بين عصابتهم «الصهيونية».. وعصابتنا «الفاشية»!

لا أخفيكم أني كمواطن لبناني، أشعر بالحزن والأسى، وكذلك الخجل، عندما أرى شوارع تل أبيب تعج بالآلاف من الناس المتضامنين مع أهالي الأسرى الصهاينة لدى “حماس”. مهلاً.. مهلاً.. يا أصدقاء، قبل التخوين والرجم الذي تعوَّدنا عليه، الحزن والأسى لا علاقة له بأسرى الصهاينة ولا عائلاتهم، بالرغم من أنهم في مكان ما قد يكونوا ضحايا لنظامهم العنصري المجرم، وهذا ليس لأننا نفتقد للإنسانية ونحن من دعاتها ليل نهار، بل لأن نظامهم العنصري المجرم الذي لهم حرية إختياره، وقد إختاروه بملء إرادتهم، ما يحملهم مسؤولية كبيرة، لم يترك لدينا فائض من الحزن والأسى نوزعه على غير شعوبنا العربية، وفي مقدمها الشعب الفلسطيني، وما يكابده منذ 75 عاماً من الظلم، ناهيك بالشعوب العربية الأخرى التي عانت ولا تزال من تداعيات هذه القضية التي بإسمها، خسرت حريتها وتقدمها، تحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.

مَرَدْ هذا الحزن عندي أنه ذكَّرني بما عاناه أهالي الأسرى العسكريين اللبنانيين لدى الجماعات الإرهابية العام 2014


مَرَدْ هذا الحزن عندي، أنه ذكَّرني بما عاناه أهالي الأسرى العسكريين اللبنانيين لدى الجماعات الإرهابية العام 2014، وكيف أنهم كانوا لوحدهم في الساحات، وكأن قضيتهم شخصية لا وطنية، كذلك ما يعانيه اليوم من تجاهل أهالي ضحايا مرفأ بيروت، الذين يجدون أنفسهم كالغرباء في وطنهم وعن مواطنيهم، يخوضون وحدهم معركتهم مع العصابة الحاكمة والمتحكمة بكل مفاصل الدولة، من دون أي دعم شعبي ولو بالوقوف معهم في الشارع، مع أن كل مواطن لبناني كان يمكن أن يكون مكان أي فرد منهم، سواء من الشهداء أم من أهاليهم.
لا نريد المزايدة على أحد، ولن نحمِّل المسؤولية للناس الذين أرهقتهم ممارسات هذه السلطة العصابة، التي وحدها تتحمَّل المسؤولية الكبرى فيما وصلنا إليه من هوان، وهي من أوصلت الناس لمرحلة الكفر بكل شيء، وبكل تحرُّك أو حراك بعد ممارساتها الفاشية بحق الناس، وهي هنا تُعتبَر في مرتبة أدنى من مرتبة النظام الصهيوني، بالنسبة للتعامل مع شعبها، وحسبها ذلك مهانة، وحسبها ذلك إدانة.

السابق
تضامنا مع غزة.. لقاء اليوم في الحمراء للمطالبة بتجهيز سفينة مساعدات طبية وإغاثية
التالي
بالصورة.. توقيف متحرّش بطالبات في بيروت