الموسيقار السوري نوري اسكندر يُحيي الموسيقى السريانية ويرحل!

قامة موسيقية سورية عربية عالمية، تنحني وترحل عن الوجود بعد مسيرة حافلة بالإبداع.
فقد توفي الموسيقار السوري نوري إسكندر، عن عمر ناهز (85) عاماً.

نوري إسكندر موسيقار وملحن سوري سرياني، ولد في دير الزور عام 1938، لعائلة تمتد أصولها لمدينة أورفة والتي تنقلت بعد “مذابح سيفو” إلى مدن أخرى كوباني وتل أبيض، ليصفى بها المطاف بدير الزور.

عمل الراحل طوال مسيرته الفنية الغنية، التي تجاوزت 60 عاماً، على نقل التراث السوري الموسيقي الشفوي إلى لغة سمعية، كما سعى إلى خلق حوار موسيقي فكري استمده من التراث السوري والعربي.
واشتغل على الموسيقى الشرقية وبحث عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي إلى مدونات، ولا سيما ما يتعلق بالموسيقى السريانية، وقدم العديد من الدراسات والأعمال الموسيقية والأبحاث في الألحان السريانية التي قام بتدوينها.
وألف العديد من الأعمال المهمة ومنها (الثلاثي الوتري، كنشرتو العود وكنشرتو التشيلو)، وكتب الموسيقى التصويرية للسلسلة الوثائقية (أعمدة النور، وفيلم مار مارون)، وألف موسيقى المسرحية اليونانية (باخوسيات ليروبيديس)، وقدم عدة حفلات موسيقية في السويد، حيث كان يعيش.
(تهجّر الى السويد!)

الموسيقار الكبير الذي أعاد احياء الموسيقى السريانية من رقادها الطويل ونقلها الى كبريات دور الاوركسترا العالمية،يترك الحياة قبل أن يكمل مشروعه الموسيقي، وبعدما هجر أو تهجّر من بلاده ولجأ الى السويد.وفي حديث صحافي للراحل عن هجرته لبلاده سوريا وهو في خريف العمر، اعترف أنه هاجر بعدما تخلى عنه “مسؤولين يمسكون بزمام الامور ويقررون مصائر هذا الشعب الذي أهدرت طاقة ابنائه وما أعظمها على يد مسؤولين منافقين وحرامية يتصدرون ويصادرون قراره…”

وقال:”طموحي الذي بات يسابق عمري أصر عليّ المغادرة، فمازال في جعبتي الكثير من الأبحاث وأنا قطعت السبعين من العمر فأخشى أن تخونني قواي قبل أن أكمل أبحاثي في تحليل الموسيقى السريانية التراثية وأتمم تجاربي بالعلاقات بين المقامات والأجناس الشرقية، وللأسف برغم التكاليف القليلة التي إحتجتها للإستمرار في البحث الموسيقي لم أجد دعماً في بلدي ولا حتى طلبي بإستئجار غرفة تحوي حاسبين آليين وموظف يعينني بأبحاثي، وأعتقد أن الحد الأدنى من المعيشة التي تؤمنه السويد سيساعدني على استمرار وتأمين ما أحتاج اليه لتنويط ما تبقى لي نتاجات”.

السابق
سلسلة استهدافات لـ«حزب الله».. اليكم ما يحصل منذ بعد الظهر
التالي
«سخونة» على جبهة الجنوب.. وسكان يستغلون الهدوء الصباحي لتفقد بيوتهم