عن العنف الديني والارهاب ودور الكيان الصهيوني واميركا على ضوء الحرب على غزة: مراجعة نقدية واكاديمية

قاسم قصير

خلال السنوات الست الماضية عملت على انجاز اطروحة دكتوراة حول العنف الديني التكفيري – داعش نموذجا وحاولت في هذه الدراسة معرفة أسباب انتشار العنف الديني ولا سيما اخر عشرين سنة والعلاقة بين النصوص الدينية والوقائع السياسية والاجتماعية في توليد هذا العنف وكيفية مواجهته وعملت لاستعراض العديد من المؤتمرات والوثائق والانشطة التي واجهت التكفير والعتف ومدى ما حققته من نتائج.

وتوصلت إلى مجموعة نتائج وخلاصات ومنها ان العنف موجود في الكون منذ بدء الخليقة الى اليوم وهو منتشر لدى اتباع الاديان وفي كل الامم ولا يمكن ان يكون مقتصرا على فئة او جهة معينة دينية او سياسية او اجتماعية.

وان نشوء مجموعات العنف الديني التكفيري يعود لأسباب أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية ومنها التفسير الخاطىء للنصوص الدينية واستغلال اجهزة المخابرات لهذه المجموعات واستعمالها في الصراعات السياسية.
واشرت الى عدم وجود مفهوم واضح للارهاب وان هذا ادى الى عدم شمول مواحهة الارهاب للكيان الصهيوني ومن يدعمه .

لكنني في دراستي الأكاديمية لم اركز كثيرا على الدور الصهيوني في الإجرام والارهاب والدعم الأميركي الكبير له وان هذا احد اهم الاسباب لنشوء منظمات التطرف الديني رغم انني تحدثت عن الدور الاميركي في دعم هذه المنظمات واستغلالها ومن ثم محاربتها عندما ينتهي دورها في خدمة اميركا.

لكن اليوم وفي ظل الحرب الإسرائيلية والصهيونية على فلسطين وعلى قطاع غزة وما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم ابادة بحق الشعب الفلسطيني وبدعم اميركي واضح اشعر بان هناك حاجة لمراجعة كل الدراسات العلمية والأكاديمية حول نشوء التطرف والعتف الديني وانه يجب التركيز اكثر على الدور الاميركي والاسرائيلي في نشوء العنف ، طبعا هناك كتب ودراسات ووثائق اشارت لذلك لكن للاسف لم تاخذ حقها من الاهتمام ولا بد من اعادة الاهتمام بها واعطائها الاولوية مع العلم ان نتائج الحروب التي خاضتها اميركا وإسرائيل ضد اليشرية هي اكبر بكثير مما قامت به المجموعات الدينية المتشددة .

كما انه من الملفت اليوم غياب المجموعات الإسلامية المتشددة عن القيام باي عمل او رد فعل على حرب الابادة الانسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني مما يطرح علامات استفهام كثيرة حول دور هذه المجموعات في السنوات الأخيرة.

كل هذه الملاحظات تدفع الباحث لاعادة تقييم ما انجزه واعادة التفكير النقدي بما قام به من جهد علمي وبحثي طيلة السنوات الماضية.

السابق
ميلا علامة روائية لبنانية واعدة.. «حبيت أكّد لِك»!
التالي
تطورات الجبهة الجنوبية تابع.. استهداف للميركافا و«حزب الله» ينعي شهيدين