسرائيل، وفتحت الباب على “جهنم” الحرب في المنطقة.
الخطاب التهديدي بإندلاع حرب في المنطقة، تزامن مع تطورات ميدانية، إن على الحدود مع لبنان، أو هجمات الحوثيين في البحر الأحمر كما الاستهدافات في سوريا والعراق والضربات الايرانية والرد عليها.

وقد أثار قيام الجيش الإسرائيلي بمناورة عند الحدود الشماليّة مع لبنان وسط التوتر مع “حزب الله”، التساؤلات عن مغزاها وجدواها في “توقيت” تزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بشن حرب واسعة على لبنان حيث أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن احتمالات الحرب علي الجبهة الشمالية (لبنان) أعلى مما كان عليه في الماض، كما جزم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير أنه لا مفر من بدء حرب حقيقية في الشمال مع لبنان”.

بصورة مفاجئة انقلب “خطاب التهدئة” والخشية من انفلات الأوضاع الى منحى معاكس، فطهران التي وصفت إعادة تصنيف الحوثي على قوائم الإرهاب بأنه يثير التوترات، عادت لتجدد تأكيدها بأن عودة الهدوء للمنطقة يتطلب وقف الحرب على غزة، وهم ما عكسه أيضاً عبارة “هلا ومرحب” التي وردت على لسان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في رده على التصعيد الكلامي الإسرائيلي، وبات التلويح بالحرب سلاح المرحلة عبر “رفع الأسقف” بالتهديد.

وصلت “الحرب النفسية” إلى ذروتها، بالتوازي مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية جنوباً، على وقع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، فيما “حزب الله” رد على طريقته من دون أن يوفر أميركا التي دعاها منها الى ” أن تخاف على أداتها في المنطقة وقاعدتها العسكرية”.

يبدي “حزب الله” استعداده :خطابياً” لتوسع رقعة الحرب، الا أنه يتريث بانتظار ما ستؤول اليه “مفاوضات طهران السرية” خلف الكواليس، وهي تستخدمه ك”شماعة” للتهديد علها تتمكن من اقتناص ما تبتغيه دبلوماسياً، ولكن في الوقت عينه، يحرص الحزب على أن لا يكون المبادر نحو الحرب التي يريد، في حال خاضها، أن تكون “ردة فعل”للتنصل من المسؤولية وتجنباً لما اختبره سابقاً تحت خانة “لو كنت أعلم”.

منذ اليوم الأول لـ”طوفان الأقصى”، يد “حزب الله” على الزناد، وهو ما كرره نصرالله بالتوازي مع طهران “المتأهبة” عبر أدوتها في محور الممانعة لاطلاق رصاصة “اشتعال” المنطقة ما لم يكن لها ما تريد، وهو ما تلوح به بعد أن بانت لبنان وإسرائيل، على حافة شرارة حرب قد تندلع في أي وقت، وسط اقتناع اسرائيلي بأن استمرار المناوشات على الحدود اللبنانية، قد تحول الى حرب استنزاف، ما يشي بان “العد العكسي” للحرب قد بدأ.

وفيما طبول الحرب تقرع، تتكثف زيارات المبعوثين الدوليين الى لبنان، وآخرها زيارتي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، في محاولة لخفض التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل والحؤول دون انفجار الوضع.

الصورة لا تزال ضبابية، وما بين الحرب والتهدئة “خيط رفيع” لا تملكه الدولة اللبنانية، وهو ما اعترف به رئيس حكومة تصريف العمال نجيب ميقاتي الذي “أعلن أن قرار الحرب اتخذه حزب الله” وكذلك بانه لن يطالب بوقف إطلاق النار على جبهة الجنوب قبل غزة وبالتالي فإن الحزب هو الآمر الناهي في دخول لبنان الى مستنقع الجحيم، إلا إذا أنقذته “تسوية طهران” من نيرانها، وهي يبدو أنها اختارت الضغط بها على قاعدة “إما أن تصيب أو تخيب”، على أن يبقى الرهان على الميدان، حيث من غير المستبعد ان يكون قدر لبنان، أن يدفع من جديد ثمن ذلك بالدم والدمار.

السابق
إسرائيل أبلغت واشنطن: القتال مع «الحزب» سيتصاعد!
التالي
العالم يرفع عصا «الحرب» ولا يضرب بها.. وهذا هو «السيناريو»!