أميركا «ضابط إنضباط» بين إسرائيل و«حزب الله».. وغزة «على الله»!

ضبط “المسرح العملياتي”، هو عنوان المهمة التي حملها المستشار الاميركي اموس هوكستين الى بيروت، لا “الإتفاق” بشأن الحدود والملفات العالقة، لمنع تدحرج الامور نحو مسار حربي، هذا ما قاله هوكستين بعد لقاءاته اللبنانية في السرايا وعين التينة.

الحلول التي لم يحملها رأس الخارجية الاميركية انطوني بلينكن، في جولته الشرق اوسطية، لن يقوى على حملها هوكستين، فجلّ ما قام به بلينكن، هو ضبط العمليات السياسية، وادارة التوازنات السياسية على المستوى الاقليمي، بما يمنع ايضا من التفلت، من دون ان إغفال ما عبر عنه زعماء الاردن ومصر وفلسطين من مخاوف، برزت بعد جولة بلينكن مباشرة، في قمة العقبة امس، تتصل بتهجير الفلسطينيين، ومستقبل حلّ الدولتين.

فجلّ ما قام به بلينكن هو ضبط العمليات السياسية وادارة التوازنات السياسية على المستوى الاقليمي

المخاوف الفلسطينية من السلوك الاميركي تجاه غزة، والقضية الفلسطينية عموما، لا تقلق الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” فحسب، بل العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفس المستوى، ولعل “أبو مازن” كان شديد اللهجة مع بلينكن، خلال لقائهما في رام الله قبل ايام، بأن عجز اميركا عن فرض تسليم اسرائيل حقوق مالية للسلطة، كفيل بأن يؤكد عجزها فرض حل الدولتين.

وبحسب مصادر فلسطينية فان “أبومازن عبر عن شكوكه، بأن المقصود منه بحل الدولتين المتداول اميركيا، ما يعني دولتي الضفة وغزة، وليس اسرائيل وفلسطين”.

تحت هذه المظلة الاميركية، تحرك هوكستين باتجاه لبنان، اي عدم استعجال الحل في لبنان، قبل تبلور تصور سياسي في غزة، وعلى رأسها قضية تبادل الاسرى، مع ضبط ايقاع المواجهة بين “حزب الله” واسرائيل.

مصادر فلسطينية: ابو مازن عبر عن شكوكه بأن المقصود منه بحل الدولتين المتداول اميركيا، ما يعني دولتي الضفة وغزة وليس اسرائيل وفلسطين

الزيارة الاولى للموفد الاميركي، بعد اغتيال القائد في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، جاءت على إعتبار ان هذا الاغتيال، شكل نقلة نوعية في الأداء الاسرائيلي تجاه “حزب الله”، اذ انتقل من أداء دفاعي متحفظ، الى أداء هجومي متفلت، ترافق مع سلسلة مواقف اسرائيلية تهديدية، بالتزامن مع تعزيز الجبهة الشمالية بقوات عسكرية قدمت من غزة.
بحسب المعلومات فان “هوكستين لم يكن في برنامجه اي اشارة ملحة لانتخاب رئيس الجمهورية، كما حاول بعض السياسيين الايحاء بذلك، عبر الربط بأن اي اتفاق حول الحدود او تنفيذ ال ١٧٠١ يتطلب وجود رئيس”، واذا صحت هذه المعادلة فان الصحيح ايضا على لسان هوكستين، ان الاتفاق لم ينجز بعد.

وما يعزز من ان الرئاسة ليست على “نار حامية”، ان الاهتمام الاسرائيلي وحتى الاميركي منحصر في البعد الامني والعسكري، وهم غير معنيين بما يتصل بالتوازنات الداخلية واستحقاقات دستورية، إذ ان المطلوب هو الضمانات الامنية، وما يتصل بتهديدات تفترضها اسرائيل، فتبدو انها مطلقة اليد، باستهداف ما تعتبره خطرا عليها، كما يحصل في سوريا وحتى في مرفأ بيروت، وغيرها من مواقع عسكرية، كمعمل الاوزاعي، الذي هددت بقصفه قبل عامين وسارع “حزب الله” في حينه، الى دعوة الصحفيين اليه في سياق نفي المزاعم الاسرائيلية.

لا يبدو ان ثمة انشغال بموقع “حزب الله” في المعادلة الداخلية، يبدو ان الموضوع غير مهم او في احسن الاحوال غير مطروح اميركيا، والتفاوض الاميركي مع “حزب الله” جار، من خلال وسائط ليست خافية على احد.

بحسب المعلومات فان “هوكستين لم يكن في برنامجه اي اشارة ملحة لانتخاب رئيس الجمهورية كما حاول بعض السياسيين الايحاء بذلك


المرتقب بحسب المعلومات، وما تسرب عن مبادرة قطرية بين “حماس” واسرائيل بشأن الاسرى، والذي لم يتم تأكيده بعد، ان مسارا سياسيا وانسانيا، سينطلق على وقع استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية، وما يسميه البعض الدبلوماسية الامنية الخفية، ومنها اغتيال العاروري، واستهداف مفاصل سياسية وامنية واقليمية في عملية “طوفان الاقصى”، بغاية توفير ارضية لمشهد سياسي وامني، تسعى اسرائيل لتنفيذه فلسطينيا وفي المقلب اللبناني.. وهو مسار تسعى اسرائيل لشقه بكارثة انسانية حققتها في غزة، تمهد باعتقادها لانجاز سياسي دونه، حتى الآن، عقبات ومصاعب، لا يبدو امر تجاوزها متاح بعد.

السابق
العدوان الاسرائيلي لا يرحم الفرق الاسعافية.. وإستشهاد «منقذين» جديدين في حانين
التالي
السفيرة الأميركية الجديدة وصلت إلى بيروت: أثق بقدرة لبنان على النجاح